بلومبرغ
أوصت لجنة بوزارة العدل بأن يتم الإفراج المشروط عن نائب رئيس شركة "سامسونغ إلكترونكس" جاي واي لي من السجن يوم الجمعة، مما يمثل انعكاساً دراماتيكياً لمشهد السياسة والأعمال في كوريا الجنوبية قبيل الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في وقت مبكر من العام المقبل.
قررت وزارة العدل اليوم الإثنين الإفراج المشروط عن القائد الفعلي لشركة "سامسونغ" قبل يومين من عيد التحرير في كوريا الجنوبية الذي يحتفل به في 15 أغسطس، بحسب إفادة صحفية أدلى بها وزير العدل بارك بوم كي.
قال بارك إن السلطات توصلت إلى القرار، بعد الأخذ في الاعتبار "مشاعر لي تجاه المجتمع وسلوكه أثناء فترة سجنه"، بالإضافة إلى تأثير تفشي كوفيد- 19 لفترات طويلة على الاقتصادات الوطنية والعالمية.
أُعيد "لي" (53 عاماً)، إلى السجن للمرة الثانية في أواخر يناير الماضي، بعد إدانته باستخدام الرشوة لكسب التأييد لخلافته الرسمية في شركة "سامسونغ"، وكان الملياردير قد أمضى ستة أشهر من أصل 18 شهراً كان من المتوقع أن يقضيها خلف القضبان، بالإضافة إلى العام الذي سُجن فيه قبل إطلاق سراحه لأول مرة في عام 2018.
أدت أزمة الإمدادات في صناعة أشباه الموصلات العالمية ودور "سامسونغ" في تسهيل صفقة لقاح كوفيد-19 مع الولايات المتحدة، في الأشهر التي أعقبت سجنه، إلى دعوات من قادة الأعمال والسياسيين لتحرير الرئيس الفعلي للشركة المتعددة الأنشطة في كوريا الجنوبية وصانع الرقائق. مع ذلك، انتقد النشطاء قرار الإفراج عن "لي"، قائلين إن هذه الخطوة دليل على المعاملة التفضيلية لطبقة رجال الأعمال الأقوياء في البلاد والمعروفة باسم "التشايبول".
تسريع الخطة الاستثمارية
يعكس القرار معضلة الرئيس الكوري "مون جاي إن" بين الدفاع عن إرثه السياسي ومساعدة حزبه قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وتلقى زعماء "التشايبول" المدانون، بما في ذلك والد "لي" لي كون هي، عفواً بدلاً من إطلاق السراح المشروط من قبل الرؤساء السابقين. لكن منح الإفراج المشروط يُنظر إليه على أنه أقل خطورة، حيث يمكن أن يوافق عليه وزير العدل دون السعي للحصول على موافقة من الرئيس، الذي تم انتخابه قبل أربع سنوات من خلال أجندة تقدمية تضمنت إصلاح ممارسات الأعمال التجارية.
وبينما من المقرر إطلاق سراح "لي" من السجن قبل يوم التحرير، لا يزال الملياردير بحاجة إلى الحصول على إعفاء من قيود التوظيف لمدة خمس سنوات قبل أن يتمكن من العودة إلى إدارة تكتل الشركات.
يمكن لعودة "لي" إلى المنصب في "سامسونغ" تسريع المبادرات الرئيسية، مثل خطة استثمار بقيمة 17 مليار دولار في الولايات المتحدة، أو عمليات الاندماج والاستحواذ الكبرى.
أعلنت الشركة عن خطط لبناء مصنع متقدم لصناعة الرقائق في الولايات المتحدة، على أمل كسب المزيد من العملاء الأمريكيين وتضييق الفجوة مع شركة "تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة" الرائدة في الصناعة، وقد ساعد تعهدها ببناء قاعدة تصنيع أمريكية في تسهيل صفقة "سامسونغ بيلوجيكس" لتصنيع لقاحات شركة "موديرنا"، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ نيوز في وقت سابق.
قال بيتر لي، المحلل في "سيتي غروب"، في مذكرة: "إذا تم العفو عن "لي" في يوم التحرير الوطني لكوريا، فإننا نعتقد أن سامسونغ ستبحث بنشاط عن المزيد من عمليات الاندماج والاستحواذ على نطاق واسع لدفع النمو على المدى الطويل". وأضاف في المذكرة "تحتاج عمليات الاندماج والاستحواذ على نطاق واسع إلى موافقة من "لي"، وهو ما كان ينقص الشركة بسبب غيابه، لا تزال الإدارة ملتزمة باستخدام الاحتياطي النقدي لإتمام عمليات اندماج واستحواذ ذات مغزى على مدى السنوات الثلاث المقبلة ".
ورغم أنه من المقرر إطلاق سراح "لي"، إلا أنه لا يزال يواجه احتمال العودة إلى السجن إذا أدين بتهم أخرى. تتم محاكمة الملياردير في قضية منفصلة تتعلق بدمج شركتين تابعتين، وكذلك يواجه أيضاً محاكمة بتهمة استخدام مخدر ممنوع.