حساب الصين الجاري الضخم والفوائض الرأسمالية تدعم اليوان

time reading iconدقائق القراءة - 8
اليوان الصيني - المصدر: بلومبرغ
اليوان الصيني - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

سجلت الصين تدفقات قوية للعملات الأجنبية العام الماضي بفضل الصادرات القياسية والعائدات المرتفعة على الأصول المحلية، ما ساهم بتعزيز ارتفاع اليوان.

ارتفع فائض الحساب الجاري، وهو أوسع مقياس لتجارة السلع والخدمات، الى 224.2 مليار دولار العام الماضي، وهو أعلى مستوى منذ 2013. بلغ فائض الحساب الرأسمالي 83.2 مليار دولار، وهو أعلى مستوى منذ بدء تتبعه في 2010، وفقاً لحسابات بلومبرغ المبنية على بيانات إدارة النقد الأجنبي الحكومية.

اعتبر ستيفن تشيو، رئيس أسواق العملات في آسيا ومحلل الأسعار في بلومبرغ إنتليجنس أن هذه الأرقام تعكس الفائض التجاري القوي للصين خلال تفشي الجائحة والتدفقات في السندات المقوّمة باليوان. وتوقع استمرار الفوائض قويةً في 2022، رغم أن التدفقات نحو السندات المحلية ربما تبدأ بالتباطؤ مع تضاؤل فروق العائدات بين الصين والولايات المتحدة فيما يباشر الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة.

دعم اليوان

لقد وفرت الفوائض المتزايدة الدعم لارتفاع اليوان، الذي ارتفع 2.7% مقابل الدولار الأمريكي العام الماضي، ممداً مكاسبه التي بلغت 6.7% في 2020. يتجه اليوان خارج البلاد تدريجياً نحو 6.33 مقابل الدولار، وهو مستوى سُجّل آخر مرة في ديسمبر عندما رفع بنك الشعب الصيني معدل احتياطي العملات الأجنبية لتهدئة الزيادة.

سجل الفائض التجاري رقماً قياسياً بلغ 676 مليار دولار العام الماضي مدفوعاً بطلب خارجي قوي على السلع صينية الصنع. كما أدى تراجع السفر إلى الخارج إلى الحد من العجز في تجارة الخدمات.

قال تشيو: "يُرجح أن تكون تسويات تبادل العملات الأجنبية الإجمالية في 2022 مماثلة للعام الماضي، لا سيما من حيث فائض الحساب الجاري القوي. رغم أن النمو الاقتصادي العالمي قد يتباطأ دورياً، يُرجح استمرار صادرات الصين بالاستحواذ على حصة كبيرة عالمياً بسبب استمرار تفشي الوباء".

الصادرات تستمر قوية

عزز المستثمرون الأجانب حيازاتهم للسندات السيادية الصينية بمقدار 575.6 مليار يوان (90.9 مليار دولار) في 2021، وفقاً لحسابات بلومبرغ لبيانات "تشاينابوند"، مسجلة أسرع وتيرة على الإطلاق مقارنة بالسنوات السابقة.

ارتفعت تسوية العملات الأجنبية تحت بند الاستثمار في الأوراق المالية في حساب رأس المال، الذي يعكس شراء المستثمرين في الخارج للأسهم والسندات المحلية، إلى 23 مليار دولار في ديسمبر، وهو أعلى مستوى منذ بدء تتبعها في 2010.

قال كين تشيونغ، كبير استراتيجيي العملات الآسيوية لدى بنك "ميزوهو" (Mizuho Bank)، إن العائدات المرتفعة للأصول المقوّمة باليوان واستقرار سعر صرف العملة الصينية جذاب لرأس المال الأجنبي.

نوّه تشيونغ إلى أنه مع ذلك، فإن تضييق فارق العوائد بين الولايات المتحدة والصين سيؤدي لتباطؤ التدفقات في سوق السندات المحلية، وقد يتراجع الاستثمار المباشر العام المقبل، مع الأخذ في الاعتبار عوامل متعددة، بما فيها التشريعات والعلاقات بين الولايات المتحدة والصين وتباطؤ الاقتصاد الصيني.

تصنيفات