حصة "بينانس" السوقية تتراجع مع تشديد قبضة الجهات التنظيمية عليها

أكبر بورصة للعملات المشفرة في العالم تلقت ضربة موجعة بعد مقاضاة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية لها

time reading iconدقائق القراءة - 8
موقع \"بينانس\" عى جهاز كمبيوتر محمول خلال تصفحه في منطقة بروكلين، نيويورك، الولايات المتحدة - الشرق/بلومبرغ
موقع "بينانس" عى جهاز كمبيوتر محمول خلال تصفحه في منطقة بروكلين، نيويورك، الولايات المتحدة - الشرق/بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تعاني "بينانس" تحت وطأة الرقابة التنظيمية المتزايدة، حيث تراجعت الحصة السوقية لمنصة العملات المشفرة إلى أدنى مستوياتها خلال عام، وفق بيانات شركة الأبحاث "كايكو" (Kaiko).

أظهرت بيانات "كايكو" أن حصة "بينانس" في سوق التداول الفوري تراجعت بشكل طفيف إلى 56% حتى 19 يونيو مقارنة بالشهرين السابقين. وأوضحت "كايكو" أن هذا المستوى هو الأدنى منذ أغسطس الماضي، عندما انخفضت إلى 53.7%.

تعرضت أكبر بورصة للعملات المشفرة في العالم لضربة موجعة بعدما رفعت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية دعوى قضائية ضد الشركة ومؤسسها تشانغ بينغ تشاو في 5 يونيو.

كما انخفضت حصة البورصة اليومية في السوق إلى 47% في 6 أبريل الماضي، بعدما رفعت لجنة تداول السلع الآجلة في الولايات المتحدة هي الأخرى دعوى قضائية عليها.

بورصات التشفير تحت الضغط

تفاقمت الضغوط على منصات تداول العملات المشفرة مثل "بينانس" بعدما تقدمت شركات كبيرة من القطاع المالي التقليدي مثل "بلاك روك" بطلب للحصول على إذن للبدء في طرح صناديق متداولة بالبورصة لتعاملات "بتكوين" الفورية، سعياً لجذب المستثمرين الباحثين عن مؤسسات خاضعة للوائح التنظيمية.

قال أليكس سفانفيك، الرئيس التنفيذي لـ"نانسن" (Nansen)، وهي شركة متخصصة في أبحاث العملات المشفرة: "البورصات المركزية ستجد نفسها محاصرة بين المنصات اللامركزية وشركات التمويل التقليدية التي تدخل السوق".

تراجعت الحصة السوقية لـ"كوين بيس" (Coinbase) ومقرها الولايات المتحدة، إلى 6.8% في يونيو من 7.6% في يناير، حيث تواجه الشركة دعوى قضائية من جانب هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية.

قالت سيسي لو مؤسسة شركة "فين لينك بارتنرز" (Venn Link Partners) التي تقدم استشارات في مجال بلوكتشين: "تنطبق المخاطر التنظيمية على جميع البورصات المركزية. وتتحمل (بينانس) العبء الأكبر للإجراءات التنظيمية. ستواجه بورصة العملات المشفرة أوقاتاً صعبة لاستعادة حصتها في السوق مع تلبية متطلبات الامتثال".

عقبات تنظيمية

أدت هجمة العقبات التنظيمية والمصرفية إلى إجبار "بينانس" على مغادرة العديد من البلدان. أعلنت الشركة تخارجها من هولندا في 16 يونيو، مشيرة إلى إخفاق محاولة التسجيل. كما خضعت للتحقيق أمام السلطات الفرنسية في وقت سابق من يونيو، بعدما جعلت من البلاد قاعدتها الأوروبية. وفي 23 يونيو الجاري، أمرت السلطات البلجيكية "بينانس" بوقف العمليات لديها.

وفي أبريل ألغت هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية ترخيص "بينانس" لأنشطة المشتقات الخاصة بها. وأوقفت البنوك المحلية وشركات الدفع الإلكتروني فيما بعد خدماتها المقدمة إلى "بينانس أستراليا".

خلال الشهر الماضي قالت "بينانس" إنها ستغادر كندا أيضاً بعدما بدأت البلاد في تطبيق لوائح جديدة للعملات المشفرة.

فائدة الحجم الكبير

مع ذلك، حتى بعد خسارة حصتها في السوق منذ مطلع 2023 ، تظل "بينانس" أكبر من جميع منصات تبادل العملات الرقمية الأخرى مجتمعة، الأمر الذي يمنح الشركة التي أسسها تشاو ميزة إضافية تتمثل في توفير سيولة وتداول أعمق بالسوق.

تُعد "بينانس" أيضاً أكبر مالكة للرموز المشفرة التي يتداولها العملاء باحتياطيات تبلغ 59.2 مليار دولار، وفق شركة أبحاث العملات المشفرة "دي فاي لاما" ( DefiLlama).

اختتمت سيسي لو من "فين لينك بارتنرز": "دون وجود بدائل أكثر أماناً متاحة حالياً؛ سيظل المستثمرون يرون أن (بينانس) أبرز منصة لإبرام الصفقات، حيث تتمتع بسجل حافل من توفير أعلى درجات السيولة وعمق تداولات السوق، ما قد يحد من هبوط حصتها أكثر من ذلك".

تصنيفات

قصص قد تهمك