بلومبرغ
يناقش الاتحاد الأوروبي تأجيلًا محتملاً للمحادثات التجارية المقبلة مع الولايات المتحدة في أعقاب الغضب الفرنسي بسبب إلغاء عقد الغواصات الأسترالية لصالح اتفاقية دفاع جديدة مع واشنطن وبريطانيا.
طلبت فرنسا من المفوضية الأوروبية تأجيل الاجتماع الأول لمجلس التجارة والتكنولوجيا الذي كان من المقرر انعقاده في بيتسبرغ بتاريخ 29 سبتمبر، وفقاً لدبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لسرية المحادثات.
اقرأ أيضاً: فرنسا تشعر بخيبة أمل بعد إلغاء أستراليا صفقة غواصات ضخمة
محادثات تجارية مهمة
سعى الاتحاد الأوروبي إلى استخدام اجتماع بيتسبرغ لوضع إطار عمل لفحص الاستثمارات الأجنبية المعادية المحتملة، والتعاون في ضوابط التصدير، ومناقشة الذكاء الاصطناعي، ومعالجة الفجوات الحرجة في سلسلة التوريد لسلع مثل أشباه الموصلات.
إلا أن الأهم من ذلك هو أن الاجتماع كان يمكن أن يرمز إلى المصالحة بعد أربع سنوات من الصراع التجاري عبر المحيط الأطلسي مع الرئيس السابق دونالد ترمب.
وقال كليمان بون، وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي: "عندما تعطي كلمتك يكون لها بعض القيمة بين الحلفاء، والديمقراطيات، والشركاء. في هذه الحالة، لم يتم احترام هذه الكلمة، وعلينا أن نكون حازمين، ليس كفرنسيين بل كأوروبيين".
تحدثت صحيفة "فاينانشيال تايمز" في وقت سابق عن محاولة فرنسية لتأجيل الاجتماع التجاري.
غير مقبول
قوبل الطلب الفرنسي بمقاومة، لأن بعض الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي رأت أنه يؤذيها، وفقاً لأحد الدبلوماسيين.
وانتقد البعض فرنسا لفشلها في إظهار التضامن في قضايا منفصلة مثل الاشتباك الحدودي بين ليتوانيا وبيلاروسيا. لكن المسألة لم يتم حسمها بعد، وسيقوم سفراء الاتحاد الأوروبي بدراستها يوم الجمعة.
قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، إنها تدرس تأثير اتفاقية الدفاع الجديدة على الجدول الزمني لاجتماع مجلس التجارة والتكنولوجيا.
وقالت رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين، لشبكة "سي إن إن" إنه تجب الإجابة على "الكثير من الأسئلة" حول صفقة الغواصات.
قالت فون دير لاين: "عوملت إحدى دولنا الأعضاء بطريقة غير مقبولة، لذلك نريد أن نعرف ماذا حدث ولماذا"، مضيفة أنه من الضروري توضيح الموقف "قبل مواصلة العمل كالمعتاد".
أعرب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم بنيويورك عن تضامنهم مع فرنسا، وفقاً لتصريحات أدلى بها رئيس السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل، للصحفيين يوم الإثنين، داعياً إلى "مزيد من التعاون والتنسيق، وتقليل التشرذم" بين الحلفاء.
وقال وزير الشؤون الأوروبية الألماني، مايكل روث للصحفيين: "هذا جرس إنذار آخر لنا جميعاً في الاتحاد الأوروبي لكي نسأل أنفسنا كيف يمكننا تعزيز سيادتنا، وكيف يمكننا استخدام ثقلنا الاقتصادي والسياسي للمساهمة في الأمن والتعددية وترسيخ قيمنا على نطاق عالمي".