بلومبرغ
استعادت بتكوين عافيتها بعد أكبر عملية بيع مفاجئة تشهدها منذ أكثر من عام، في إشارة مبكرة إلى تقلب وشيك في أسواق الأصول المالية مع قيام المستثمرين بتقييم احتمالات تصعيد عسكري في الشرق الأوسط.
ارتفعت أكبر عملة مشفرة بنسبة 3.9% لتصل إلى 64.4 ألف دولار اعتباراً من الساعة 8:50 صباحاً بتوقيت لندن يوم الأحد بعد أن قفزت بنسبة تصل إلى 8.3% في وقت سابق. ارتفعت عملات معدنية أصغر مثل "بولكادوت" و"يونيسواب" بأكثر من 10%.
شنّت إيران هجوماً بطائرات مسيرة وصواريخ ضد إسرائيل في رد واضح على غارة جوية في سوريا أسفرت عن مقتل ضباط عسكريين إيرانيين رفيعي المستوى، ما دفع الصراع في المنطقة إلى مرحلة جديدة خطيرة. وبما أن تحرك إيران جاء بينما كانت معظم الأسواق مغلقة، وجد المتداولون في سوق العملات الرقمية أنفسهم في موقف غير معتاد يتمثل في كونهم من بين أوائل المتأثرين بحدث جيوسياسي كبير.
ملاذٌ آمن
اعتبر ديفيد لونت، رئيس قسم الأبحاث في شركة "فالكون إكس"، أن "من المحتمل أن يلجأ عدد أكبر من المعتاد من المستثمرين إلى العملات المشفرة لتحديد موقفهم بشأن السوق".
بينما استعدت إسرائيل للهجوم الإيراني، أضر التوتر بالأسهم يوم الجمعة وعزز الملاذات الآمنة مثل السندات والدولار. تظهر بيانات "كوين غلاس" أن نحو 1.5 مليار دولار من الرهانات الصعودية على العملات المشفرة عبر العقود الآجلة تم تصفيتها يومي الجمعة والسبت، وهي واحدة من أكبر عمليات التصفية خلال يومين في الأشهر الستة الماضية على الأقل.
بحسب شركة "ابتكار" فإن الرافعة المالية طغت عليها الأحداث تماماُ في الأيام الثلاثة الماضية، مما أدى إلى تدهور أسعار الأصول الرقمية بشكل كبير.
اختبار حقيقي
أسواق الأسهم في الشرق الأوسط كانت معظمها منخفضة يوم الأحد. تنازلت الأسهم الإسرائيلية عن المكاسب المبكرة لتتداول منخفضة قليلاً اعتباراً من الساعة 8:36 صباحاً بتوقيت لندن.
يختبر التصعيد العسكري الكبير بين إسرائيل وإيران، فكرة أن بتكوين والعملات المشفرة الأخرى توفر ملاذاً آمناً في أوقات النزاع، وهي وجهة نظر يعبر عنها غالباً داعمو هذه الفئة من الأصول. فعندما اجتاحت روسيا أوكرانيا في أوائل عام 2022، بدأت العملات المشفرة مسارها الهبوطي الذي استمر حتى نهاية ذلك العام.
يسجل سعر بتكوين انخفاضاً مقارنةً بسعر قياسي بلغ 73798 دولاراً في منتصف مارس. ساهم الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة في الولايات المتحدة التي تم طرحها لأول مرة في يناير في وصول سعر العملة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، إلا أن صافي التدفقات الداخلة إلى هذه الصناديق تراجع مؤخراً.
يترقب مضاربو العملات الرقمية بفارغ الصبر حدث "التنصيف"، وهو انخفاض المعروض الجديد من العملة إلى النصف والذي يُتوقع حدوثه نحو 20 أبريل. تاريخياً، ارتفع سعر بتكوين بشكل ملحوظ بعد كل تنصيف سابق، ما عزز فكرة أن الحدث القادم سيؤدي إلى ارتفاع كبير آخر. ومع ذلك، هناك شكوك تحوم حول تكرار هذا الارتفاع الكبير هذه المرة، إذ وصلت عملة بتكوين مؤخراً إلى أعلى قيمة لها على الإطلاق.