الطلب على عقود "بتكوين" الآجلة ينحسر بعد انطلاق الصناديق المتداولة

صناديق الاستثمار الجديدة أنهت عمليات الأربيتراج للتربح من تباين أسعار العملة المشفرة في الأسواق المختلفة

time reading iconدقائق القراءة - 9
سيدة تطالع هاتفها المتحرك وهي تعبر من أمام باب مزيّن بشعار بتكوين في هونغ كونغ (صورة أرشيفية) - المصدر: بلومبرغ
سيدة تطالع هاتفها المتحرك وهي تعبر من أمام باب مزيّن بشعار بتكوين في هونغ كونغ (صورة أرشيفية) - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تراجع الطلب على العقود الآجلة لعملة "بتكوين" بعد إطلاق الولايات المتحدة صناديق الاستثمار المتداولة التي تتعامل مباشرة بأكبر أصل رقمي، في إشارة أولى إلى كيفية تأثير تلك الصناديق على اتجاهات التعامل في الرموز المشفرة.

انخفض عدد العقود الآجلة القائمة (المراكز المفتوحة) لعملة "بتكوين" في بورصة شيكاغو التجارية "سي إم إي غروب" (CME Group) بنسبة 24% تقريباً إلى 20679 عقداً بحلول 30 يناير، بحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ"، وذلك بعد أن بدأ 10 صناديق استثمار متداولة للتعامل الفوري في "بتكوين" نشاطها منذ ثلاثة أسابيع. وقد سجلت هذه المراكز المفتوحة رقماً قياسياً عندما بدأت موجة صعود "بتكوين" بنسبة 157% العام الماضي توقعاً للموافقة على إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة في العملة المشفرة.

واكتسبت المشتقات المالية في بورصة شيكاغو التجارية "سي إم إي" شعبية إضافية، جزئياً، بسبب توفيرها نافذة للاستثمار في "بتكوين" تخضع للتنظيم والرقابة، وهو الدور الذي تستطيع أيضاً صناديق الاستثمار المتداولة للتعامل الفوري في "بتكوين" حالياً أن توفره.

وقالت شركة "دي إيه سي إم" (DACM) لإدارة صناديق الأصول الرقمية إن العقود الآجلة استخدمت كذلك في المضاربة على اختلاف أو فروق الأسعار شملت صندوق "غراي سكيل بتكوين" (Grayscale Bitcoin Trust) الذي تبلغ قيمته 21 مليار دولار، لكن تلك العملية وصلت إلى نهايتها.

اقرأ أيضا: صندوقا فيديلتي وبلاك روك يهيمنان على تدفقات صناديق بتكوين

أدوات مالية عالية السيولة وبالغة الأهمية

إن تحول المستثمرين إلى صناديق الاستثمار المتداولة في الولايات المتحدة، وانحسار موجة الصعود في أسعار "بتكوين"، قد يؤديان إلى بعض "التراجع في نشاط" عقود "بتكوين" الآجلة في بورصة "سي إم إي"، لكن هذه العقود تظل أدوات مالية عالية السيولة وبالغة الأهمية في سوق الرموز المشفرة، وفق تصريحات فيتل لوندي، محلل أول في شركة "كيه 33 ريسيرش" (K33 Research)، الذي أشار إلى دورها المحتمل كأداة تحوط للمشاركين في السوق الذين يديرون عملية إنشاء وتسوية صناديق الاستثمار المتداولة.

شهدت عملية طرح صناديق الاستثمار المتداولة للتعامل المباشر في "بتكوين"، التي بدأت في 11 يناير، منتجات جديدة أسستها شركات مالية من الوزن الثقيل مثل "بلاك روك" و"فيديليتي إنفستمنتس". أما صندوق "غراي سكيل"، الذي يتجاوز عمره 10 سنوات، وهو أكبر محفظة للاستثمار في "بتكوين"، فقد أصبح هو الآخر صندوق استثمار متداولاً بعد أن غير طبيعته من صندوق استثمار مغلق.

انخفضت أسهم صندوق "غراي سكيل" إلى ما يتناسب مع خصم على محفظته الأساسية من "بتكوين" منذ أوائل عام 2021 عندما كان صندوقاً مغلقاً.

وتميل صناديق الاستثمار المتداولة إلى تبني صافي قيمة الأصول، لذا فإن احتمال تحول صندوق "غراي سكيل" إلى صندوق متداول دفع المضاربين إلى المراهنة على تلاشي تأثير ذلك الخصم على المحفظة، وهو ما حدث فعلاً.

وقال ريتشارد غالفين، المؤسس المشارك في شركة "دي إيه سي إم": "كان اتخاذ مركز شرائي في صندوق (غراي سكيل بتكوين) وتعويضه بمركز بيعي في عقود (بتكوين) الآجلة في بورصة (سي إم إي) يحظى بانتشار واسع بسبب الخصم على قيمة الصندوق. وقد أتت هذه العملية ثمارها، واستطاع المستثمرون بيع أسهمهم في (غراي سكيل بتكوين) وإغلاق مراكزهم المكشوفة في عقود (سي إم إي)، مما نتج عنه تراجع المراكز المفتوحة".

انخفاض عدد العقود الآجلة

"سي إم إي" وبورصة "بينانس" للرموز المشفرة هما أبرز منصتين لتداول عقود "بتكوين" الآجلة. وقد ساهم انخفاض عدد المراكز المفتوحة في بورصة "سي إم إي" مساهمة كبيرة في التراجع الشامل الأخير في نشاط عقود "بتكوين"، بحسب أرقام منصة "كوينغلاس" (Coinglass) لمعلومات وتداول العقود الآجلة للرموز المشفرة.

ارتفعت أسعار "بتكوين" بنحو 1% في يناير، الذي اتسم بتقلبات كبيرة نتيجة طرح صناديق الاستثمار المتداولة. وتجاوز سعر العملة المشفرة مستوى 49 ألف دولار عندما بدأ تداول هذه الصناديق قبل أن تبدأ موجة هبوط استمرت 12 يوماً حتى وصل سعرها إلى 38510 دولارات. وعوضت العملة بعض تلك الخسائر عندما جرى تداولها عند 42965 دولاراً للوحدة في تمام الساعة 6:02 صباح اليوم الأربعاء في لندن.

قالت كارولين مورون، المؤسسة المشاركة في شركة "أوربيت ماركتس" (Orbit Markets) لخدمات مشتقات الأصول الرقمية: "في الوقت الحالي، نرى المستثمرين وهم يتخذون مراكز شرائية طويلة الأجل وأقل اعتماداً على الديون بأعداد أكبر مقارنة مع الوضع في نهاية العام الماضي".

تصنيفات

قصص قد تهمك