بلومبرغ
تُقدّم باكستان حوافز ضريبية للشركات الصينية، كونها أقرب حليف لبكين في جنوب آسيا، لجذب الاهتمام بمناطق اقتصادية خاصة بعد أشهر من الاشتباه في تورط إرهابيين في انفجار استهدف حافلة تقل عمالاً من الصين.
شهدت باكستان زيادة طفيفة في النشاط المتشدد أو المسلح، الأمر الذي أدى إلى تعقيد جهود رئيس الوزراء عمران خان لطمأنة الشركات والمستثمرين الصينيين.
صندوق النقد ينعش خطة لإنقاذ اقتصاد باكستان بستة مليارات دولار
يمثل نشاط المسلحين، مصدر قلق لباكستان لأنها وجهة رئيسية لمبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس، شي جين بينغ، والتي بدأت منذ ما يقرب من عقد من الزمان بمشاريع تقدر قيمتها بنحو 25 مليار دولار.
قال رئيس مجلس الاستثمار الباكستاني، محمد أفزار إحسان، إن الحوافز ستكون مساوية، أو أفضل من التي تقدمها الوجهات المنافسة الأخرى، بالنسبة للشركات الصينية التي تتطلع إلى الانتقال إلى دول مثل بنغلاديش وسريلانكا وكمبوديا وفيتنام.
أضاف إحسان أن الحكومة تقدم إعفاءات ضريبية على دخل الشركة لمدة 10 سنوات، وواردات معفاة من الرسوم الجمركية لمعدات المصانع، وكذلك لا تفرض ضرائب على المواد الخام المستخدمة في المنتجات التي سيتم تصديرها.
مبادرة الحزام والطريق
في حين أن هذه الحوافز متاحة لشركات من دول أخرى، فإن باكستان تستهدف الشركات الصينية نظراً للوجود الهائل لمشاريع الحزام والطريق.
تم توجيه الكثير من التمويل لصالح الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، لبناء محطات الطاقة التي ساعدت باكستان على حل مشكلة نقص الكهرباء التي أعاقت نمو البلاد لعقود. هناك أيضا ميناء تسيطر عليه الصين في بلدة جوادار للصيد جنوب غرب باكستان والذي تم الترويج له، باعتباره بوابة لشحن المنتجات من غرب الصين.
باكستان تخفض جمارك استيراد الخامات لدعم الصناعة والتصدير
تقدم باكستان هذه الحوافز في حين يستعد خان للقيام بزيادة تستغرق ثلاثة أيام إلى الصين اعتبارا من 3 فبراير، حيث يحل ضيفاً أثناء افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، ومن المتوقع أيضاً أن يعقد اجتماعات ثنائية ستتناول بشكل أساسي استثمارات الصين في باكستان.
قال خالد منصور، المساعد الخاص لرئيس الوزراء لشؤون الممر، في كراتشي الأسبوع الماضي، إن باكستان تدخل لتوها المرحلة الثانية من تطوير الممر مع التركيز على المناطق الاقتصادية الخاصة، التي تتواجد واحدة منها في كل من أقاليم باكستان الأربعة وأخرى في جوادر.
هجمات ضد العمال الصينيين
بدأت شركة "سنشري ستيل" العام الماضي في بناء مصنع بتكلفة 240 مليون دولار في إحدى المناطق الاقتصادية الخاصة.
مع ذلك، فإن الخطوات الكبيرة التي جرى إحرازها في هذه المشاريع المتعلقة بمبادرة الحزام والطريق شابتها هجمات إرهابية على العمال الصينيين العام الماضي.
في أغسطس 2021، هاجم انتحاري قافلة سيارات تقل مواطنين صينيين في جوادر، في حين قُتِل تسعة مواطنين آخرين في يوليو، بعد انفجار استهدف حافلة تقل العمال إلى مشروع لبناء سد.
أثار الانفجار الذي استهدف الحافلة، صدمة لدى بكين، حيث دعا وزير الخارجية الصيني، وانغ يي باكستان لحماية مشاريع مبادرة الحزام والطريق والمواطنين الصينيين.
قال منصور إن الحكومة أنشأت منذ ذلك الحين وحدة أمنية جديدة معنية بحماية المشاريع المملوكة للصين، على الرغم من أن هذه المرافق تخضع لحراسة مشددة، وأن المركبات التي تنقل الأشخاص لديها قوات أمن تتبعها.