بلومبرغ
تستعيد الولايات المتحدة موقعها كأكبر قوة بلا منازع في أسواق العملات المشفرة.
أظهرت البلاد فجأة علامات انتعاش في مجال العملات المشفرة، وذلك بفضل مجموعة من صناديق الاستثمار المتداولة في بتكوين التي تحطم الأرقام القياسية، والمنظمين الأكثر تفهماً، فضلاً عن تزايد التبرعات السياسية، وصعود المرشح الرئاسي المؤيد للعملات المشفرة دونالد ترمب.
قد يكون المؤشر الأبرز هو أن الدولار، الذي تخلى عن دوره كأكثر العملات تداولاً مقابل الأصول المشفرة لصالح الوون الكوري الجنوبي في الربع الأول، عاد بقوة ليشكل أكثر من 50% من حجم التداول العالمي في أوائل مايو، وفقاً لمذكرة من شركة الأبحاث "كايكو".
تغيرات تنظيمية تدعم العملات المشفرة
يعتبر كل ذلك تحولاً مذهلاً مقارنة بالعام الماضي، عندما تحول معظم التداول إلى آسيا في مواجهة سلسلة من إجراءات الإنفاذ التي اتخذتها الهيئات التنظيمية الأميركية. وفاجأت هيئة الأوراق المالية والبورصات، التي استهدفت جهات فاعلة من "بينانس" إلى شركة "كوين بيس غلوبال" في 2023، الأسواق في أواخر شهر مايو بتحول موقفها تجاه الموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة في عملة إيثريوم.
يتمتع ترمب حالياً بتقدم ضئيل على جو بايدن في استطلاعات الرأي، بحسب بيانات "مورنينغ كونسالت" (Morning Consult).
على الصعيد القانوني، تزداد احتمالات إقرار تشريع الابتكار والتكنولوجيا المالية للقرن الحادي والعشرين ليصبح قانوناً في 2025، وفقاً لمحللي "بلومبرغ إنتيلجنس". ومن شأن مشروع القانون أن يرسخ إطاراً تنظيمياً جديداً للعملات المشفرة في الولايات المتحدة، وهو أمر لطالما طالب به القطاع.
سعر بتكوين قد يتخطى 100 ألف دولار
اعتبر مايك نوفوغراتز، المؤسس الملياردير والرئيس التنفيذي لشركة "غالاكسي ديجيتال"، يوم الثلاثاء، أن المشهد السياسي الأميركي الأكثر إيجابية يمكن أن يدفع سعر بتكوين إلى أكثر من 100 ألف دولار بحلول نهاية العام. وبلغ سعر أكبر عملة مشفرة في السوق 71130 دولاراً عند الساعة 3:10 مساء بتوقيت سنغافورة أمس الأربعاء.
بدأ التيار السياسي يتحرك في صالح العملات المشفرة في 11 يناير، مع طرح صناديق المؤشرات المتداولة على عقود بتكوين الفورية من شركات مثل "بلاك روك" و"فيديليتي إنفستمنتس"، والتي جمعت حتى الآن 61 مليار دولار من الأصول في واحدة من أكثر عمليات الإطلاق نجاحاً لفئة الصناديق. يعيد تأثير تلك الصناديق بالفعل تشكيل أنماط التداول، والتي تتقارب بشكل متزايد مع ساعات التداول الأميركية.
ارتفع حجم تداول بتكوين التراكمي، الذي يحدث في الساعة التي تسبق إغلاق الأسواق الأميركية، إلى 7.2% هذا العام من 4.9% خلال 2021 وفق "كايكو". ويرجع ذلك على الأرجح إلى صناديق الاستثمار المتداولة ببتكوين، والتي تحسب صافي قيمة أصولها استناداً إلى معايير قياسية يتم تحديدها في ذلك الوقت، مما "يشجع على التحكيم واكتشاف الأسعار" ، حسبما قالت "كايكو".
صدارة صناديق بتكوين وإيثريوم الأميركية
في الآونة الأخيرة، طرحت هونغ كونغ مجموعة خاصة بها من صناديق المؤشرات المتداولة الفورية للعملات المشفرة والتي تتبع كلاً من بتكوين وإيثريوم، ثاني أكبر عملة رقمية. لكن هذه المنتجات لم تحقّق حتى الآن أي حجم من الاستثمارات يقارب ما حققته صناديق الاستثمار الأميركية.
كان لانهيار بورصة "إف تي إكس" المملوكة لسام بانكمان-فرايد في أواخر 2022 "تأثير مخيف وكبير على الاستثمار المؤسسي الأميركي، ما فتح نافذة أمام آسيا لريادة الطريق" بحسب ريتش روزنبلوم، المؤسس المشارك لشركة توفير السيولة للعملات المشفرة "جي إس آر ماركتس"GSR) Markets). وأضاف أنه "بعدما ظهرت الولايات المتحدة كفائز واضح في تدفقات صناديق المؤشرات المتداولة على بتكوين، بدأت البلاد في استعادة موقع الصدارة".
وفقاً للبيانات التي تتبعها شركة "غالاكسي ديجيتال"، فإن الولايات المتحدة تضم 324 شركة ذات رأس مال جريء تركز على العملات المشفرة، وهو عدد يفوق بكثير عدد الشركات الموجودة في سنغافورة التي تحتل المرتبة الثانية والمقدرة بـ66 شركة.
يتوقع "الاتحاد الدولي للنقل الجوي – إياتا" أن تسجل أعداد المسافرين مستوى قياسياً هذا العامويجني بعض المستثمرين الأميركيين بالفعل أرباحاً غير متوقّعة من انهيار "إف تي إكس"، حيث اشترت شركة "بانتيرا" مجموعة كبيرة من رموز "سولانا" بقيمة 2.6 مليار دولار، والتي باعتها البورصة المفلسة بسعر مخفض إلى حد كبير. ومن المقرر أن يتم سداد مستحقات دائني "إف تي إكس" بالكامل، لكن لا يزال البعض يشعر بالاستياء لأنهم لن يستعيدوا العملات المشفرة الأصلية الخاصة بهم.