مصرفي أثرى العائلات بايرون تروت يجمع 3.6 مليار دولار

time reading iconدقائق القراءة - 16
بايرون تروت خارجاً من محكمة بعد الإدلاء بشهادة - المصدر: بلومبرغ
بايرون تروت خارجاً من محكمة بعد الإدلاء بشهادة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

لا يحب بايرون تروت، وهو مستشارٌ لبعض أغنى عائلات العالم، مسمى مصرفي المليارديرات، لكن ماذا عن لقب المصرفي الملياردير؟

جمع مؤسس شركة "بي دي تي كابيتال بارتنرز" (BDT Capital Partners) البالغ من العمر 62 عاماً، 3.6 مليار دولار، حسب مؤشر "بلومبرغ للمليارديرات"، ما يجعل المسؤول التنفيذي السابق لدى "غولدمان ساكس" ثرياً كبعض عملائه الأوسع شهرةً.

وُلد تروت في بلدة صغيرة بولاية ميزوري لأب يعمل بإصلاح خطوط الهاتف وأم تملك متجرا للثياب، وبدأ تأسيس ثروته عبر تقديم المشورة في البداية لبعض أنجح مستثمري العالم، خاصة وارن بافيت، على مدى نحو ثلاثة عقود في "غولدمان ساكس". أسس شركته الخاصة العاملة في مجال الاستشارات والملكية الخاصة في شيكاغو حين غادر المصرف الأمريكي في 2009، وتضخمت أصولها سريعاً لتصل 28 مليار دولار.

خاضت شركة "ويبر" (Weber)، إحدى استثمارات تروت الأولى، اكتتاباً عاماً الأسبوع الماضي. تملك "بي دي تي" أغلبية أسهم صانع معدات الشواء، لكن تروت وعائلته يمتلكون مباشرة حصة فيها بنسبة 5% وقيمة 240 مليون دولار، حسب ملف أودعته لدى الجهاز التنظيمي. كانت "ويبر" استثماراً نمطياً لشركة "بي واي دي" وهو عادة ما يكون في شركة مملوكة لعائلة وغالباً ما يديرها مؤسسها.

تشمل استثماراتها الأخرى سلسلة مطاعم "واتابرغر" (Whataburger) و "كوكس أوتوموتيف" (Cox Automotive) و "كاسا دراغونيس تيكيلا" (Casa Dragones Tequila) وصانع قطع غيار السيارات الألماني "شايفلر" (Schaeffler).

عودة لصيرفة قديمة

يعتبر نموذج أعمال "بي دي تي"، الذي يتمثل في تقديم المشورة واستثمار المال الخاص بها، إحياءً لنمط المصارف التجارية القديمة من نواحي عدة، كما أنه أسلوب قد يحقق للمـؤسسين أرباحاً سخيةً.

قال توم بريتزكر، أحد عملاء شركة تروت على مرّ عقود: "أعتقد أن هدف (بي دي تي) هو خدمة عملائها وإضافة قيمة لهم، وعملاؤها إلى حد كبير شركات تديرها عائلات". أضاف المدير التنفيذي لمؤسسة بريتزكر (Pritzker Organization): "إن قاموا بذلك جيداً، وأضافوا قيمة إلى هذه الشركات المدارة عائلياً، تكون النتيجة تحقيق أرباح".

رفض تروت وشركته "بي دي تي كابيتال" التعليق.

حياة تروت تدور في الغرب الأوسط للولايات المتحدة، فقد انضم إلى فريق عمل "غولدمان ساكس" بعد تخرجه من جامعة شيكاغو، حيث لعب كرة القاعدة كطالب، وقبل حصوله على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية بوث للأعمال. بدأ حياته العملية سمسار أسهم، ثم عمل مدير ثروات في سانت لويس، حيث لفت انتباه هانك بولسون الذي كان مديراً لعمليات الغرب الأوسط للبنك. اختاره بولسون، الذي أصبح الرئيس التنفيذي لـ "غولدمان ساكس" ثم وزير الخزانة الأمريكي، للانضمام إلى مجموعة خدمات الصيرفة الاستثمارية.

وحتى بعد الانتقال، حافظ تروت على تركيزه على الأسر الغنية، متخصصاً في ثروات الغرب الأوسط للولايات المتحدة.

قال تروت في سيرته الذاتية التي قدمها عام 2011 لدخول جمعية هوراشيو ألغر: "أحببت الجمع بين الاستثمار و الصيرفة الاستثمارية، وسرعان ما أدركت القيمة المضافة التي يمكنني تقديمها، خاصة لرواد الأعمال وقادة الشركات المملوكة للعائلات. لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً لأدرك أني وجدت شغفي".

