بلومبرغ
تعمل أكبر شركة لتكرير النفط في الصين على تقليص عملياتها مع استجابة بكين العنيفة لسلالة دلتا المتحولة من فيروس كورونا لتراجع الطلب على وقود الطرق والطيران، وفقاً لأحد المحللين.
بدأت شركة "تشاينا بتريليوم آند كيميكال كورب"، المملوكة للدولة والمعروفة باسم "سينوبك"، تخفيض معدلات التشغيل في بعض المعامل بنسبة 5% إلى 10% هذا الشهر، مقارنة بمستويات شهر يوليو الماضي، وفقاً لـ جين زو، المحلل في شركة أبحاث السلع "أي سي أس أس- تشاينا" ( ICIS-China)، ومقرها في شنغهاي، في مقابلة. تقوم شركة التحليلات بتتبع عمليات المصفاة وخطط الصيانة وهوامش المعالجة في جميع أنحاء الصين.
ورفض مسؤول من المكتب الصحفي لشركة "سينوبك" في بكين التعليق عندما جرى الاتصال به بشأن الأمر.
تداعيات القيود
بدأ الملايين من الصينيين في تعليق خطط السفر وسط ذروة موسم الصيف والبقاء في أماكنهم في الوقت الذي تفرض فيه الحكومة قيوداً على التنقل لمحاصرة تجدد تفشي فيروس كوفيد -19 في أكبر مستورد للنفط في العالم. تتبع بكين نهج احتواء صارم على الرغم من وجود معدل تطعيم أعلى من الولايات المتحدة، مما أدى إلى إعادة تقييم توقعات الطلب العالمي على النفط الخام.
قال وانغ لينينغ، الباحث في معهد تابع لشركة "تشاينا ناشيونال بتريليوم كورب"، أكبر شركة للطاقة في البلاد، إن بعض المصافي الصينية قلصت معدلات التشغيل في الأسبوع الماضي مع تطبيق قيود للحد من تفشي مرض كوفيد -19، دون تحديد مدى التخفيضات.
من المرجح أن يكون الطلب على الوقود قد انخفض بنسبة 30% في الفترة من 20 يوليو الماضي إلى 6 أغسطس الجاري مقارنة بأوائل شهر يوليو المنقضي، وفقاً لما ذكرته شركة استشارات محلية "جيه إل سي "(JLC) ، في رسالة صدرت يوم الجمعة. أضافت أنه من المحتمل أن يكون هناك تأثير كبير على الاستهلاك خلال الفترة المتبقية من هذا الشهر.
يمكن لاستراتيجية بكين الصارمة للتخلص من فيروس كوفيد -19 أن تقلل من التوسع الاقتصادي والطلب على الطاقة على المدى الطويل. في حين ستؤدي هذه السياسة إلى بيئة محلية آمنة نسبياً، فمن المرجح أن تكون مكلفة للنمو، حسبما قال تشانغ تشويوي، كبير خبراء الاقتصاد في شركة "بينبوينت أسيت مانجمنت" ( Pinpoint Asset Management)، في رسالة.
انخفض عدد المقاعد التي تطرحها شركات الطيران الصينية بنسبة 32% خلال أسبوع، وفقاً لبيانات شركة "أو أيه جي" (OAG) المتخصصة في مجال الطيران. كما تراجعت حركة المرور على الطرق في جميع المدن الصينية التي شهدت تصاعداً في حالات الإصابة بفيروس كوفيد -19. وفي المتوسط، هبطت حركة المرور إلى 70% من المستويات العادية للمدن المتضررة من تفشي المرض، وفقا لشركة "بلومبرغ إن إي أف".
قال لوكسي هونغ، المحلل في "بلومبرغ إن إي أف" ومقره بكين، في رسالة: "سيؤدي الانخفاض الكبير في حركة المرور إلى خسائر فادحة في استهلاك وقود الطرق، مما سيجبر المنتجين مثل شركة "سينوبك" و"بتروتشاينا" على خفض معدلات تشغيل أعمال التكرير".