رئيس "بينانس": العملات المشفرة ولدت من جديد بعد عودة ترمب

أكد ريتشارد تينغ، الرئيس التنفيذي لشركة "بينانس هولدينغز" (Binance Holdings)، أن الولايات المتحدة، في ظل إدارة الرئيس دونالد ترمب، تخلت عن نهج تنظيمي اتسم بـ"بعض القمع" وحظت ببداية جديدة في قطاع العملات المشفرة.

كان مسؤولو قطاع الأصول المشفرة قد عبروا عن استيائهم علناً في عهد الرئيس السابق جو بايدن، حيث اتبعت الجهات التنظيمية آنذاك نهج "تطبيق اللوائح من خلال إجراءات الإنفاذ"، وذلك في إشارة إلى سلسلة من الدعاوى القضائية البارزة والغرامات الباهظة المفروضة على شركات مثل "بينانس" و"كوين بيس" (Coinbase) و"ريبل" (Ripple).

في المقابل، تبنت إدارة ترمب، خلال الأشهر التي تلت تنصيبه"، خطوات أكثر دعماً لقطاع العملات المشفرة.

"بينانس" تترقب خطوات أميركا

وفي مقابلة مع "بلومبرغ نيوز" على هامش مؤتمر "كونسينس للعملات المشفرة" في هونغ كونغ، صرح تينغ: "أعتقد أننا نشهد إعادة ضبط جديدة وانطلاقة مختلفة (في العملات المشفرة)".

ومع ذلك، أوضح أن "بينانس" لا تزال بحاجة إلى رؤية تنظيمية أوضح في الولايات المتحدة قبل اتخاذ قرارات بشأن استراتيجيتها هناك.

كانت "بينانس" قد أوقفت عملياتها في الولايات المتحدة عقب دعوى قضائية رفعتها هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في يونيو 2023، اتهمت فيها الشركة ورئيسها التنفيذي السابق تشانغ بينغ تشاو، المعروف بـ"سي زي"، بسوء إدارة أموال العملاء وتضليل المستثمرين والجهات التنظيمية، إلى جانب انتهاك قوانين الأوراق المالية.

وفي نوفمبر من العام نفسه، أقر "سي زي" بذنبه في قضايا تتعلق بانتهاك قوانين مكافحة غسل الأموال والعقوبات، بينما وافقت "بينانس" على دفع تسوية ضخمة بقيمة 4.3 مليار دولار للولايات المتحدة.

 أكبر منصة عملات مشفرة في العالم

منذ تلك التسوية، شرعت "بينانس" في إعادة هيكلة عملياتها. ومع تولي تينغ منصب الرئيس التنفيذي، أسست الشركة مجلس إدارة وألمحت بين الحين والآخر إلى إمكانية تحديد مقر عالمي لها.

وأوضح تينغ أن "بينانس"، التي تُعد أكبر منصة لتداول العملات المشفرة في العالم، تدرس عدة مواقع محتملة لإنشاء مقرها الرسمي، مشيراً إلى أن المجلس يأمل في التوصل إلى قرار نهائي "قريباً جداً".

خلال حديثه في مركز هونغ كونغ للمؤتمرات والمعارض، أعرب تينغ عن تحفظاته بشأن بعض القيود التنظيمية المحلية، مثل تحديد عدد الرموز المشفرة التي يمكن تداولها، فضلاً عن القيود المفروضة على تداول العقود المستقبلية.

ولم تتقدم "بينانس" بطلب للحصول على ترخيص لتداول العملات المشفرة في هونغ كونغ، وفقاً لقائمة مقدمي الطلبات المنشورة على موقع الهيئة التنظيمية. وفي هذا السياق، قال تينغ: "يجب أن تكون اللوائح أكثر دعماً للاعبين مثلنا".