بلومبرغ
يستمر اقتصاد الصين في النمو بوتيرة معتدلة مع اشتداد ركود قطاع الإسكان في البلاد، في حين أن الاختناقات في سلسلة التوريد تواصل التأثير على التعافي في الولايات المتحدة وأوروبا.
التضخم الناتج يضغط على محافظي البنوك المركزية عالمياً، بما في ذلك بنك إنجلترا، لتشديد السياسة النقدية (رفع أسعار الفائدة). في غضون ذلك، تتخذ لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي التركي نهجاً مختلفاً- خفض أسعار الفائدة وسط آراء مفادها أن التضخم مؤقت.
اقرأ المزيد: التضخم يُرعب العالم.. هكذا يرى 23 بنكاً مركزياً مستقبل أسعار الفائدة
آخر تطورات الاقتصاد العالمي بالرسوم البيانية
آسيا
أدى هبوط قطاع الإسكان في الصين ونقص الكهرباء إلى هبوط النمو الاقتصادي في الربع الثالث، مع وجود مؤشرات على أنه سيكون هناك المزيد من الألم مع اقتراب فصل الشتاء في البلاد واستمرار القيود على العقارات.
قال المكتب الوطني للإحصاء في الصين يوم الاثنين الماضي إن الناتج المحلي الإجمالي توسع بنسبة 4.9% في الربع الثالث على أساس سنوي، بانخفاض عن 7.9% في الربع الثاني.
اقرأ أيضاً: تباطؤ الصين.. ثغرة في سردية التضخم
اشتد ركود سوق الإسكان في الصين خلال الأسابيع الأخيرة مع انخفاض المبيعات وتخلف المزيد من شركات التطوير العقاري عن سداد ديونها. قد يكون الانخفاض بنسبة 0.08% في أسعار المساكن الجديدة عبر 70 مدينة في سبتمبر ضئيلاً، لكنه يشكل ضربة كبيرة محتملة للاقتصاد الذي يعتمد على الصناعات المرتبطة بالعقارات، لما يقرب من ربع الناتج المحلي الإجمالي.
تظهر التجارة الآسيوية إشارات قليلة على التباطؤ على الرغم من المخاوف من ضعف النمو العالمي، حيث سجلت الصادرات الكورية الجنوبية والتايوانية والصينية مستويات قياسية في سبتمبر، كما أن التوقعات قوية أيضاً.
ما يقرب من ثلث الطلبات التي تلقتها الشركات التايوانية، جاءت من الشركات الأمريكية، تليها الشركات الصينية وهونغ كونغ. ارتفعت الطلبات من أوروبا بنسبة 53% على أساس سنوي.
أثرت اضطرابات سلسلة التوريد التي تعيق التجارة العالمية على صادرات اليابان الشهر الماضي مع انخفاض شحنات السيارات، مما أضعف الركيزة الأساسية للانتعاش الاقتصادي للبلاد. تضيف الأرقام الصادرة عن ثالث أكبر اقتصاد في العالم إلى الدليل على أن اختناقات العرض الناجمة عن فيروس كوفيد تؤثر سلباً على التجارة العالمية.
الولايات المتحدة
من المتوقع أن يتفاقم تراكم السفن خارج مينائي لوس أنجلوس ولونج بيتش - أكبر بوابة للشحن البحري في الولايات المتحدة.
توجد حالياً 80 سفينة حاويات تنتظر قبالة جنوب كاليفورنيا، وهو رقم قياسي، وهناك المزيد في الطريق من آسيا.
إن الاختناق الذي بدأ قبل عام تقريباً لا يظهر سوى القليل من الدلائل على التوقف، وفقاً لتحليل بلومبرغ لبيانات الشحن.
طالع أيضاً: أمريكا تسجل ثاني أكبر عجز بالميزانية على الإطلاق بـ2.77 تريليون دولار
يقوم المستثمرون بتسعير نصف نقطة مئوية مقدار زيادة الفائدة لدى مجلس الاحتياطي الفيدرالي بحلول نهاية عام 2022، ويتوقعون أن تقوم البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة برفع الفائدة عدة مرات بحلول ذلك الوقت. ليست هذه هي التوقعات التي توقعها محافظو البنوك المركزية بشكل عام خلال الـ 18 شهراً الماضية.
أوروبا
أعلنت الشركات في منطقة اليورو عن تسجيل تباطؤ حاد في النشاط ناتج عن ضغوط العرض المتفاقمة عالمياً، والتي تؤدي أيضاً إلى ارتفاع التضخم بمعدلات قياسية. تباطأ نشاط القطاع الخاص في منطقة اليورو إلى أدنى مستوى له منذ أبريل.
طالع أيضاً: لاغارد: حزم التحفيز دفعت منطقة اليورو للتعافي بسرعة أكبر من توقعاتنا
تسارعت أسعار المستهلكين في بريطانيا بشكل يتجاوز هدف بنك إنجلترا للشهر الثاني، مدفوعاً بالاضطراب في سلاسل التوريد عالمياً الذي أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل. قال مكتب الإحصاءات الوطنية إن أسعار المستهلكين ارتفعت 3.1% في سبتمبر، بعد أن زادت 3.2% في أغسطس.
الأسواق الناشئة
بدعم من أفكار الرئيس رجب طيب أردوغان النقدية غير التقليدية، أقدم البنك المركزي التركي على خفض أكبر من المتوقع لسعر الفائدة بدعوى أن التضخم "مؤقت"، مضيفاً أنه لم يتبق سوى مجال محدود لمزيد من خفض الفائدة هذا العام. تراجعت الليرة إلى مستوى قياسي منخفض.
اقرأ أيضاً: البنك المركزي التركي يخفض أسعار الفائدة مجدداً.. والليرة تعمق خسائرها
يشعر البولنديون بالكآبة أكثر مما كانوا عليه في ستة أشهر مع ارتفاع التضخم وتراجع التوقعات للاقتصاد. مع بلوغ التضخم بالفعل 5.9%، يشعر المستهلكون بالقلق بشأن قدرتهم على توفير المال والقيام بعمليات شراء كبيرة.
العالم
وفقا لـ "بلومبرغ إيكونوميكس"، ستحول طفرة السلع في هذا العام حوالي 742 مليار دولار من دول مستوردة مثل الصين وأوروبا، إلى دول منتجة مثل روسيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
المستهلكون في جميع أنحاء العالم على وشك التأثر من ارتفاع الأسعار على السلع اليومية، حيث حذرت شركات، بما في ذلك شركة الأغذية العملاقة "يونيليفر " (Unilever Plc) وشركة "دبليو دي-40) (WD-40) المصنعة لزيوت التشحيم هذا الأسبوع، كونها تواجه صعوبات في الإمدادات.