بلومبرغ
تدرس الشركات البريطانية التي تحاول يائسةً الحفاظ على خطوط التوريد بعدما حظرت فرنسا حركة مرور الشاحنات، التحول إلى طائرات وقطارات الشحن للحفاظ على تدفق البضائع.
وتستكشف شركتا "جيه سينسبري J Sainsbury Plc"، و"تيسكو Tesco Plc" جميع الخيارات للحفاظ على تدفق الإمدادات من المنتجات الطازجة بدلاً من العبَّارات؛ في حين قد تخصص شركة "دويتشيه لوفتهانزا" المزيد من رحلات الشحن الجوية إلى بريطانيا. وتقول شركة "يوروتانل Eurotunnel" التي تشغِّل خط السكك الحديدية عبر نفق المانش بين فرنسا وبريطانيا، إنَّ المفاوضات تجري بشأن تشغيل المزيد من قطارات الشحن.
وقال جون كييف، المتحدّث باسم "يوروتانل": "كان هناك الكثير من المفاوضات مع عدد من الشركات التي تواصلت معنا سواء عملاء حاليين، أو جدد محتملين.. ولقد شهدنا بالفعل ارتفاعاً في الطلب بسبب الموعد النهائي لبريكست، ومع ذلك لا يزال هناك الكثير من القدرة الفائضة".
مخاطر على سلاسل الإمداد
تصطف الشاحنات المتجهة إلى القارة على طريق "إم 20" خارج دوفر، أزحم ميناء للعبَّارات في بريطانيا، بعدما تسببت سلالة متحوِّرة جديدة من فيروس كورونا في منع فرنسا يوم الأحد السائقين من تجاوز القناة. ويهدد هذا الحظر -الذي ينطبق على عبارات الشاحنات التابعة لـ"يوروتانل"- بتعطيل سلاسل الإمداد في الوقت المناسب، وخلق نقص في بعض المواد الغذائية والسلع القابلة للتلف.
وقالت سلسلة متاجر البقالة شركة "سينسبري" إنَّها تدرس بدائل للشاحنات للحفاظ على امتلاء متاجرها بالخس، والقرنبيط، والبروكلي، والموالح من القارة. وقالت فيكتوريا دورمان، المتحدثة باسم السلسلة، إنَّ الشحن الجوي خيار مطروح، بالرغم من أنَّ المتجر يأمل أن تتوصَّل فرنسا وبريطانيا لاتفاق على إعادة فتح الطرق.
وقالت شونا بوشنان، المتحدثة باسم "تيسكو"، أكبر سلسلة متاجر في بريطانيا، إنَّ السلسلة "لديها الكثير من الطعام للكريسماس"، ولكنَّها حذرت من أنَّه إذا استمر تعطيل سلاسل الإمدادات على مدار اليومين المقبلين؛ فإنَّ بعض البنود ستواجه نقصاً في المعروض في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.
ولا تستطيع متاجر البقالة تخزين المنتجات الطازجة القابلة للتلف، مما يعني أنَّ تجديد المعروضات بشكل منتظم ضروري، ومن بين طرق التوريد الأخرى التي تتمُّ دراستها إلى جانب الشحن الجوي، هي استخدام العبَّارات المرسلة بشكل مباشر من إسبانيا، وزيادة المخزونات من هولندا، والمملكة المتحدة.
المساحة الفارغة في قلب طائرات الركاب لشركة "فيرجن أتلانتيك" تمَّ حجزها بالكامل للشحن
رحلات شحن جوي مخصصة
وقال هيلمون توكسدورف المتحدِّث باسم شركة "لوفتهانزا"، إنَّ الناقلة ستواصل الطيران بالمسافرين إلى بريطانيا طالما لم يحظر ذلك، وستعود الطائرات فارغة إلى ألمانيا بعد أن أغلقت الدولة وغيرها من الدول حدودها أمام القادمين من بريطانيا. وأضاف أنَّ تشغيل خدمة شحن مخصَّصة ستساعد على سدِّ الفجوة حال وقف الرحلات القادمة إلى لندن، ومانشستر، وأدنبرة أيضاً. وتشغل "لوفتهانزا" طائرات تتضمن "بوينغ 777F" القادرة على حمل 100 طن متري من البضائع.
وقالت لاورا براندر، المتحدثة باسم شركة "فيرجن أتلانتيك" الجوية، إنَّ رحلات الشحن فقط بين بريطانيا وأوروبا التي تستخدم المساحة الفارغة في قلب طائرات الركاب "ايرباص A350"، التي تكون عادةً زائدة عن الاحتياجات، تمَّ حجزها بالكامل صباح اليوم، وأضافت أنَّ الشركة تبحث إضافة أكبر عدد ممكن من الخدمات ليوم الثلاثاء.
عانى ميناء "فليكستو"، أكبر ميناء في بريطانيا للحاويات، من تأخيرات وعقبات وسط ارتفاع الأحجام نتيجة تخزين البضائع قبل الكريسماس والموعد النهائي لبريكست
قطارات نفق المانش
تشغل "يوروتانل" حالياً أربعة أو خمسة قطارات مخصَّصة للشحن يومياً، وتحمل منتجات هائلة بما في ذلك قطع غيار السيارات، والصلب، والألومنيوم، والسوائل، مقارنة مع ستة قطارات مكوكية في الساعة خلال الأوقات الطبيعية، التي كانت تحمل شاحنات عبر طريق السكك الحديدية تحت البحر. وقبل إيقاف الخدمة، ارتفعت الحركة على هذه القطارات بنسبة 11% بالمقارنة مع العام الماضي مع تدافع الشركات لتخزين المنتجات قبل الموعد النهائي لعدم التوصل لاتفاق في 31 ديسمبر.
وقال المتحدث باسم "يوروتانل" جون كييف، إنَّ خدمات الشحن شهدت ارتفاعاً في الأغذية المجمَّدة المرسلة إلى بريطانيا من أنحاء بعيدة في أوروبا نتيجة المخاوف المبكرة حول التأخيرات في ميناء دوفر.
وأضاف أنَّ تشغيل المزيد من القطارات عبر النفق سيكون أسهل؛ في حين سيتطلب تأمين مسارات أخرى عبر أوروبا أسابيع قليلة في الأوقات العادية. وتدير شركات "جي بي رايلفرايت GB Railfreight"، و"دي بي كارغو DB Cargo" المملوكة لـ"دويتشيه بان Deutsche Bahn AG" نفق بحر المانش.
يوروتانل: خدمات الشحن شهدت ارتفاعاً في الأغذية المجمدة المرسلة إلى بريطانيا من أنحاء بعيدة في أوروبا نتيجة المخاوف المبكرة بشأن التأخيرات في ميناء دوفر
وتتضمَّن الخيارات الأخرى لتعويض توقف حركة مرور الشاحنات إرسال المزيد من البضائع في حاويات، التي تأتي عادة من شحنات بعيدة من آسيا. وعانى ميناء "فليكستو"، أكبر ميناء في بريطانيا للحاويات، من تأخيرات، وعقبات وسط ارتفاع الأحجام نتيجة تخزين البضائع قبل الكريسماس والموعد النهائي لبريكست.