الشرق
قالت كريستالينا غورغييفا، مديرة صندوق النقد الدولي، إن ثاني أكبر اقتصاد في العالم بات يشكل مصدر "قلق" للعديد من بلدان العالم، لسببين، أولهما الخلل الذي تسببت به الجائحة والآثار السلبية على سلاسل الإمدادات، والثاني هو عدم تعافي الاستهلاك في الصين كما كان متوقعاً.
أثناء مشاركة لها عبر الإنترنت في المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) اليوم، حثت غورغييفا الصين على إعادة تقييم سياسة "صفر كورونا" التي ترى أنها لم تكن موفقة في احتواء الجائحة، مشيرة إلى أن بكين لا تقوم بالدور المطلوب منها في مواجهة "أوميكرون" سريع الانتشار، والذي لن يؤثر على الصين فقط كاقتصاد دولة، وإنما كمصدر للتصدير للعالم.
رصدت الصين حالات عدوى بسلالة "أوميكرون" انتقلت محلياً في العاصمة بكين، والمركز المالي شنغهاي، وغوانغدونغ، حيث يقع المركز التكنولوجي الجنوبي لشنجن، والتي تمثل معاً خمس الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
تم اكتشاف ما لا يقل عن 166 حالة محلية في جميع أنحاء الصين يوم الأحد، وفقاً للجنة الصحة الوطنية. وسجلت مدينة تيانجين الشمالية التي كانت مركزاً لزلزال حدث مؤخراً رقماً قياسياً بلغ 80 حالة إصابة يومية جديدة.
كما أغلقت الصين مدينة شيان الواقعة في غرب البلاد ويسكنها 13 مليون شخص للقضاء على تفشي كورونا المستمر.
تعرض الاقتصاد الصيني لموجة من الصدمات المتكررة في النصف الأخير من العام الماضي: نقص الكهرباء، والتخلف عن السداد من أزمة الإسكان والممتلكات البطيئة، وتكرار تفشي الفيروس وانخفاض الاستهلاك. وجعلت بكين "الاستقرار" الاقتصادي أولوية هذا العام. لكن التحديات السابقة ظلت قائمة. وهو ما دفع البنك المركزي الصيني (بنك الشعب الصيني) إلى خفض سعر الفائدة الرئيسي لأول مرة منذ ما يقرب من عامين، في مسعى لتعزيز الاقتصاد الذي يفقد الزخم في مواجهة تفشي الفيروس المستجد.
أعلن البنك في 17 يناير عن خفض الفائدة بمقدار 10 نقاط أساس قبل وقت قصير من ظهور البيانات التي أظهرت نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4% في الربع الأخير من عام 2021 مقارنة بالعام السابق، وهو أعلى من الارتفاع بنسبة 3.3% الذي توقعه الاقتصاديون، ولكنه أبطأ مما كان عليه في الأشهر الثلاثة السابقة.