صفقة في الذاكرة

صنع تروت سمعته عبر تنظيم سلسلة صفقات لصالح شركة بافيت "بيركشاير هاثاواي"، ما دفع ملياردير ولاية أوماها للثناء عليه في خطاب موجه إلى المستثمرين.

وكتب بافيت عام 2004: "إنه يفهم بيركشاير أفضل بكثير من أي من المصرفيين الاستثماريين الذين تحدثنا معهم ويؤلمني أن أقول إنهم تقاضوا رسوماً". ترقى تروت ليصبح نائب رئيس الخدمات المصرفية الاستثمارية في مصرف "غولدمان ساكس" وترأس مكتبه في شيكاغو.

أبرم إحدى أكثر الصفقات في تاريخ وول ستريت الحديث من حيث تبعاتها في 2008 حين تفاوض على صفقة استثمارية بقيمة 5 مليارات دولار لصالح "بيركشاير" في "غولدمان ساكس" خلال ذروة الأزمة المالية. ساعدت الصفقة بتعزيز قاعدة البنك الرأسمالية واستعادة ثقة السوق.

لا يقتصر دفتر علاقاته وأرقامه على بافيت فقط، بل إنه تجاوز هذا الحد بكثير، فقد كان تروت على علاقة بعائلات والتون وكُوخ وريجلي وبريتزكرز، التي استثمر عدد منها في صناديق "بي دي تي"، أو باعوا أجزاء من نشاطاتهم لشركة الاستثمار الخاصة، أو فعلوا كلا الأمرين.

شارك تروت في تأسيس "بي دي تي" مع ويليام بوش، الذي كان يعمل في السابق محامياً في شركة "فولبرايت آند جاورسكي" (Fulbright & Jaworski). وكان من شركائه كل من سان أور ودان جيستر، وهما زميلان سابقان له في "غولدمان ساكس".

متجر المواهب

ما تزال الشركة تسعى بقوة لاستقطاب المواهب من البنك، إذ أظهرت بيانات موقع "لينكدن" أن 28 شخصاً يعملون لدى "بي دي تي" عملوا سابقاً لدى "غولدمان ساكس". لدى الشركة أيضاً مكاتب في نيويورك ولوس أنجلوس ودالاس ولندن وفرانكفورت، وتوظف 157 شخصاً، بحسب ملفها المقدم للجهات التنظيمية.

رغم أن شركات الملكية الخاصة الكبيرة الأخرى تخلت عن فكرة الاعتماد على شخص واحد، إلا أن شركة "بي دي تي" ما تزال مرادفاً لاسم تروت.

لا يردع هذا المستثمرين، حيث جمعت "بي دي تي" 9.1 مليار دولار لصندوقها الاستثماري الثالث العام الماضي. منذ إبرام صفقة شركة "ويبر" في 2010، ارتفعت أصول الشركة الخاضعة للإدارة إلى حوالي 28 مليار دولار في بداية عام 2021. يقلّ هذا الرقم قليلاً عن 32 مليار دولار تديرها مجموعة "بريدجبوينت" (Bridgepoint Group)، والتي طُرحت لاكتتاب عام قيّمها عند نحو 4 مليارات دولار الشهر الماضي.

يملك تروت ما لا يقل عن 50% من "بي دي تي"، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ للمليارديرات"، وتقدر استثماراته الشخصية في صناديق الشركة بأزيد من 1.7 مليار دولار.

كانت "ويبر" ثاني شركة مندرجة ضمن حافظة "بي دي تي" تُطرح للاكتتاب العام هذا العام، بعد أول إدراج لشركة الدونات "كريسبي كريم" (Krispy Kreme). تملك "بي دي تي" حصة نسبتها 8.6% في صانع المعجنات الأمريكي. جمعت شركة معدات الشواء 250 مليون دولار، أي أقل من المتوقع، لكن الأسهم ارتفعت 18% الخميس، ثم سجلت ارتفاعاً آخر بنسبة 7.2% في الساعة 9:58 من صباح الجمعة.

توضح حصتها في "ويبر" التي حازتها على مدى 11 عاماً، أفقاً استثمارياً أطول من المعتاد لدى شركات الاستثمار الخاصة. كذلك، يملك صندوق الشركة المنشأ في 2009 استثمارات نشطة أخرى، مثل حصة في شركة "كيوريغ دكتور بيبر" (Keurig Dr Pepper) المدرجة أسهمها. استحوذ الصندوق على الحصة عبر صفقة مع شركة "جاب القابضة" (JAB Holdings) التابعة لعائلة ريمان.

قال بريتزكر إن "بي دي تي" تتبنى "ثقافة كونها شريكاً متطور التفكير لشركات تديرها عائلات... وهذا الأمر يشمل السرية وهو أمر هام جداً يخلق إطاراً من الثقة".

تصنيفات