بسبب سلاسل التوريد.. الذعر والشراء يفرغان رفوف المتاجر مجدداً

time reading iconدقائق القراءة - 12
رفوف خالية من السلع في أحد المتاجر  - المصدر: بلومبرغ
رفوف خالية من السلع في أحد المتاجر - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

تجول في سوبر ماركت في الولايات المتحدة أو أوروبا وسترى بعض الأرفف فارغة مرة أخرى. لا يرجع هذا إلى ذعر الناس لشراء ورق الحمام، كما فعلوا في وقت مبكر من الوباء؛ بل إلى انسداد سلاسل التوريد في كل مرحلة تقريباً بين المصانع الآسيوية وغرف مخزون البقالة.

لكن ارتفاع الأسعار وعدم انتظام الوفرة يعني أنها مسألة وقت فقط قبل أن يبدأ المتسوقون في الشراء بكميات كبيرة مرة أخرى- هذه المرة لتجنب صدمة الأسعار في المستقبل.

تكافح خطوط الإمداد بسبب قيود كوفيد، حيث تضرر منتجون مثل فيتنام، المسؤولون عن صنع كل شيء من الأحذية الرياضية إلى القهوة.

تؤدي حالات الإصابة بالفيروسات المتزايدة وطلب المستهلكين إلى ازدحام الموانئ. وحاويات الشحن في المكان الخطأ. فقد ارتفعت تكاليف الشحن البحري عشرة أضعاف.

إذا وصلت البضائع إلى الموانئ المقصودة، فهناك عدد قليل جداً من سائقي الشاحنات لنقلها إلى تجار التجزئة. كما أن نقص العمال في جني وتحضير الأطعمة يزيد من الضغوط.

تتحمل بعض القطاعات عبئاً أكبر من غيرها. فالمشروبات، على سبيل المثال، تضررت من نقص التعبئة والتغليف، بما في ذلك عبوات الألمنيوم. في بريطانيا، أدى نقص ثاني أكسيد الكربون في ظل ارتفاع تكاليف الطاقة إلى تعريض إمدادات المشروبات الغازية المكربنة للخطر.

مخاوف شركات الألمنيوم من نقص الإمدادات ترتفع مع استمرار جنون الأسعار

في بعض المجالات، تفاقمت القضايا بسبب ارتفاع الطلب. تعد القهوة والشاي من السلع المطلوبة كثيراً، حيث يواصل العديد من الأمريكيين العمل عن بعد. لماذا تزور شركة "ستاربكس" بينما يمكنك أن تكون الباريستا في منزلك؟

وفي الوقت نفسه، أدى التعلم بالحضور الشخصي إلى زيادة الاندفاع نحو اللوازم المدرسية، بما في ذلك التي توضع في صناديق الغداء. بعد عام تميّز بشكل جذاب بالخبز المنزلي وعودة وجبات العشاء العائلية، أصبح الآباء الآن في حالة جنون بسبب التدافع على وجبات الطعام المعبأ مسبقاً من شركة "كرافت هاينز" (Kraft Heinz) التي قالت إن مجموعات الوجبات الخفيفة التي تشبه ألواح اللحوم المبردة تقريباً تشهد نمواً مضاعفاً لأول مرة منذ خمس سنوات.

يعد طعام الحيوانات الأليفة مجالًا آخر يمثل تحدياً. قامت شركة "نستله" (Nestle) التي تصنع منتج "بورينا" (Purina) بالفعل بزيادة قدرتها. أبلغ بعض بائعي البقالة عن معاناة في العثور على ما يكفي من حلوى الكلاب وبسكويت القطط لتلبية الطلب الناتج من اقتناء الناس لكل تلك الحيوانات الجديدة أثناء الوباء.

كان تجار التجزئة يعيدون هندسة سلاسل التوريد الخاصة بهم لتجنب نقاط الضيق. واستأجر البعض -من بينهم "ولمارت" و"تارغيت"- مركبات خاصة بهم. وفي خضم نقص عدد السائقين، تستخدم بعض المتاجر البريطانية شاحناتها الخاصة في عمليات التسليم التي كان الموردون ينفذونها في السابق.

ولكن ستبقى هناك حاجة إلى مزيد من التعديلات. قد تضطر المتاجر إلى تقليص أنواع السلع لتقليل التعقيد، ما يعني خيارات منتجات أقل للمستهلكين. يحتاج البقالون إلى التخطيط للأسوأ. مع هشاشة النظام الآن، ماذا في حال ارتفاع الأسعار والطلب والشراء أكثر بدافع الذعر؟

في الولايات المتحدة، يجري كبح جماح العروض الخاصة بالفعل، كما بدأت بعض الأسعار اليومية في الارتفاع، وفقاً لمزود البيانات "آي آر آي" (IRI). ويُظهر مؤشر "آي آر آي" الذي يتتبع تضخم السلع الاستهلاكية المغلفة أن تكلفة مشروبات الطاقة والبيض واللحوم والمشروبات الغازية أصبحت أعلى.

عندما ترتفع الأسعار، يميل المستهلكون إلى اتخاذ إجراءات استباقية وتغيير عاداتهم. يتحول المتسوقون أولاً من المنتجات الأعلى سعراً إلى الأرخص. وهذا يعني التخلي عن العلامات التجارية الكبيرة للحصول على علامات تجارية خاصة أكثر تنافسية. يصبح استبدال اللحوم في الوجبات بمكرونة أو أرز أو بطاطس منخفضة التكلفة طريقة شائعة لتوفير المال.

بعد ذلك، يأتي الشراء بالجملة. مع توقع ارتفاع تكاليف الطعام، قد يختار المستهلكون تخزين منتجات مثل أغذية الحيوانات الأليفة، إن كان بإمكانهم فعل ذلك. لن يكون من المستغرب أن نرى الناس يجتمعون مع الأصدقاء لشراء عبوات ضخمة من ورق الحمام أو اللحم المفروم. يمنحهم تقسيم المشتريات بالجملة صفقة أفضل دون إنفاق الكثير من النقود على محتويات خزانة المطبخ.

نظراً لأن مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" مليئة بالمجموعات الموفرة للأموال إلى جانب مؤثري "تيك توك" الذين يقدمون نصائح حول الميزانية، فمن المرجح أن يصبح المستهلكون أكثر إبداعاً من مجرد قص قسائم التخفيضات.

حقائق قاسية من داخل جحيم سلاسل التوريد والشحن

رغم أن القليل من التضخم مفيد بشكل عام لمحلات السوبر ماركت لأنه يرفع القيمة الإجمالية للمبيعات، إلا أن الخطر يصبح محدقاً عندما يتجاوز المستويات التي يمكن التحكم فيها ويغير المستهلكون عاداتهم ويشترون سلعاً أرخص.

تدفق الناس على متاجر الخصومات الكبيرة، مثل "ألدي" (Aldi) و"ليدل" (Lidl)، الذين غزيا أوروبا بالفعل ويتوسعان الآن في جميع أنحاء الولايات المتحدة. لكن بقي العديد من العملاء بعيدين عن محلات السوبر ماركت الصغيرة هذه خلال كوفيد، حيث عادوا إلى التسوق الأسبوعي في متجر كبير.

حتى الآن، لم تواجه محلات البقالة جائحة سيئة، وإن كان هذا الوضع على وشك التغير.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات
النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

واشنطن

3 دقائق

2°C
غيوم متناثرة
العظمى / الصغرى /
14.8 كم/س
68%
الآراء الأكثر قراءة