بلومبرغ
يتطلَّع أكبر صندوق سيادي في إمارة أبوظبي، إلى الاستثمار في الأسواق الأفريقية والطاقة المتجددة، بهدف تحقيق عوائد أكبر، مع الاعتماد بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي لاستخراج البيانات، واكتشاف فرص الاستثمار الجديدة.
وقال الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، المدير العام لجهاز أبوظبي للاستثمار (أديا): "مع وفرة الموارد الطبيعية والشباب المتعلِّم بشكل متزايد، تُعدُّ البلدان الإفريقية من بين الدول التي تقدِّم أكبر الفرص الممكنة للمستثمرين على المدى الطويل".
وأضاف: "لقد قمنا بالفعل بدمج اعتبارات تغيُّر المناخ بشكل روتيني في جميع عروضنا الاستثمارية، وقمنا بتوسيع نطاق تعرُّضنا للطاقة المتجددة بشكل مطرد".
وبدأ الصندوق الذي تبلغ قيمته 710 مليارات دولار، هذا العام محفظةَ أسهم خاصة بتغير المناخ، تهدف إلى تعزيز تعرضه للاقتصاد الأخضر، وهو مساهم في مشاريع الطاقة المستدامة التي تولد أكثر من 20 غيغاواط من الطاقة.
وبلغ متوسِّط العائدات السنوية لجهاز أبوظبي للاستثمار على مدى 20 عاماً حتى ديسمبر من العام الماضي 4.8%، وفقاً لمراجعة الصندوق لعام 2019، وهو أدنى مستوى لمتوسط عائدات 20 عامااً منذ مراجعة عام 2008.
ويُعزا التراجع إلى عدم تحقيق مكاسب قوية في أواخر التسعينيات، في حين بلغ متوسط العائد السنوي خلال ثلاثين عاماً 6.6% بالمقارنة مع ـ6.5% في عام 2018.
وتقوم الصناديق السيادية في الخليج، إذ تكافح الحكومات لامتصاص تأثير انخفاض أسعار النفط، بإجراء تعديلات لتوليد عوائد أعلى.
آفاق إفريقيا
بينما يواصل جهاز أبوظبي للاستثمار النظر إلى الصين والهند باعتبارهما محركيّ نمو الاقتصاد العالمي، فإنه يراقب التطورات في أفقر قارات العالم بحثاً عن الفرص.
وتُعدُّ سوق الأسهم النيجيرية الأفضل أداءً في العالم بعد الأرجنتين هذا العام، بينما سجلت السندات الدولارية الصادرة عن أنغولا وزامبيا وغانا أفضل عوائد بين الأسواق الناشئة الشهر الماضي. وستوجد خمسة من الاقتصادات العشرة الأسرع نمواً في العالم في أفريقيا حتى عام 2022؛ وفقاً للتوقعات التي جمعتها بلومبرغ.
وقال الشيخ حامد بن زايد في المراجعة التي صدرت اليوم الثلاثاء، إن جهاز أبوظبي للاستثمار يراهن على أن التقدم التكنولوجي "من المرجح أن يجلب أكبر التغييرات في صناعة الاستثمار في العقد المقبل".
ولمواكبة ذلك، قام الجهاز في وقت سابق من هذا العام بتعيين مجموعة من الموظفين ليصبحوا نواةً لفريق عمله في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
وأضاف: "لقد جعل جهاز أبوظبي للاستثمار من أولوياته دمج التكنولوجيا في جميع مراحل عملية الاستثمار لدينا، بطرق تدعم قدرتنا على تكوين رؤى وتحقيق عوائد فائقة".
ويعمل في الجهاز حوالي 1700 شخص. وإلى جانب أسهم الأسواق المتقدمة، والتي تشكل ما يصل إلى 42% من محفظة الصندوق السيادي، حيث يحوز على السندات والأصول البديلة والعقارات والأسهم الخاصة والبنية التحتية والنقد.