بلومبرغ
تُجري شركة "بوينغ" مناقشات متقدمة مع شركة طيران هندية جرى إنشاؤها حديثاً لبيع طائرات "ماكس 737"، وفقاً لمصادر مطلعة. وهي صفقة يمكن أن تمنح شركة صناعة الطائرات الأمريكية طفرة حاسمة في سوق رئيسية تهيمن عليها شركة "إيرباص".
عقدت شركة الطيران "أكاسا" (Akasa)، المدعومة من المستثمر الملياردير راكيش جونجهونوالا، مناقشات مع شركة "إيرباص" لشراء طائرات من طراز "إيه 302 نيو" الأكثر مبيعاً، لكن هذا النموذج غير متاح للتسليم حتى عدة سنوات قادمة، مما أدى إلى إمالة المعادلة لصالح "بوينغ"، وفقاً للمصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لسرية الأمر.
الصفقة
ذكرت المصادر أن المحادثات لم تنتهِ ويمكن أن تنهار. وقال أحد الأشخاص إن شركة "أكاسا"، التي تسعى إلى الحصول على موافقة مبدئية من وزارة الطيران الهندية، تخطط لاستخدام اتفاقات البيع مع إعادة التأجير لتمويل الطائرات. وسيسمح ذلك لشركة الطيران الجديدة بتلقي السيولة من شركات التأجير لأنها ستستحوذ على الطائرات.
قال رجل الأعمال في مقابلة مع تليفزيون "بلومبرغ" الشهر الماضي إنّ شركة الطيران الجديدة التابعة لشركة جونجهونوالا تتطلع إلى تشغيل أسطول مكون من 70 طائرة في غضون أربع سنوات.
ستبلغ قيمة طلبية شراء 70 وحدة من طائرات "ماكس 737-8" الطراز الأكثر شعبية نحو 8.5 مليار دولار بحسب أسعار البيع الرسمية. وعلى الرغم من أن الخصومات شائعة في طلبيات الطائرات الكبيرة، فقد توقعت المصادر أن تقدم "بوينغ" تخفيضات أكبر من المعتاد على هذه الصفقة.
قال ممثل لشركة "بوينغ" إنها تبحث دائماً عن الفرص وتتحدث باستمرار مع العملاء الحاليين والمحتملين حول أفضل السبل لدعم أسطولهم واحتياجاتهم التشغيلية. لم يرد ممثل عن جونجهونوالا في حينه على طلبات التعليق.
سوق الهند
ستمنح أي صفقة لشركة "بوينغ" موطئ قدم أكثر رسوخاً في الهند، سوق الطيران الأسرع نمواً في العالم حتى وقت قريب، إذ لديها طلبات للطائرات من طراز "ماكس" تحت التسوية من شركة طيران واحدة فقط، وهي شركة "سبيس جيت ليمتد". وعلى الناحية الأخرى انهارت شركة "جيت إير وايز إنديا"، العميل الهندي الآخر الوحيد لطائرة "ماكس 737"، تحت كومة من الديون في عام 2019، تاركة ثالث أكبر سوق محلية في العالم تهيمن عليها مئات الطائرات الـ"إيرباص".
كشف أحد المصادر أن المناقشات تدور حول صفقة تصل إلى 80 طائرة، على أن تبدأ عمليات التسليم في غضون سبعة أشهر. نوه ذلك المصدر بأن أي إعلان سيعتمد على حصول شركة "أكاسا" على الموافقات التنظيمية لبدء أعمال الطيران رسمياً.
جرى وقف تشغيل الطائرة "ماكس 737" في عام 2019 بعد حادثين مميتين أسفرا عن مقتل 346 شخصاً. استغرقت عودتها في منطقة آسيا والمحيط الهادي وقتاً أطول مما كانت عليه في المناطق الرئيسية الأخرى، في حين رفعت الولايات المتحدة وأوروبا ومعظم الدول الأخرى الحظر بدءاً من أواخر العام الماضي بعد إصلاحات واسعة النطاق. لم توقع الصين، أكبر سوق في المنطقة، والهند بعدُ على السماح بعودة الطائرة إلى العمل.
قالت المصادر إن شركة "سبيس جيت"، التي توقفت 13 من طائراتها "ماكس 737" عن الطيران لم تتفق بعدُ مع "بوينغ" على حزمة تعويض، ومن غير المرجح أن تتسلم شركة الطيران مزيداً من الطائرات قبل ذلك. وقالوا إن عمليات تسليم الطائرات، التي كانت متجهة في الأصل إلى شركة "سبيس جيت" وشركة "جيت إير وايز" وغيرهما من العملاء الذين أجّلوا التسليم، باتت متاحة الآن، مما يمنح شركة "بوينغ" فرصة لعرض طائرات خارج الجدول الزمني.
لم يرد ممثل شركة "جيت سبيس" على الفور على طلب للتعليق. وكانت صحيفة "بيزنس ستاندرد" الهندية قد نوهت بالمحادثات في وقت سابق.
قالت المصادر إن كلاً من شركة "بوينغ" وإدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية أجرت مناقشات مع المديرية العامة للطيران المدني الهندية، الجهة المنظمة للقطاع، حول عودة الطائرة إلى الخدمة. قال أحد الممثلين إن شركة "بوينغ" تواصل العمل مع الجهات التنظيمية العالمية لإعادة الطائرة بأمان إلى التحليق في السماء، مضيفاً أن أكثر من 170 من أصل 195 جهة تنظيمية عالمية فتحت مجالها الجوي للطائرات من طراز "ماكس".
تعتبر شركة "أكاسا" نفسها رهاناً طموحاً على واحدة من أصعب أسواق الطيران في العالم، إذ تجعل الضرائب الإقليمية التي تصل إلى 30% تكلفة وقود الطائرات من أعلى الأسعار في العالم. تعني المنافسة الشديدة أيضاً أن شركات الطيران غالباً ما تضطر إلى بيع التذاكر بأقل من التكلفة.
بصرف النظر عن جونجهونوالا -المعروف محلياً باسم "وارن بافيت الهندي" لانتقائه الأسهم بنجاح– فإن شركة "أكاسا" مدعومة من أديتيا غوش، الرئيس السابق للشركة المتزعمة للسوق "إنديا جو"، وفيناي دوبي، المدير التنفيذي السابق في شركة "دلتا إير لاينز" الذي كان رئيساً سابقاً لشركة "جيت إير وايز"، بحسب المصادر.