الشرق
وصل حجم الشحن السنوي في ميناء "نينغبوه تشوشان" في مقاطعة تشجيانغ بشرقي الصين، وهو الميناء الأكثر ازدحاماً في البلاد، إلى رقم قياسي بلغ 1.2 مليار طن في عام 2021 بزيادة 4.4% على أساس سنوي، بحسب ما نقلته وكالة "شينخوا" عن بيانات مركز إدارة الموانئ والملاحة بالمقاطعة.
حافظ الميناء على أعلى رقم قياسي في حجم شحن البضائع في العالم لمدة 13 عاماً متتالياً، في حين تجاوزت شحناته من الحاويات 31 مليون وحدة مكافئة لـ20 قدماً في عام 2021، ليحتل المرتبة الثالثة عالمياً، بزيادة قدرها 8.2% على أساس سنوي.
وتشهد الموانئ حول العالم ضغوطاً نتيجة ارتفاع الطلب على السلع بعد كبت الإغلاق الاقتصادي نتيجة جائحة كورونا.
حذّر بيتر ساند، كبير المحللين في منصة "زينيتا" (Xeneta) لتحليلات الشحن البحري والجوي، من أنَّ سلاسل التوريد العالمية تواجه ضغوطاً منذ عام ونصف، "وقد نشهد عاماً إضافياً مماثلاً" في ظل المخاوف من متحور "أوميكرون" بحسب بلومبرغ.
ويلفت ساند إلى أنَّه "برغم أزمة سلاسل التوريد؛ فقد شهدت الأشهر الخمسة الماضية نقل كميات هائلة من السلع بحراً لمستهلكيها النهائيين، ولكن كانت هناك تأخيرات، مما دفع المستوردين للجوء إلى شحن البضائع جواً".
غير أنَّ هذا التوجّه معرض للتحدّيات؛ فالصين مثلاً أعلنت أنَّه لن يكون مسموحاً نقل البضائع جواً إلى أمريكا الشمالية وأوروبا اعتباراً من يناير 2022. ومع أنَّها عدّلت هذا الموعد لاحقاً حتى منتصف العام المقبل؛ فإنَّ ذلك يُنذر بصعوبات إضافية قادمة بالنسبة لقطاع الشحن.
برأي ساند؛ فإنَّ الضغوط على عمليات نقل البضائع تُشير إلى مزيد من الارتفاعات الحادّة لأسعار الشحن خلال 2022. وبالتالي؛ فإنَّ "مزيداً من التضخم قادم في الطريق، بفعل ارتفاع التكلفة، ونقلها إلى المستهلك".
واعتبر أنَّ قطاع الشحن "يفتقر مؤخراً لوضوح الرؤية، أو القدرة على التوقُّع لاسيما بما يتعلق بتوقيتات تسليم الشحنات، أو من ناحية تسريع معدلات النقل مما هي عليه منذ اندلاع الجائحة". مستبعداً أن يعود القطاع بسهولة لما كان عليه في 2019 قبل عام 2023.. "فالعالم بحاجة للتأقلم مع هذا الواقع الجديد".