وزير المالية: نراقب تداعيات خفض التيسير الكمي بأمريكا على أدوات الدين المصرية

time reading iconدقائق القراءة - 13
وزير المالية المصري محمد معيط - المصدر: بلومبرغ
وزير المالية المصري محمد معيط - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أكد وزير المالية المصري محمد معيط، قدرة بلاده على التأقلم أو التصدي إذا بدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في تقليص حزم التحفيز لمواجهة تفشي وباء كورونا، ما يمثل مخاطرة لأن ذلك قد يقوض جاذبية أدوات الدين التي تطرحها مصر بين المستثمرين.

قال معيط في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، "نراقب عن كثب" كيف يمكن لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن يؤثر على تكلفة الاقتراض، مضيفا "نأخذ في الاعتبار تجربتنا مع مثل هذا الوضع".

أشار إلى أن أكثر من 20 مليار دولار تدفقت خارج البلاد على مدى السنوات الثلاث الماضية نتيجة التقلبات بالأسواق الناشئة وتأثير جائحة كوفيد -19، لذلك "يجب أن نكون مستعدين دائما".

تتمتع السلطات المصرية بالكثير من الخبرة في إدارة الأزمات خلال الآونة الأخيرة، بعد أن أدى النقص الحاد في توافر الدولار إلى خفض قيمة العملة و إجراء إصلاحات شاملة في عام 2016 بدعم من برنامج صندوق النقد الدولي والحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار، كما حصلت مصر على قرض آخر من الصندوق للمساعدة في مواجهة الوباء.

عبء الدين

ساعد دعم صندوق النقد الدولي على جذب المستثمرين الذين يعشقون سعر الفائدة الحقيقي الذي يعد من أعلى المعدلات بين أكثر من 50 اقتصادا رئيسيا تتبعها بلومبرغ. قام المستثمرون بضخ مليارات الدولارات في سوق الدين المحلي.

لكن جاذبية الاستثمار في أدوات الدين المصرية لها تكلفة.

حذرت وكالة "ستاندرد آند بورز" للتصنيفات الائتمانية في تقرير صدر مؤخرا من أن اعتماد مصر على الاقتراض قد أثقل كاهلها بعبء خدمة ديون يعد من أثقل الأعباء بين جميع الدول التي تقوم بتصنيفها.

قالت الوكالة إن السلطات المصرية بحاجة إلى الحصول على مزيد من التمويل من بيع حصص من أسهم الشركات، إذا أرادت البلاد مواجهة الزيادة المحتملة في أسعار الفائدة العالمية.

قلل معيط من شأن تلك المخاوف، قائلا "نحن نكبح نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في زمن كورونا"، مشيراً إلى أن خدمة الدين شكلت 36% من إجمالي مصروفات الميزانية حتى يونيو 2021، انخفاضا من 40% في يونيو 2020، فيما تستهدف الحكومة خفضها إلى 32% بنهاية يونيو 2022.

أوضح أن الحكومة المصرية تعمل أيضا على تحسين بيئة الاستثمار وتريد أن ترى تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى المشاريع التي "يمكن أن تكون جزءا من نمونا الاقتصادي"، مما يساعد على خلق فرص العمل وتعزيز الصادرات.

لفت الوزير إلى بعض الأهداف الرئيسية الأخرى للحكومة ومنها:

  • تسوية الدين المحلي عبر بنك "يوروكلير" في الربع الأول من 2022، بدلا من الموعد المستهدف سابقا في نوفمبر 2021، حيث لا تزال بعض القضايا الفنية قيد المناقشة.
  • تأمل مصر في إدراج سنداتها "قريبا" في مؤشر السندات الحكومية لـ"جيه بي مورغان للأسواق الناشئة" - والذي يجذب الاستثمارات من الصناديق السلبية أو الساكنة التي تتبع المؤشر.

الأسواق الدولية

قال معيط إن مصر قد تصدر سندات دولية مقومة بالدولار أو اليورو، وربما تبيع المزيد من السندات الخضراء قبل انتهاء السنة المالية في يونيو 2022.

في العام الماضي، طرحت مصر سندات بالأسواق الدولية بقيمة 3.8 مليار دولار، وباعت أول سندات سيادية خضراء بقيمة 750 مليون دولار في المنطقة.

قال معيط إن مصر تأمل أيضا في إصدار أول صكوك سيادية في النصف الأول من عام 2022. "لم نقرر الحجم بعد، لكنه قد يتراوح بين 500 مليون دولار و700 مليون دولار".

هل تعود مصر مجددا إلى صندوق النقد الدولي؟

ردا على سؤال عما إذا كانت مصر تخطط للتوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي لا يتضمن الاقتراض للمساعدة في تعزيز ثقة المستثمرين، قال معيط إن التعامل مع الصندوق "سيستمر بغض النظر عن الشكل".

تصريحات أخرى مهمة لمعيط

  • تستهدف مصر أن تحقق معدل نمو اقتصادي بنسبة 5.5% في السنة المالية الحالية، و6% في السنة المالية المقبلة.
  • التركيز على المشاريع الضخمة هو المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي.
  • التضخم في مصر "مؤقت".

بمجرد أن يهدأ أو يخف الارتفاع الحالي في الأسعار العالمية، "أتوقع أن يبدأ التضخم في الانخفاض وستعود الأمور إلى طبيعتها".

تصنيفات

قصص قد تهمك