بلومبرغ
أعلن مطار سيدني استعداده للتباحث مع راغبين بالاستحواذ عليه مقابل ما يزيد على 16.8 مليار دولار أمريكي بعد حثٍّ من أكبر حملة للأسهم في الشركة لإطلاق المفاوضات.
صرَّح المطار اليوم الإثنين أنَّه "منفتح على المشاركة في مباحثات" مع المتقدِّمين للصفقة، ويقودهم صندوق "آي إف إم إنفستورز" (IFM Investors)، إذا تقدَّموا بعرض يعكس "قيمة المطار طويلة الأجل."، كما رفض مطار سيدني محاولة ترغيب صغيرة من المجموعة التي رفعت قيمة أحدث عرض إلى 22.8 مليار دولار أسترالي (16.8 مليار دولار).
يأتي استعداد مطار سيدني للدخول في المفاوضات، لأنَّ أكبر حملة للأسهم تمارس ضغوطاً على مجلس إدارة المطار حتى يبدأ مناقشات البيع. وقالت شركة "يونيسوبر" (UniSuper)، التي ستنقل حصَّتها بالمطار البالغة 15% إلى الشركة الخاصة التي تؤول اليها ملكية المطار، إنَّ العرض الأخير الذي رفع سعر السهم إلى 8.45 دولاراً أسترالياً من 8.25 دولاراً، يعتبر "أساساً لإجراء مفاوضات معقولة".
بعد تعرُّضه لضربة شديدة بسبب قيود السفر التي فرضها فيروس كورونا، التي دمَّرت خطوط الطيران والسياحة؛ يتشبث مطار سيدني بالأمل في أن تؤدي عمليات التلقيح في مختلف أنحاء العالم إلى عودة نشاط السياحة والسفر عالمياً.
تأخير التعافي
لكنَّ توقُّعات عودة النشاط تدهورت منذ أن رفض المطار عرضاً سابقاً من طالبي الاستحواذ قُدِّم خلال الشهر الماضي. اضطرت مناطق كثيرة من أستراليا إلى الإغلاق في إطار جهود السلطات لاحتواء انتشار سلالة "دلتا" المتحوِّلة. سيؤخِّر ذلك التعافي في نشاط الطيران، ويؤدي إلى زيادة الضغوط المالية على أكبر منافذ السفر في أستراليا.
قال جون بيرس رئيس قطاع الاستثمار في شركة "يونيسوبر" في مقابلة اليوم الإثنين، إنَّ سعر 8.45 دولاراً أسترالياً للسهم "سعر عادل"، ويكفي للموافقة على "إجراء فحص أولي ناف للجهالة، وتوسيع نطاق المفاوضات."، وأضاف أنَّه أوضح رأيه لرئيس مطار سيدني ديفيد غونسكي مساء الأحد.
ارتفعت أسهم مطار سيدني 0.2% إلى 7.77 دولاراً أسترالياً للسهم في تعاملات بورصة سيدني بعد انخفاضها 1.8%.
قال مطار سيدني اليوم الإثنين، إنَّ العرض المعدَّل الذي قدَّمه الراغبون في الاستحواذ، ومنهم صندوق "آي إف إم"- وهو صندوق للاستثمار في البنية الأساسية يملكه 23 صندوقاً للمعاشات في أستراليا- كان عرضاً " انتهازياً في ضوء تأثير جائحة كوفيد-19"، وأضاف أنَّ تسريع برنامج التطعيم في أستراليا خلال الأسابيع الأخيرة يمهّد الطريق أمام استئناف حركة السفر.
يعدُّ إقرار المطار العلني بأنَّه قد يدرس عرضاً أعلى من المتقدِّمين دون تحديد القيمة، تخفيفاً من حدَّة لهجته منذ أن رفض العرض السابق في يوليو.
قد لا يتعافى قطاع الرحلات الجوية العالمية- وهو المصدر الأساسي للأرباح بالنسبة لبوابة دولية مثل مطار سيدني- تعافياً كاملاً قبل بضع سنوات، وفقاً للاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا).
انخفاض التقييم
جعلت سلالة "دلتا" المتحوِّلة النظرة المستقبلية أكثر ضبابية مع انتشارها في أسواق السفر الرئيسية، مثل المملكة المتحدة، والولايات المتحدة. في الوقت نفسه، كان اندفاع الصين نحو إخماد كوفيد-19 بدلاً من قبول الفيروس عند مستوى معين يعني أنَّ مقدار تعافي السياحة العالمية لم يعد واضحاً.
يقول بيرس، رئيس قطاع الاستثمار في "يونيسوبر": "إنَّ نشاط المطارات في مختلف أنحاء العالم انخفض تقييمه انخفاضاً كبيراً... إنَّ الأمر لا يتعلَّق فقط بالنظر إلى القيمة طويلة الأجل لمطار سيدني، وإنَّما أيضاً بالمقارنة مع الخيارات الأخرى المطروحة أمام المستثمرين.".
كان مطار سيدني متضرراً من الأزمة الصحية منذ أنْ أغلقت حكومة أستراليا الحدود الدولية في مارس 2020، ومنعت حتى مواطنيها من مغادرة البلاد. ترنَّحت الشركة محقِّقةً خسائر بقمية 145.6 مليون دولار أسترالي في عام 2020.
انضمَّ "أستراليان-سوبر" (AustralianSuper)، أكبر صندوق معاشات في أستراليا، إلى كونسورتيوم طالبي الاستحواذ على المطار، وفقاً لبيان أصدره اليوم الإثنين.