بلومبرغ
ارتفعت الأسعار التي دفعها المستهلكون الأمريكيون في أغسطس بأقل من المتوقع، لتوقف سلسلة من الارتفاعات الضخمة لمؤشر التضخم، في إشارة إلى أن بعض الضغط التصاعدي على الأسعار قد بدأ في التلاشي.
ارتفع مؤشر أسعار المستهلك في أغسطس بنسبة 0.3% عن يوليو، وهو أقل معدل ارتفاع في سبعة أشهر، وفقًا لبيانات وزارة العمل الصادرة اليوم الثلاثاء. ومقارنة بالعام الماضي، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 5.3%.
زاد مؤشر التضخم الأساسي الذي يستثني مكونات الغذاء والطاقة المتقلبة، بنسبة 0.1% عن الشهر السابق، وهو أقل ارتفاع منذ فبراير، حيث جاء التباطؤ بسبب انخفاض أسعار السيارات المستعملة وتذاكر الطيران والتأمين على السيارات.
أقل من التوقعات
توقع الاقتصاديون في استطلاع أجرته بلومبرغ زيادة بنسبة 0.4% في مؤشر أسعار المستهلكين الإجمالي عن الشهر السابق، ونمو بنسبة 5.3% عن العام السابق، بناءً على متوسط التقديرات. وقلصت سندات الخزانة الانخفاضات بعد البيانات، بينما انخفض الدولار وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500.
عززت الشركات أسعار السلع والخدمات الاستهلاكية، في مواجهة ضغوط التكلفة المتزايدة نتيجة لنقص المواد واختناقات النقل وصعوبات التوظيف، بينما بدأت ارتفاعات الأسعار المرتبطة بإعادة فتح الاقتصاد في الانحسار، فيما يمكن لسلاسل التوريد الضعيفة أن تستمر حتى عام 2022 وتحافظ على ارتفاع التضخم.
أظهر استطلاع أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك يوم الاثنين أن المستهلكين يتوقعون أن يبلغ معدل التضخم 4% على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وهو أعلى معدل في البيانات منذ منتصف عام 2013.
أظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلكين أيضًا أن سوق الإسكان الساخنة بدأت في الانحسار بعد أن ارتفعت أسعار الإيجارات بأكبر قدر منذ مارس 2020.
تسبق بيانات الأسعار اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الأسبوع المقبل، حيث سيناقش مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي كيف ومتى يبدؤون في تقليص مشتريات الأصول.
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الشهر الماضي إن البنك المركزي قد يبدأ في خفض مشترياته الشهرية من السندات هذا العام، لكنه لم يعطِ جدولاً زمنيًا محددًا.
تأكيد وجهة نظر الفيدرالي
قالت جينيفر لي، كبيرة الاقتصاديين في شركة بي إم أو كابيتال ماركتس، "إن النقاش حول توجه خطة التيسير لم ينته بعد، ولكن على الأقل، فإن هذا المكسب الأكثر اعتدالًا في أسعار المستهلكين سيعطي مجلس الاحتياطي الفيدرالي بعضًا من تنفس الصعداء الأسبوع المقبل". "لكن ليس لوقت طويل".
توفر الأرقام بعض التأكيد من صحة وجهات النظر بين مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي وإدارة بايدن بأن التضخم المرتفع سيكون مؤقتاً.
يمكن للتقرير أيضاً أن يساعد في الانتقادات الحادة من الجمهوريين بأن التحفيز الاقتصادي للرئيس جو بايدن يحفز التضخم المدمر، بينما يسعى لتمرير حزمة ضرائب وإنفاق طويلة الأجل بقيمة 3.5 تريليون دولار والتي تواجه أيضًا معارضة من الديمقراطيين المعتدلين.
أدى نقص قطع الغيار إلى ارتفاع تكاليف المدخلات وتقييد الإنتاج. حيث خفضت كل من شركتي تويونا موتور وثري إم في الأسبوع الماضي، توقعاتهما لإنتاج السيارات بسبب نقص أشباه الموصلات، في حين قالت شركة نستله إنها تقدم زيادات أكبر في الأسعار مع ارتفاع تكاليف السلع والنقل.
في غضون ذلك، أوقف إعصار إيدا العمليات في المصافي ومصانع البتروكيماويات في الجنوب، مما زاد من اختناقات سلسلة التوريد المرتبطة بالوباء وضغوط الأسعار المحتملة أيضًا.
أظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلكين أن أسعار تذاكر الطيران انخفضت بنسبة 9.1% في أغسطس، وانخفضت أسعار السيارات المستعملة بنسبة 1.5%، فيما انخفضت تكاليف التأمين على المركبات بنسبة 2.8%.