"تيثر" تقترح على تركيا إطلاق عملة مشفرة لـ"البورون" وتأسيس بورصة رقمية

الطلب يعكس سعي شركة العملات المشفرة للتوسع في قطاع السلع لتعزيز النمو

time reading iconدقائق القراءة - 5
شعارات بتكوين وإيثيريوم وتيثر وبينانس (بالترتيب من أعلى إلى أسفل) خارج مكتب لتبادل العملات المشفرة في إسطنبول، تركيا - بلومبرغ
شعارات بتكوين وإيثيريوم وتيثر وبينانس (بالترتيب من أعلى إلى أسفل) خارج مكتب لتبادل العملات المشفرة في إسطنبول، تركيا - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

سعت شركة "تيثر هولدينغز" (.Tether Holdings Ltd) إلى إقناع تركيا باستخدام الأصول المشفرة لإعادة هيكلة سوق معدن البورون في البلاد، في أحدث إشارة على سعي الشركة الرائدة في صناعة العملات المشفرة للتوسع في قطاع السلع لتعزيز النمو.

اقترحت "تيثر"، التي تصدر العملات المستقرة، على المسؤولين الحكوميين استخدام تقنية البلوكشين لإنشاء عملات مشفرة ترمز للمعادن البورونية، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، والذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن مناقشة الأمر خاصة. كما أثارت "تيثر" فكرة إنشاء بورصة أصول رقمية في إسطنبول، التي تُعد العاصمة المالية للبلاد، وفقاً للمطلعين.

يأتي اقتراح عملات البورون هذا ضمن قطاع التشفير الناشئ، وهي عملية استخدام السجلات الرقمية لإنشاء رموز تمثل الأصول الواقعية. يؤكد مؤيدو هذا المفهوم أن التشفير يمكن أن يساعد في تطوير بعض الأسواق.

يُستخدم معدن البورون في تصنيع منتجات مثل السيراميك والمنظفات والأسمدة والزجاج. تُعتبر تركيا المزود الأكبر لهذه المنتجات، حيث تمتلك شركة التعدين الحكومية "إيتي مادن إيسليميري جينيل مودورلوغو" (Eti Maden Isletmeleri Genel Mudurlugu) حوالي 70% من الاحتياطيات العالمية. وتتوقع الحكومة تحقيق مبيعات بقيمة 1.3 مليار دولار في عام 2024.

اعتماد العملات المشفرة

رغم أنه ليس من الواضح تماماً لماذا ركزت "تيثر" على البورون وما الفوائد التي ستدرها من خلال اقتراحها هذا، إلا أن تركيا بشكل عام تمثل نقطة جذب لشركات الأصول الرقمية بسبب ارتفاع معدلات التضخم، وتراجع قيمة الليرة، مما يعزز اعتماد العملات المشفرة. أظهرت بيانات من شركة تحليل بلوكشين "تشاين أناليسيس" (Chainalysis) أن تركيا تلقت حوالي 137 مليار دولار من تدفقات العملات المشفرة في الـ12 شهراً حتى يونيو من العام الجاري، وهو سابع أكبر رقم على مستوى العالم.

صرح مسؤول حكومي تركي أن اقتراح البورون ليس شيئاً يمكن تنفيذه في الوقت الحالي، فيما ذكر أحد البيروقراطيين في وزارة الطاقة أن المحادثات مع "تيثر" لا تزال في مراحلها المبكرة.

تشير منشورات على "لينكدإن" إلى أن يالتشين أيدين، المدير العام لشركة "إيتي مادن"، هو أحد المسؤولين الذين التقى بهم مدير التوسع المحلي لـ"تيثر" أنادولو أيدينلي في الأشهر الأخيرة. وتشمل الآخرين نائب الرئيس التركي جودت يلماز ووزير الطاقة ألبارسلان بايراكتار. رفضت وزارة الطاقة التركية ومكتب الرئاسة التعليق.

في بيان، قال الرئيس التنفيذي لشركة "تيثر"، باولو أردوينو، إن الشركة "ملتزمة بشدة بتعزيز الابتكار في مجال الأصول الرقمية في تركيا" وتحرص على استكشاف فرص جديدة للنمو.

تصدر "تيثر" أكبر عملة مستقرة في العالم، "USDT"، وهي رمز مصمم للحفاظ على قيمة ثابتة عند دولار واحد، وارتفعت قيمة التداول الخاصة بها إلى 120 مليار دولار. تُعد هذه العملة الرقمية المكان المفضل للاحتفاظ بالأموال لاستخدامها في تداول العملات المشفرة.

تروج الشركة بشكل متزايد للدولار البديل كوسيلة لإجراء المدفوعات بسرعة وبتكلفة أقل من خلال الحد من الاعتماد على الأنظمة المصرفية التقليدية، خاصة في الدول الناشئة التي تعاني من نقص في الدولار الأميركي.

مديرو التوسع

يُعد أيدينلي واحداً من مجموعة من المديرين المسؤولين عن التوسع لشركة "تيثر" حول العالم، حيث انضم العديد منهم إلى الشركة خلال العام الماضي، وفقاً لملفات تعريفية على "لينكدإن". تشمل هذه التعيينات دولاً مثل فنزويلا والفلبين وتايلندا وإندونيسيا والإمارات، وكذلك أفريقيا وأميركا اللاتينية، مما يعكس طموحات الشركة للتوسع خارج موطنها في العملات المشفرة.

قالت أنجيلا آنج، المستشارة السياسية العليا في شركة تحليل بلوكشين "تي آر إم لابس" (TRM Labs): "هناك اهتمام متزايد باستخدام العملات المستقرة مثل يو إس دي تي في المدفوعات، خصوصاً المدفوعات عبر الحدود". 

تستكشف "تيثر" أيضاً تقديم قروض لشركات تجارة السلع للاستفادة من جانب من أرباح عمليات العملات المستقرة. تضمنت هذه الاجتماعات محادثات حول كيفية توسيع استخدام "يو إس دي تي" في تدفقات المدفوعات للأصول المادية. تستثمر "تيثر" الأموال التي تدعم ربط "يو إس دي تي" بالدولار في أدوات مثل سندات الخزانة، وساهمت الفوائد في تحقيق أرباح قياسية بلغت 5.2 مليار دولار في النصف الأول من عام 2024.

هناك علامات على أن "يو إي دي تي" يكتسب زخماً بين منتجي السلع والوسطاء في دول مثل فنزويلا وروسيا، التي تخضع لعقوبات أميركية، ومحظورة من الوصول السريع إلى النظام المصرفي العالمي. يشكل هذا التحول تحدياً للهيئات التنظيمية العالمية التي تسعى إلى مراقبة تدفقات الأموال.

تصنيفات

قصص قد تهمك