بلومبرغ
أعلن متحدث باسم مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية (FDIC) التي تحمي العملاء في حال وقوع أنواع من التعثر المصرفي أن الوكالة تدرس كيفية قيام شركة "فوييجر ديجيتال" (Voyager Digital) المفلسة المتخصصة بالأصول الرقمية بالتسويق لنفسها.
وكانت "فوييجر" وهي ضحية أخرى للاضطرابات في أسواق العملات المشفرة، صرحت سابقاً بأن كلّ الدولارات المودعة لديها مغطاة بتأمين لدى مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية بموجب شراكتها مع مصرف "ميتروبوليتان" التجاري (Metropolitan). وجاء في بيان على أحد الصفحات الإلكترونية التابعة للشركة أن هذه الحماية تدخل حيز التنفيذ "في حال حصل حدث نادر وتهددت دولاراتكم بسبب تعثر الشركة أو شريكنا المصرفي"، بحسب "وايباك ماشين" (Wayback Machine) التي تحتفظ بأرشيف محتوى الإنترنت.
اقرأ أيضاً: "فوييجر ديجيتال" للوساطة في العملات المشفرة تشهر إفلاسها
تم تعديل هذه الصياغة اعتباراً من يوم السابع من يوليو، ومُسحت الإشارة الصريحة إلى تعثر الشركة أو المصرف، واستبدلت بـ"في حال حصول حدث نادر وتهددت دولاراتكم، نضمن لكم سداداً كاملاً (بما يصل إلى 250 ألف دولار)، بالتالي فإن نقودكم لدى (فوييجر) محمية". في غضون ذلك، أصدر مصرف "ميتروبوليتان" التجاري بياناً مؤخراً يبلغ فيه عملاء "فوييجر" أن تغطية مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية تُطبّق في حال تعثر المصرف نفسه وليس "فوييجر". ورفضت "فوييجر" التعليق لدى سؤالها عن تحقيق مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية وسبب تعديل الصياغة على موقعها الإلكتروني.
إعلانات كاذبة
من جهتها، كانت حكومة الولايات المتحدة أعربت عن قلق متزايد بشأن نشر الشركات لإعلانات كاذبة للمستهلكين حول التأمين على الودائع. وكانت مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية أصدرت في مايو قاعدة نهائية تمنع الشركات من تقديم مثل هذه الأنواع من التحريفات أو إساءة استخدام اسم أو شعار المؤسسة، حيث يواجه من ينتهكون القاعدة إجراءات إنفاذ قانونية، بما في ذلك غرامات. في الوقت نفسه، أصدر مكتب الحماية المالية للمستهلك تحذيراً بشأن هذا الموضوع، قائلاً "لقد اكتسبت المشكلة أهمية متجددة مع ظهور التقنيات المالية، مثل الأصول المشفرة، بما في ذلك العملات المستقرة".
وشدّد المتحدث الرسمي باسم مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية في رسالة بريد إلكتروني يوم السابع من يوليو بأنه فيما يحظى مصرف "متروبوليتان" التجاري بالتأمين من قبل المؤسسة، فإن "فوييجر" ليست كذلك. وقال المتحدث إن تأمين الودائع لا يحمي العملاء من تعثر "فوييجر" أو إفلاسها أو تجميد سحوباتها أو خسارة قيمة المنتجات. وامتنع مكتب الحماية المالية للمستهلك عن التعليق. وكانت "فوييجر" أوقفت إيداعات وسحوبات العملاء مؤقتاً الأسبوع الماضي، ثم أشهرت إفلاسها تحت الفصل 11 في وقت متأخر من يوم الخامس من يوليو.
اقرأ أيضاً: "ألاميدا ريسيرش" المقرض والمقترض والمستثمر في "فوييجر" المفلسة
حماية الأفراد
ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بالعملاء المرتبكين والمحبطين الذين يخشون عدم الحصول على تعويضات مقابل عملاتهم المشفرة ونقودهم. وقال البعض إنهم شعروا بالتضليل من التصريحات السابقة للشركة حول تغطيتها التأمينية لدى مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية.
وعادةً ما يغطي هذا التأمين ما يصل إلى 250 ألف دولار من الخسائر لكل مودع، وأحياناً أكثر إذا كان العميل يمتلك أنواعاً مختلفة من الحسابات.
وقالت فرانسيس كوبولا، المدونة المالية التي تكتب عن المشكلات التي تواجهها الشركات إن الشروط الدقيقة في اتفاقية المستخدم الخاصة بـ"فوييجر" كانت واضحة بشأن تطبيق حماية مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية فقط في حال تعثر المصرف الشريك، لكن هذا الأمر غالباً ما يغفل عنه المستثمرون العاديون من الأفراد.
وقالت إن بعض المواد التسويقية لشركة "فوييجر" كانت مضللة، حتى لو لم يكن من الواضح ما إذا كانت الشركة قد ارتكبت أي خطأ قانوني، واصفة الأمر بـ"البيع المضلل"