أميركا تصر على تسليم كوون لها بدلاً من كوريا في قضية "تيرا دولار"

من المتوقع أن يواصل المدعون العامون الأميركيون المطالبة بتسليم قطب العملات المشفرة السابق، دو كوون، إلى الولايات المتحدة على الرغم من حكم المحكمة العليا في مونتينيغرو بتسليمه إلى موطنه الأصلي في كوريا الجنوبية لمواجهة اتهامات بشأن انهيار عملة "تيرا دولار" المستقرة الذي بلغت خسائره 40 مليار دولار في عام 2022.

قالت وزارة العدل الأميركية في بيان لها يوم الخميس: "تواصل الولايات المتحدة السعي إلى تسلم كوون وفقاً للاتفاقيات الدولية والثنائية ذات الصلة وقانون مونتينيغرو. وتقدر الولايات المتحدة تعاون سلطات مونتينيغرو في ضمان خضوع جميع الأفراد لسيادة القانون".

"تيرافورم" للعملات المشفرة تطلب الحماية من الإفلاس وكوون ينتظر مصيره

يعد قرار المحكمة أحدث منعطف في الرحلة القانونية للمؤسس المشارك لشركة "تيرافورم لابس" (Terraform Labs)، الذي هرب من مواجهة التهم المنسوبة إليه في كوريا الجنوبية لعدة أشهر قبل القبض عليه في مونتينيغرو خلال مارس 2023 لاستخدامه جواز سفر مزور. وأدى اعتقال كوون إلى تقديم طلبين متعارضين لتسليمه من قبل المدعين العامين في سيؤول ونيويورك على حد سواء.

ماذا يعني تسليم كوون إلى كوريا؟

يعد هذا الحكم انتصاراً لكوون، الذي أعرب محاموه عن تفضيلهم تسليمه إلى كوريا الجنوبية. ففي الولايات المتحدة، يواجه الآن قطب آخر من أقطاب الرموز المشفرة، وهو سام بانكمان فريد، احتمال سجنه لعقود بعد إدانته بالاحتيال في نيويورك خلال نوفمبر الماضي. وحرك الدعوى ضد المؤسس المشارك لشركة "إف تي إكس" (FTX) مكتب المحامي العام الأميركي في مانهاتن، وهو نفسه الذي وجه إلى كوون تهم الاحتيال.

اقرأ المزيد: محامو مؤسس "FTX" المفلسة يقترحون سجنه 6 سنوات

قالت وزارة العدل في كوريا الجنوبية عبر رسالة نصية: "لم نتلق أي إخطار رسمي من مونتينيغرو حتى الآن"، مضيفةً أنها ستتخذ الخطوات اللازمة بالتعاون مع سلطات مونتينيغرو بمجرد وصول الأوراق المطلوبة.

على الجانب الآخر، انتقد بعض المحامين في قطاع العملات المشفرة الذين يتابعون القضية قرار إرسال كوون إلى كوريا الجنوبية. ووصف تيرنس يانغ، العضو المنتدب في شركة "سوان بتكوين" (Swan Bitcoin) والمستشار السابق في "ميريل لينش"، القرار بأنه "مهزلة"، لاسيما أن الولايات المتحدة نجحت في محاكمة آخرين متورطين في انهيارات كبيرة بقطاع التشفير مثل شركة "إف تي إكس".

كما رجح يانغ وجود "أكبر عدد من ضحايا الاحتيال (في قضية كوون) بالولايات المتحدة، وذلك عند احتسابهم وفق عدد المتضررين وقيمة الخسائر على حد سواء". ولذلك يبدو الأمر سخيفاً بعض الشيء أن تقرر محكمة مونتينيغرو تسليم كوون إلى كوريا الجنوبية، حيث يمكن تبرئته هناك أو حصوله على حكم مخفف بشكل هزلي على عكس الولايات المتحدة".