بلومبرغ
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول هو الشخص المناسب لتولي قيادة البنك المركزي في الوقت الذي يواصل فيه الاقتصاد الأمريكي التعافي من تداعيات وباء فيروس كورونا وتقوم الحكومة بجهود مكافحة معدل التضخم المتنامي.
ترشيح باول لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي إيجابي للأصول الخطرة
قال بايدن: "تعتبر وظيفة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هي إحداث توازن بين هدفين رئيسيين، أولهما هو الوصول إلى أعلى مستوى من معدلات التوظيف ليكون أكبر عدد ممكن من الأمريكيين لديهم عمل. أما الهدف الثاني فهو الإبقاء على معدلات التضخم منخفضة وثابتة". تابع "من أجل تحقيق تلك الأهداف سيحتاج الأمر توافر صبر ومهارة واستقلالية".
استقلالية المركزي
أشار الرئيس الأمريكي إلى أنه لجأ إلى خيار تجنب تغيير جيروم باول، المُعيَّن من قبل سلفه الجمهوري، ليحل محله مرشح أكثر ليبرالية نظراً لأننا "في حاجة إلى وجود استقرار واستقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي". وأضاف أنه حاول أيضاً تفادي جعل مسألة الترشيح خاضعة لأمور السياسة.
قال بايدن: "برهَن جيروم على توافر الاستقلالية التي أُقدرها في رئاسة بنك الاحتياطي الفيدرالي". تابع: "لقد نجح في مواجهة تدخل سياسي غير معهود من قبل الإدارة الأمريكية السابقة".
يعتبر اختيار الرئيس الأمريكي بمثابة اقتراع للثقة حول قيادة باول خلال فترة تفشي وباء فيروس كورونا، رغم الصعود السريع في معدل التضخم في غضون الأشهر الأخيرة وقيام بعض المشرِّعين والنشطاء التقدميين بالحث على إجراء تغيير.
قال الرئيس الأمريكي إنه في أعقاب الجائحة، جاء النمو الاقتصادي لبلاده وزيادة معدل الوظائف ليؤكدا صحة قراره باختيار باول لتولي المنصب لفترة ولاية ثانية مدتها 4 أعوام.
وأشار بايدن في تصريحات له بالبيت الأبيض إلى تحقيق "مستوي قياسي من فرص العمل، ومستوى قياسي من النمو الاقتصادي، ومستوى قياسي من تأسيس الشركات الصغيرة الجديدة". أضاف: "من المفترض أن تمنحنا هذه الأخبار الثقة حيال الاقتصاد الذي نقوم بتشييده".
بقيادة باول أو برينارد.. "الاحتياطي الفيدرالي" سيعاني من المواءمة بين رفع الفائدة والتوظيف
مواجهة التغير المناخي
بيد أنه قال إنه حصل على تطمينات خلال محادثاته مع باول بأن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيضع تركيزه ليس فقط على التصدي لارتفاع التضخم ولكن الآثار المتعلقة بالتغير المناخي أيضاً، وهي تأتي في صدارة الأولويات.
قال: "نحن على علم بأنه يوجد مخاوف كثيرة وحالة من عدم اليقين في البلاد". وتابع" نعرف أن العائلات تواجه صعوبات في التماشي مع صعود تكلفة البنزين والطعام والسكن والأمور الضرورية الأخرى".
وانضم إلى بايدن في الحدث باول وكذلك لايل برينارد المحافظة في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والتي كانت المرشح المفضل لمنصب رئيس البنك المركزي لدى المشرِّعين التقدميين، بيد أنه عوضاً عن ذلك رشحها بايدن لتكون نائبة رئيس البنك.
بعد ترشيح باول.. الدولار يرتفع لأعلى مستوى في 4 سنوات مقابل الين
"صوت شجاع"
قال بايدن إن الإثنين (باول وبرينارد) يشاركانه ما لديه من اعتقاد بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من المفترض أن يقدم مساعدة أكبر من أجل دعم الطبقة المتوسطة والتصدي للمخاطر الاقتصادية الناجمة عن التغير المناخي.
وصف بايدن برينارد بأنها كانت صاحبة "صوت شجاع" في البنك المركزي يعمل من أجل الأمريكيين الكادحين.
قال بايدن: "إنها قامات بقيادة مساعي بنك الاحتياطي الفيدرالي للتثبت من أن النظام المصرفي لدينا يعمل في خدمة كل فرد في المجتمعات التي يقدمون الخدمات لها".
