بلومبرغ
انتقد جورج سوروس توجُّه شركة "بلاك روك" للصين، كونه يشكِّل خطراً على أموال العملاء، والمصالح الأمنية الأمريكية، في أحدث اتهامات تصدر عن الملياردير ومموِّل الأنشطة الخيرية ضد الاستثمار في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم.
قال سوروس في مقال افتتاحي بصحيفة "وول ستريت جورنال": "إنَّ ضخَّ مليارات الدولارات في الصين حالياً بمثابة خطأ مأساوي.. من المحتمل أن تخسر شركة "بلاك روك" أموال العملاء، والأهم من ذلك أنَّ "الاستثمار بالصين" سيضر بمصالح الأمن القومي للولايات المتحدة والديمقراطيات الأخرى".
الاتجاه نحو الصين
تقود شركة "بلاك روك" توجهاً عالمياً نحو صناعة إدارة الأصول في الصين. بدأت أكبر شركة لإدارة الأموال في العالم الشهر الماضي في تقديم منتجات استثمارية للأفراد الصينيين، بعد شهرين من الحصول على الموافقة لتصبح أوَّل شركة صناديق استثمار مشتركة مملوكة بالكامل للأجانب في البلاد.
يمثِّل المقال أحد التعليقات العديدة التي كتبها سوروس في الأسابيع الأخيرة للتحذير من توثيق العلاقات الاقتصادية مع الصين في عهد الرئيس شي جين بينغ وسط موجة من الحملات القمعية التي تعصف بالسوق.
وجَّه سوروس انتقادات لـ "شي" في مقال رأي آخر بالصحيفة الشهر الماضي، ووصفه بأنَّه "أخطر عدو للمجتمعات المفتوحة في العالم"، وجادل لاحقاً في صحيفة "الفاينانشيال تايمز" حول أنَّ الكونغرس يجب أن يُسن تشريعاً يقصر استثمارات مديري الأصول على "الشركات التي تكون فيها هياكل الحوكمة الفعلية على حدٍّ سواء شفافة ومتوافقة مع أصحاب المصلحة أو المساهمين".
في أحدث مقال، قال سوروس، إنَّ شركة "بلاك روك" يبدو أنَّها أساءت فهم "شي"، الذي قال، إنَّ إدارته تعتبر جميع الشركات الصينية "أدوات لدولة الحزب الواحد".
بكين تثير قلق المستثمرين
تبرز وجهات النظر المتباينة من اثنين من أكثر مديري الأموال نفوذاً في العالم، فضلاً عن البيئة المشحونة بشكل متزايد التي تواجه الشركات المالية في أكبر اقتصاد بآسيا.
في حين أنَّ "شي" سهَّل على المستثمرين الأجانب دخول الأسواق المحلية؛ فإنَّ حكومته تشدِّد أيضاً قبضتها على القطاع الخاص، وتصطدم مع الولايات المتحدة في كل الأمور بما في ذلك الأمن السيبراني، وانتهاكات حقوق الإنسان في شينغيانغ.
قال سوروس، إنَّ القيود التي بدأت بالإلغاء المفاجئ للطرح العام الأولي لشركة "آنت غروب" العام الماضي "وصلت إلى ذروتها" منذ ذلك الحين.
أشار سوروس إلى الإجراءات ضد شركة "ديدي غلوبال" للنقل التشاركي بعد أيام من إدراجها في نيويورك، والحملة على شركات التدريس الصينية "المموَّلة من الولايات المتحدة".
قال سوروس أيضاً، إنَّ مديري "بلاك روك" يجب أن يكونوا على دراية بـ "أزمة هائلة تختمر في سوق العقارات بالصين".
على الرغم من أنَّ سوروس مايزال مؤيداً مؤثراً للحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلا أنَّه لم يعد يدير الأموال بالخارج، وهو صوت الأقلية حالياً في "وول ستريت".
ترى "بلاك روك"، و"غولدمان ساكس"، ومعظم نظرائهم الرئيسيين في إدارة الأموال والخدمات المصرفية أنَّ الفرص في الصين تفوق المخاطر.
قال سوروس: "اليوم، تدخل الولايات المتحدة والصين في صراع حياة أو موت بين نظامين من أنظمة الحكم: قمعي، وديمقراطي".