بلومبرغ
يجب على أصحاب العمل الذين يتدافعون للاحتفاظ بالموظفين وسط موجة الاستقالات مراجعة بيئة العمل بشكل أكبر. حيث توصل تحليل جديد إلى أن الدخل لا يمثل أكبر سبب لاستقالة الموظفين، وإنما الثقافة السامة التي تسود بيئة العمل.
تعتبر الأجور المرتفعة بالتأكيد عاملاً مهماً يدفع ملايين الأشخاص حول العالم إلى ترك وظائفهم، لكن تحليلاً لأكثر من 1.4 مليون من التقييمات على موقع "Glassdoor" لعدد كبير من الشركات تعمل في 38 صناعة، أكد على أن احتمال مغادرة الموظف للعمل بسبب ثقافة الشركة تمثل 12.4 مرة أكثر من احتمال المغادرة بسبب الدخل. وقد انطبق ذلك على موظفي الصفوف الأمامية، وما يعرف بوظائف عمال المعرفة.
قال دونالد سول، الشريك المؤسس لشركة "كالتشر إكس" للتحليلات التي أجرت الاستطلاع الصادر أمس الثلاثاء، إن "الدخل في أفضل الأحوال يكون مؤشراً متوسطاً على مغادرة العمل".
اعتمدت "كالتشر إكس" في تجميع البيانات على مراجعات موظفين سابقين في موقع"Glassdoor" باستخدام نظام قاعدة بيانات الموارد البشرية في "ريفيلو لابس".
أظهر التحليل أن من بين الأسباب التي أبقت الناس في العمل: التسلسل الوظيفي المتوقع، والنمو في الوظيفة، والتقدير.
أشار سول إلى أن الثقافة السامة في مكان العمل تتركز في القيادة التعسفية أو بيئة العمل القاسية أو التمييز والمضايقة.
تشهد الصناعات منخفضة الأجور مثل الترفيه والضيافة أعلى معدلات لدوران الموظفين وكذلك القطاعات ذات الوظائف المرهقة مثل الرعاية الصحية والتعليم.
وقد حقق الموظفون أصحاب الدخل المنخفض أكبر مكاسب في الأجور خلال الأشهر الـ 12 الماضية، ما دفع الاقتصاديين إلى الاعتقاد بأن العديد من الأشخاص يتركون وظائفهم من أجل وظائف ذات رواتب أفضل.
أظهر استطلاع "كالتشر إكس" أن انعدام الأمن الوظيفي والفشل في التعرف على أداء الموظف والاستجابة الضعيفة لكوفيد- 19 كانت أحد الدوافع للتنبؤ بمعدلات عالية لمغادرة العمل.
كانت معدلات مغادرة العمل في كل من "تسلا" و"نتفلكس" أعلى من الشركات الأخرى في نفس القطاعات المشابهة، ويرجع ذلك جزئياً إلى الطبيعة التنافسية لتلك الأعمال.
قال سول: "الأهداف طموحة للغاية، وهناك ساعات عمل طويلة وضغوط كثيرة قد يكون من الصعب على الناس تحمل وتيرة العمل تلك على المدى الطويل".