بلومبرغ
أنجزت "إيثريوم" أكبر ترقية في قطاع برامج التشفير وأكثرها طموحاً حتى الآن، وفقاً لمؤسسها المشارك فيتاليك بوتيرين في تغريدة على "تويتر" يوم الخميس.
أطلقت الشركة على البرنامج المنفّذ للعملية مسمى "الدمج" (Merge)، حيث استبدلت أجهزة الكمبيوتر المستهلكة للطاقة والتي تم استخدامها لطلب المعاملات على الشبكة بأخرى أكثر كفاءة في استخدام الطاقة باستخدام كميات كبيرة من الرمز المميز الأصلي للشبكة (إيثر) الموضوعة فيما يسمى بمحافظ التخزين المؤقت. نتيجة لذلك؛ سينخفض استهلاك الطاقة لدى "إيثريوم" بنسبة 99%.
سُمي برنامج الترقية بـ"الدمج" (Merge) لأنَّ سلسلة الكتل (بلوكتشين) الحالية التابعة لـ"إيثريوم" ستتحد مع شبكة موازية تعمل منذ ما يقرب من عامين لاختبار مفهوم "إثبات الحصة" (proof of stake). بشكل عام، كان التحديث قيد النظر لأكثر من سبع سنوات.
سيغيّر "الدمج" الطريقة التي تُجري بها "إيثريوم" المعاملات. بدلاً من استخدام أجهزة كمبيوتر كثيفة باستهلاك الطاقة في عملية تسمى "التعدين"، ستستخدم الشبكة ما يطلق عليهم بـ"المدققين" الذين يستخدمون عملات "إيثر" المودعة في نظام يعرف بـ"إثبات المشاركة" أو "إثبات الحصة".
لم يحدث مثل هذا التطوير في صناعة التشفير من قبل عندما ندرك أنَّ شبكة "إيثريوم" موطن لنحو 3500 تطبيق لامركزي نشط، بدءاً من بورصات العملات المشفَّرة إلى الألعاب والتعامل بمعاملات مشفَّرة بمليارات الدولارات. لا يغيّر "الدمج" تجربة المستخدم النهائي على شبكة "إيثريوم"، ولكنَّه يمثل نقطة انطلاق رئيسية لمزيد من الترقيات التي ستجعل الشبكة أسرع وأرخص، مما سيعزز مكانتها واستخدامها.
مخاوف من الهفوات
غيّر "الدمج" أيضاً خصائص "إيثر"، مما جعلها أقرب إلى الأوراق المالية التي تحمل عائداً. ستحقق "ستيكد إيثر" (Staked Ether) عائداً، يُتوقَّع أن يكون حوالي 5.2% بعد "الدمج"، بحسب شركة "ستيكينغ تراكر" (Staking Rewards). إلى جانب الانخفاض الصافي المتوقَّع في المعروض من رموز "إيثر" بعد وقت قصير من التحديث، يُفترض أن يجعل ذلك العملة أكثر جاذبية للمستثمرين.
ارتفعت "إيثر" بأكثر من خمسة أضعاف في عام 2021، متفوقة على "بتكوين" بهامش كبير. ويعود السبب جزئياً بسبب التفاؤل بشأن "الدمج". تعرضت كل من العملتين المشفَّرتين لانخفاض سعري كبير منذ أن بلغتا مستويات قياسية في نوفمبر، مع انخفاض "إيثر" بأكثر من 50% هذا العام.
برغم اكتمال "الدمج"، لكنْ يمكن أن تتبعه أيام أو حتى أسابيع من الهفوات، بناءً على ما حدث بعد بعض تحديثات برنامج "إيثريوم" السابقة.
وخوفاً من الأخطاء والاختراقات، أوقفت منصات تبادل العملات المشفَّرة مثل "كوين بيس" عمليات السحب والودائع المتعلقة بـ"إيثريوم" قبل وقت الترقية بقليل. كما أوقفت شركة إقراض العملة المشفَّرة "Aave" عمليات اقتراض "إيثر" قبل الدمج.
ومما يزيد القلق هو احتمال إنشاء نسخ من "إيثريوم" ما تزال تستخدم أجهزة كمبيوتر مستهلكة للطاقة تعرف بـ"المُعدنين". تقوم شعبات ظل الشبكة الرئيسية، مثل "إيثريوم بوو" (EthereumPOW)، بإنشاء نسخ خاصة بها من عملات "إيثر" الممنوحة لجميع حاملي "إيثر" السائدة. قد يكون لهذه الرموز بعض القيمة. لكن وجود عدة إصدارات من "إيثر" -كل منها يعمل على سلسلة مختلفة- يمكن أن يخلق ارتباكاً ويؤدي إلى هجمات وعمليات احتيال. يمكن أن يحصل ذلك أيضاً على نُسَخ الرموز الأخرى التي تعمل على سلاسل متشعبة.
بينما تم نسخ جميع التطبيقات والمحافظ الموجودة حالياً على "إيثريوم" على السلاسل المتشعبة، يُرجّح أن يتعطل معظم التطبيقات، إذ قال اللاعبون الرئيسيون -مثل "سيركل" (Circle) المُصدرة للعملة المستقرة (USDC) و"تشين لينك" (Chainlink)- إنَّهم لن يدعموا نسخ الظل. يبقى أن نرى ما إذا كانت السلاسل المتشعبة يمكن أن تظل قابلة للحياة على المدى الطويل.
عملت فرق كبيرة من مطوري "إيثريوم" من جميع أنحاء العالم على "الدمج" لسنوات. في أواخر عام 2020، أطلقوا سلسلة "بيكون تشين" (Beacon Chain)، وهي شبكة موازية كانت تختبر معاملات الطلب عبر العملات مثبتة الحصة. في "الدمج"، تم دمج "بيكون" مع شبكة "إيثريوم" الرئيسية، باستخدام المُعدنين، وجُعلت "بيكون إيثريوم" طريقة لاختبار ترتيب معاملات الشبكة.