بعد أميركا.. صناديق بتكوين المتداولة تتجه للتوسع في أستراليا

تستعد أستراليا لموجة جديدة من عمليات إطلاق صناديق بتكوين المتداولة في البورصة، لتتبع بذلك خطى الولايات المتحدة وهونغ كونغ في هذا الصدد، حيث يصطف مُصْدِرون للإدراج مثل "فان إيك أسوشيتس" (Van Eck Associates) و"بيتا شيرز هولدينغز" (BetaShares Holdings).

ومن المتوقع أن توافق "إيه إس إكس" (ASX)، التي تتولى نحو أربعة أخماس تداول الأسهم في أستراليا، على إدراج أول صناديق استثمار متداولة فورية لعملة بتكوين في السوق الرئيسية قبل نهاية 2024، وفق أشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم كون المعلومات خاصة.

بداية قوية لصناديق بتكوين في أميركا

تأتي هذه الطلبات عقب جمع صناديق الاستثمار الأميركية المتداولة في "بتكوين" 53 مليار دولار منذ انطلاقها هذا العام، بما في ذلك الصناديق التابعة لشركتي "بلاك روك" و"فيديليتي إنفستمنتس" (Fidelity Investments).

ومن المقرر أيضاً أن تبدأ الصناديق التي تستثمر مباشرة في "بتكوين" و"إيثريوم" التداول في هونغ كونغ غداً الثلاثاء. ويسعى المُصْدِرون للاستفادة من موجة الانتعاش الحاد في العملات المشفرة التي أدت إلى صعود بتكوين إلى مستوى قياسي قارب 74 ألف دولار الشهر الماضي.

إطلاق صناديق العملات المشفرة يختبر طموح هونغ كونغ الرقمي

تعمل "بيتا شيرز" ومقرها في سيدني على إطلاق صندوق "إيه إس إكس"، حسبما قال متحدث باسم الشركة في مقابلة. وقالت "ديجيتال إكس" (DigitalX)، وهي شركة محلية أخرى، في نتائجها نصف السنوية في فبراير إنها قدمت طلب إدراج. وعاودت "فان إيك"، التي تقدم صناديق استثمار متداولة مماثلة في الولايات المتحدة وأوروبا، تقديم طلب في فبراير.

توقعات تفاؤلية للأصول الرقمية

قال جاستن أرزادون، رئيس الأصول الرقمية في "بيتا شيرز"، إن التدفقات الأميركية "تثبت أن الأصول الرقمية وُجدت لتبقى". وأضاف أن الشركة حجزت رموز أسهم في "إيه إس إكس" لصناديق استثمار تتداول في عملتي "بتكوين" و"إيثريوم" بالسوق الفورية.

وقال متحدث باسم "إيه إس إكس" إن البورصة "تواصل التعامل مع عدد من جهات الإصدار المهتمة بقبول صناديق الاستثمار المتداولة في الأصول المشفرة" لكنها امتنعت عن تأكيد إطار زمني.

صناديق بتكوين المتداولة في أميركا تعاني من أسوأ موجة تخارج

وقد يساعد سوق معاشات التقاعد الأسترالي الذي تبلغ قيمته 2.3 تريليون دولار في زيادة التدفقات الوافدة. ويوجد نحو ربع أصول التقاعد في أستراليا في ما يسمى ببرامج التقاعد المدارة ذاتياً، والتي تسمح للأفراد باختيار استثماراتهم. ويمكن أن يظهر هؤلاء كمشترين لصناديق العملات المشفرة الفورية، وفق جيمي هانا، نائب رئيس الاستثمارات وأسواق رأس المال في "فان إيك أستراليا" (VanEck Australia).

وأضاف هانا أنه من خلال الصناديق الفائقة المدارة ذاتياً والوسطاء والمستشارين الماليين وأموال المنصات، "توجد سوق كبيرة بما يكفي يمكن التعامل معها هنا للوصول بصناديق الاستثمار المتداولة هذه إلى حجم مناسب".

إغلاق صناديق سابقة

تعد هذه هي ثاني موجة من صناديق الاستثمار المتداولة في "بتكوين" الفورية تُطلق في أستراليا بعد الإدراج الأولي قبل عامين في "سي بي أو إي أستراليا" (CBOE Australia)، البورصة الصغيرة التي تمثل أقل من خمس حجم تداول الأسهم.

وكانت شركة "كوزموس أسيت مانجمنت" (Cosmos Asset Management)، ومقرها في سيدني، أطلقت صندوق استثمار متداولاً لعملة "بتكوين" الفورية في 2022، قبل إلغاء إدراجه في وقت لاحق من ذلك العام بعد تدفقات واردة ضئيلة. ويملك صندوق "غلوبال إكس 21 شيرز" المتداول في "بتكوين" (Global X 21Shares)، والذي أُطلق في العام نفسه، أصولاً تقارب 62 مليون دولار. وتقدمت "مونوكروم أسيت مانجمنت" (Monochrome Asset Management)، وهي شركة تابعة للرئيس التنفيذي السابق لـ"بينانس أستراليا" (Binance Australia)، جيف يو، في الآونة الأخيرة بطلب لإطلاق آخر في "سي بي أو إي أستراليا".

صندوق بتكوين المتداول التابع لـ"بلاك روك" يستقبل تدفقات تفوق مليار دولار

وقال أرزادون من "بيتا شيرز" إن "إيه إس إكس" هي "البورصة التي نريد الإدراج فيها"، مضيفاً أن قبول التعامل في الرموز المميزة هو من بين المجالات التي تفحصها البورصة.

وقالت ليزا واد، الرئيسة التنفيذية لشركة "ديجيتال إكس"، إن الأستراليين يمكنهم تخصيص ما يصل إلى 10% من المحافظ الاستثمارية للعملات المشفرة نظراً لإمكاناتها باعتبارها "حواجز مالية".

وفي حين أن ظهور صناديق الاستثمار المتداولة في "بتكوين" الفورية في الولايات المتحدة دفع العملة المشفرة الرئيسية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في منتصف مارس، فقد ضعف الطلب على كل من المنتجات والأصول الرقمية في الآونة الأخيرة وسط تراجع التوقعات بسياسة نقدية أكثر مرونة.