بلومبرغ
استقرت أسعار العملات المشفرة بعد هبوطها يوم الأربعاء، مستردة بعض خسائرها التي نتجت عن سحب شركة "بينانس هولدينغز" عرض الاستحواذ على بورصة "إف تي إكس دوت كوم".
ارتفعت أسعار "بتكوين" بنسبة بلغت 14% إلى نحو 17904 دولارات للوحدة، فقللت من خسائرها بعد أن كشفت بيانات صدرت الخميس عن تراجع معدل التضخم في الولايات المتحدة خلال شهر أكتوبر بنسبة أفضل من المتوقعة. واستطاعت فعلاً كبرى الرموز الرقمية من حيث القيمة السوقية أن تسترد بعض تلك الخسائر قبل إعلان أرقام مؤشر أسعار المستهلك. وقد انخفضت قيمتها إلى مستوى 15574 دولاراً للوحدة يوم الأربعاء، وهو مستوى لم تشهده منذ نوفمبر 2020.
في نفس الوقت، قفزت أسعار إيثر بنسبة 21%، في حين جاء أداء العملات البديلة الأخرى أفضل من أداء العملتين الكبيرتين، إذ ارتفعت عملة "سولانا" بنسبة بلغت 49% بعد أن فقدت نحو نصف قيمتها في غضون أسبوع، وصعدت عملة "دوج-كوين" بنسبة 30%.
احتواء الأزمة
لا يوجد دليل على أن صندوقاً كبيراً آخر أو صانعة سوق أخرى في قطاع الرموز المشفرة يواجه أزمة مماثلة لأزمة بورصة "إف تي إكس"، وفق تصريحات إيلان سولوت، الرئيس المشارك في "ماريكس سولوشنز" (Marex Solutions) لشؤون الأصول الرقمية.
رغم أن الأضرار الناتجة عن أزمة "إف تي إكس" لن يتم تحييدها، "فإنك تستطيع أن تتخيل سيناريو لا تكون فيه الخسارة مركزة وكبيرة– بمعنى أن تخسر أعداد كبيرة من الناس أموالهم، لكن دون انهيار مؤسسات أخرى"، بحسب سولوت، الذي أضاف أنه: "طالما أن شيئاً لم يحدث لفترة طويلة، كلما زادت الثقة في الأسواق".
تعرضت أسواق الرموز المشفرة لاضطرابات عنيفة بسبب سلسلة الأحداث التي تعرضت لها "إف تي إكس"، التي كانت تُعتبر قبل أيام قليلة فقط واحدة من المؤسسات الكبرى، وينظر إلى مؤسسها المؤثر سام بانكمان-فرايد بوصفه نظير جون بيربونت مورغان في مجال الرموز المشفرة. وانهارت عملتها الرقمية "إف تي تي" وسط مخاوف أثارتها تغريدات على منصة "تويتر" من المؤسس المشارك لبورصة "بينانس" تشانغبنغ جاو (CZ) فانخفضت أسعارها إلى نحو 4 دولارات للوحدة مقارنة مع 25 دولاراً قبل أسبوع واحد فقط. وأعلن كل من بانكمان-فرايد وجاو عن عرض غير ملزم قدمته "بينانس" لشراء "إف تي إكس"، وهو العرض الذي أُلغي يوم الأربعاء.
قال دان ليباو، مدير صندوق التحوط بالعملات المشفرة في شركة "موديولار أسيت مانجمنت" (Modular Asset Management) لإدارة الأصول: "منذ أن دخلت قطاع الرموز المشفرة في عام 2016، لم تتعرض البنية الأساسية لهذه السوق والمشاركين فيها لفترات تختبرها" مثلما فعلت اضطرابات الأيام الأخيرة.
خسائر في القيمة
رغم تخفيض خسائرها يوم الخميس، فقدت بتكوين نحو 14% من قيمتها حتى الآن هذا الأسبوع، وكانت قد وصلت إلى رقم قياسي مرتفع بلغ 69000 دولار للوحدة منذ سنة. أما عملة "إف تي تي"، وهي العملة الرئيسية في بورصة "إف تي إكس"، فقد تهاوت بنحو 85% هذا الأسبوع، وقد جرى تداولها عند نحو 4.46 دولار للوحدة في تمام الساعة 10:04 في نيويورك.
أزمة "إف تي إكس"– "بينانس" تستدعي للأذهان الأزمة التي عانت منها منصة "سيلزيوس" –منصة إقراض العملات المشفرة التي أفلست في وقت سابق من العام الحالي– وكذلك بعض المشكلات التي شهدتها شركات أخرى اجتاحتها الأزمة في قطاع الأصول الرقمية خلال السنة الحالية.
هذه الفوضى لفتت أيضاً انتباه الأجهزة الرقابية والجهات التشريعية.
قال غاري غنسلر، رئيس "هيئة الأوراق المالية والبورصات" بالولايات المتحدة على تلفزيون "بلومبرغ": "ما شهدناه في اليومين الأخيرين هو في الحقيقة جزء من نمط متكرر، يتعرض المستثمرون للضرر عندما لا نعتمد على ضوابط السياسة العامة التي اجتازت اختبار الزمن والتي اعتمدناها على مدى عدة عقود".
عدد غنسلر الأخطار المتفشية في قطاع الأصول الرقمية ومنها عدم الشفافية واستخدام أموال الآخرين في التعاملات، واستغلال الروافع المالية والارتباطات الداخلية.
بالنسبة إلى النتائج المحتملة لهذه الأزمة، فقد تؤدي المخاوف المتعلقة بالأحداث الأخيرة إلى ردع بعض الشركات عن دخول هذا المجال الذي كان مغرياً لها من قبل. قالت سونا أمهاز، شريك عام في "فولت كابيتال" (Volt Capital) على تلفزيون بلومبرغ: "سوف يتسبب ذلك في وقفة لصالح المؤسسات المالية التقليدية".