"وبصرف النظر عن الموقع الذي تعيش فيه أو الخلفية التي جئت منها، فإنه في إمكان كل مواطن أمريكي أن يحصل على الائتمان الذي يريده لتأسيس شركة أو شراء منزل وامتلاك فرصة عادلة للعيش"، بحسب ما قاله بايدن.
معارك سياسية في الكونغرس
عبر اللجوء لاختيار باول للمنصب، سيتفادى بايدن معركة صعبة للموافقة على تعيينه من قبل مجلس الشيوخ بينما يشهد فعلياً حالة من التهيئة لنهاية فوضوية للعام الجاري في مبني "كابيتول هيل".
يجري المشرِّعون مفاوضات على قانون الإنفاق الاجتماعي المقترح من قبل الرئيس الأمريكي الذي تصل تكلفته إلى 1.64 تريليون دولار - وهو بند رئيسي على أجندته الاقتصادية على الصعيد المحلي، كما يتهددهم المواعيد النهائية المحددة التي على وشك الانتهاء من أجل تمديد التمويل الحكومي وقرار رفع سقف الديون.
وتشير التوقعات إلى أن باول، الذي قام الرئيس السابق دونالد ترمب باختياره في الأساس رئيساً لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، سينال دعماً من قبل الجمهورين بطريقة كبيرة في الغرفة البرلمانية العليا.
وأشار رئيس اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ شيرود براون، وهو عضو ديمقراطي عن ولاية أوهايو، وكبير الجمهوريين بالمجلس باتريك تومي العضو عن ولاية بنسلفانيا، إلى أنهما سيقدمان الدعم لإعادة ترشيح باول.
توفير الوظائف وكبح التضخم
قال باول خلال الحدث الذي شهده البيت الأبيض أمس الإثنين: "سنعتمد على أدواتنا لتوفير الدعم للاقتصاد وسوق العمل المتين ولكي نقوم بمنع صعود معدل التضخم من أن يكون متجذراً".
وقالت برينارد: "سأضع الأمريكيين الكادحين في القلب من جهودي في بنك الاحتياطي الفيدرالي" عبر الحد من معدلات التضخم بينما يضع الناس تركيزهم على وظائفهم وإلى أي مدى ستصل أجورهم في المستقبل".
أضافت: "يعني ذلك أن توفير الدعم لاقتصاد متصاعد سيشمل كل فرد". تابعت: "يعني ذلك التأكد من تحقيق الازدهار للأسواق المالية وقدرتها على التكيف مع الظروف، وجعل الاقتصاد يعمل بطريقة مستدامة من أجل لأجيال القادمة".
قضى بايدن تلك الأيام الأخيرة في طلب الحصول على المشورة من مشرِّعين، من بينهم براون علاوة على السيناتور إليزابيث وارين، التقدمية وعضوة مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس التي كشفت عن أنها لن تؤيد قرار إعادة ترشيح باول.
قام بايدن بإطلاع برينارد وباول على قراره يوم الجمعة الماضي، بحسب مصدر مطلع على المناقشات الداخلية طلب عدم الإفصاح عن هويته نظراً لأن تفاصيل المحادثات قيد السرية.
تبادلت دائرة محدودة من المستشارين الآراء حول قرار اختيار الرئيس، والتي شملت وزيرة الخزانة جانيت يلين، التي شغلت هي نفسها في السابق منصب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، ومدير المجلس الاقتصادي الوطني، براين ديزي. وشارك كلاهما في الحدث الذي نظمه البيت الأبيض.
تنويع أعضاء الاحتياطي
يوجد ثلاث وظائف شاغرة في مجلس إدارة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لم يولها بايدن لأحد بعد. لا يوجد فرد من الأعضاء الحاليين في مجلس إدارة البنك من غير البيض، ويوجد اثنتان فقط - برينارد وميشيل بومان - من السيدات.
تعهد بايدن قائلاً: "ستحقق التعيينات الجديدة تنوعاً حديثاً لبنك الاحتياطي الفيدرالي، وهي مسألة مطلوبة للغاية ومضى وقت طويل في انتظار تحقيقها من وجهة نظري".
قام البيت الأبيض بفحص أحد الأشخاص لينال أحد المقاعد وهو ويليام سبريغز، كبير خبراء الاقتصاد في الاتحاد الأمريكي للعمل ومؤتمر المنظمات الصناعية، بحسب مصدرين مطلعين على الموضوع. وينتمي سبريغز للسود.
صرحت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين بساكي للصحفيين بأن الإدارة الأمريكية "تطمح إلى التوصل لقراراتٍ في وقت قريب" حول الوظائف الثلاث الشاغرة.