أنصار "بلوكتشين" يستهدفون 7.2 تريليون دولار بأسواق العملة التقليدية

باحثون يرون أن التمويل غير المركزي سيؤدي إلى خفض تكاليف ومخاطر النقد الأجنبي

time reading iconدقائق القراءة - 10
مجموعة من الحاضرين في جلسة حول سلاسل الكتل \"بلوكتشين\" والتمويل غير المركزي في مؤتمر \"تكنست كوينفرانس\" (Technext Coinference) في مركز لاندمارك إفنت في منطقة فيكتوريا أيلاند في لاغوس، نيجيريا، يوم الاثنين 3 أكتوبر 2022. - المصدر: بلومبرغ
مجموعة من الحاضرين في جلسة حول سلاسل الكتل "بلوكتشين" والتمويل غير المركزي في مؤتمر "تكنست كوينفرانس" (Technext Coinference) في مركز لاندمارك إفنت في منطقة فيكتوريا أيلاند في لاغوس، نيجيريا، يوم الاثنين 3 أكتوبر 2022. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

عالم العملات المشفرة يعاني من أزمة ثقة، غير أن ذلك لا يمنع أنصار التمويل غير المركزي من ملاحقة واستهداف سوق العملة العالمية التي تبلغ قيمتها 7.2 تريليون دولار.

الباحثون الذين يدعمون واحدة من أكبر أسواق التمويل غير المركزي يظهرون اهتماماً خاصاً بتجار العملات الرسمية التقليدية، ويرون أن دفعهم إلى سلاسل الكتل "بلوكتشين" سيؤدي إلى خفض تكلفة التحويلات عالمياً بنسبة 80% مع القضاء على مخاطر تسوية المعاملات.

في ورقة بحثية منشورة على الإنترنت، يقول علماء وتنفيذيون يعملون لدى شركتي "يونيسواب لابز" (Uniswap Labs) و"سيركل إنترنت فايننشال" (Circle Internet Financial) إن مستخدمي نظام التحويلات العالمي التي تبلغ قيمته 550 مليار دولار يمكنهم الاستفادة من توفير تكاليف تصل إلى 30 مليار دولار سنوياً عبر استخدام العملات المستقرة (stablecoins) وبروتوكولات التمويل غير المركزي في تحويل الأموال بدلاً من المؤسسات الوسيطة التقليدية.

غوردون لياو، كبير الاقتصاديين لدى شركة "سيركل" المصدرة لإحدى العملات المستقرة، والذي شارك في تأليف الورقة البحثية، قال: "إن النقد الأجنبي واحد من أهم المجالات التي يوجد بها مبرر قوي لاستخدام التمويل غير المركزي". وقد صدرت الورقة البحثية تحت عنوان: "النقد الأجنبي عبر سلسلة الكتل والمدفوعات العابرة للحدود" (On-chain Foreign Exchange and Cross-border Payment).

التمويل غير المركزي هو تكنولوجيا مالية تقوم على دفاتر الأستاذ الموزعة الشبيهة بتلك المستخدمة في العملات المشفرة، ويعمل على إلغاء الرسوم التي تحصلها البنوك.

أي شخص يستطيع الاتصال بشبكة الإنترنت يستطيع استخدام هذه التكنولوجيا، ويستطيع الأفراد تحويل النقود ونقلها بين المحافظ الرقمية.

غير أن صورة التمويل غير المركزي لوثتها الفوضى التي أعقبت انهيار العملة المستقرة "تيرا يو إس تي" والعملة المشفرة "لونا"، وانفجار إمبراطورية سام بنكمان فريد "إف تي إكس" في العام الماضي.

تحول هيكلي

واضعو الورقة البحثية يرون أن نظام تدفق العملات التقليدي، أكبر أسواق العالم، مؤهل حالياً لأن يشهد تحولاً هيكلياً لا حدود له. ويقولون إن انتقال جميع تحويلات النقد الأجنبي إلى منصات التمويل غير المركزي سوف يسد فجوة متزايدة في تسوية المعاملات، أو خطر إخفاق أحد أطراف المعاملة في سداد الأموال التي يدين بها.

