مشرّع ياباني ينتقد الرقابة على العملات المشفرة لموافقتها على "إف تي تي"

حثّ أحد المشرعين اليابانيين على مزيد من الوضوح بشأن تنظيم العملات المشفرة بعد عدم تحذير الهيئة المسؤولة عن مراقبة القطاع المستهلكين من المخاطر المحتملة الخاصة بالعملة الأصلية لشركة "إف تي إكس" (FTX) عندما وافقت على إدراج هذا الرمز في السوق المحلية هذا العام.

وقال أكيهيسا شيوزاكي، النائب عن الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم، في مقابلة أُجريت معه: "يصبح ضمان الشفافية للمستهلكين أكثر أهمية عندما تكون هناك أمور تتطلب الانتباه فيما يخص تلك الرموز ". ومع ذلك، لا ينبغي أن يتسبب انهيار "إف تي إكس" في أن تعكس اليابان مسارها في تخفيف قواعد إدراج العملات، وفقاً لشيوزاكي الذي ساعد في تصميم سياسة العملة المشفرة في البلاد.

انهارت امبراطورية الأصول الرقمية التابعة لمؤسس العملة المشفرة سام بانكمان فريد في نفس توقيت استعداد اليابان إلى العودة لأنشطة التشفير مرة أخرى، حيث راهنت على أن تطوير مشاريع الأصول الرقمية من شأنه أن يساعد في النمو الاقتصادي للبلاد. وكان الانخفاض الهائل في قيمة العملة المشفرة "إف تي تي" (FTT) لشركة "إف تي إكس" جزءاً من سلسلة الأحداث في سياق انهيار الشركة.

التراخي في حفظ السجلات وضعف الضوابط

قامت شركة "إف تي إكس" التابعة في اليابان بإضافة عملة "إف تي تي" إلى عروضها في فبراير بعد الحصول على موافقة من هيئة التنظيم الذاتي للقطاع التي تدرس طلبات الإدراج من البورصات المحلية. وكانت حيازات "إف تي تي" الكبيرة المتداولة بين "إف تي إكس" ودارها للتداول "ألاميدا ريسيرش" (Alameda Research) نتيجة التراخي في حفظ السجلات وضعف الضوابط المركزية والاختلاط المزعوم لأصول العملاء جزءاً من أسباب انهيار "إف تي إكس".

فضلاً عن ذلك، كانت الموافقة من "جمعية تبادل الأصول الافتراضية اليابانية"، والمعروفة أيضاً باسم JVCEA، "مشروطة"، وفقاً لوثيقة تم تداولها الشهر الماضي خلال اجتماع سياسي واطلعت عليها بلومبرغ نيوز. كما كانت الوكالة قد طلبت من شركة "إف تي إكس اليابان كيه كيه" (FTX Japan K.K) رصد رصيد "إف تي تي" لدى شركة "ألاميدا ريسيرش" (Alameda Research) كشرط للموافقة عليها، وفقاً للوثيقة.

ورفضت "جمعية تبادل الأصول الافتراضية اليابانية" التعليق عندما سُئِلت عن هذه المعلومات التي لم يتم نشرها للمستهلكين، وأبلغت الجمعية وكالة الخدمات المالية عندما سمحت بإدراج "إف تي تي" في ظل بعض الشروط، حسبما قال مسؤول في الهيئة التنظيمية المالية في البلاد.

ضرورة الحفاظ على الثقة في اقتصاد الرموز

قال شيوزاكي إن تقديم مثل هذه التفاصيل للمستهلكين مهم لليابان "للحفاظ على الثقة في اقتصاد الرموز ". ومع ذلك، في حين أن "جمعية تبادل الأصول الافتراضية اليابانية" تحتاج إلى أن تكون أكثر وضوحاً حول المعلومات، فإنها يجب، رغم ذلك، أن تحافظ على المسار في سياساتها تجاه العملات المشفرة، في إشارة واسعة إلى التحركات الأخيرة للجمعية لتسهيل قيام البورصات المحلية بإدراج الرموز المشفرة.

يُشار إلى أنّ أكيهيسا شيوزاكي هو محام بالتدريب، وهو ابن ياسوهيسا شيوزاكي، الذي شغل منصب وزير الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية في عهد رئيس الوزراء السابق شينزو آبي وكان له دور فعال في إصلاح نظام المعاشات التقاعدية في البلاد.

وقال إن زوال "إف تي إكس" كان بسبب "مشكلات في إدارتها كبورصة؛ ونحتاج إلى التفكير في ذلك بشكل منفصل عن مسألة كيفية التحقق من رمز من الرموز المشفرة".