القيمة الدولارية للمعاملات التي تتعرض لعدم التزام أحد أطرافها بلغت 2.2 تريليون دولار يومياً بحلول أبريل من عام 2022، ارتفاعاً من 1.9 تريليون دولار قبل ذلك بثلاثة أعوام، وفق آخر البيانات الصادرة عن "بنك التسويات الدولية".

نتيجة لذلك، قال "بنك التسويات الدولية" إن مخاطر التسوية في أسواق العملة قد تتسبب في تقويض الاستقرار المالي.

توضح الورقة البحثية أن: "معاملات وتسويات النقد الأجنبي عبر سلاسل الكتل باستخدام تكنولوجيا التمويل غير المركزي يمكنها معالجة كثير من التحديات والعقبات التي تواجه السوق التقليدية للنقد الأجنبي، مثل بطء عمليات التسوية، وارتفاع تكاليفها ومخاطرها. فقد سمح استخدام العملات المستقرة في المدفوعات، خاصة تلك العملات المربوطة بالدولار الأميركي والعملات الرسمية الأخرى، لقطاع التمويل غير المركزي باكتشاف تطبيقات حقيقية مباشرة في سوق الصرف الأجنبية والمدفوعات الدولية".

أفكار مثيرة

ما يعطي ثقلاً لنتائج الورقة البحثية هي مشاركة ديفيد بوث، وهو الرئيس التنفيذي السابق لشركة "سي إل إس" (CLS Group) للتسويات العالمية، التي تخضع لإشراف بنك الاحتياطي الفيدرالي بالولايات المتحدة. أما المؤلفون الآخرون الذين شاركوا في الورقة البحثية فهم أوستن آدمز، وماري كاثرين ليدر، وشين وان.

لدى المؤلفين مصلحة قوية في أن يقولوا إن العملات المستقرة – وهي عملات مشفرة مصممة لأن تكون أسعارها مستقرة نسبياً – ستجعل العملات أعلى كفاءة. فآدمز ووان يعملان باحثين في شركة "يونيسواب لابز" (Uniswap Labs)، وهي منصة للتمويل غير المركزي، بينما تعمل ليدر رئيسة للعمليات في نفس الشركة. وفي نفس الوقت، يعمل ديفيد بوث مستشاراً لشركة "سيركل" التي تصدر عملة من العملات المستقرة.

مع ذلك، يقول ستيفان مالريت، رئيس "جمعية المتداولين بالأسواق المالية العالمية" (ACI Financial Markets Association)، وهي منظمة تمثل أهم المتداولين في أسواق العملة والمال، إن الورقة البحثية عرضت أفكاراً "مثيرة للغاية" ولاحظ "الاهتمام القوي من جانب مجتمع النقد الأجنبي" بالأصول الرقمية. غير أن التغيير الشامل لن يحدث بين ليلة وضحاها.

بينما تجري البنوك المركزية تجارب على العملات المستقرة في أنظمة الدفع العابرة للحدود، مازالت العراقيل كبيرة أمام تبنيها. فعدم الوضوح من الناحية التنظيمية، والاختراقات والسرقة في قطاع التمويل غير المركزي عموماً وغياب الطرق السهلة بالنسبة للمستخدمين حتى يتفاعلوا مع هذه الأوعية المالية يجعل تبني واعتماد هذه التكنولوجيا بطيئاً في الوقت الراهن.

قال مالريت: "إن بنية سوق التمويل التقليدية مازالت بعيدة للغاية عن التكنولوجيا المستخدمة في التمويل غير المركزي"، مضيفاً أن تحويل النظام البيئي العالمي للعملة إلى بنية جديدة عملية معقدة، وأن تبني واعتماد التكنولوجيا الجديدة قد يستغرق أعواماً.

تصنيفات

قصص قد تهمك