متعاملون يقصدون الأسواق الناشئة فيما يتعاظم القلق حول التعافي

تجذب بعض الأصول الأشد عرضة لمخاوف انتشار سلالة دلتا المتحولة المتداولين بإشارات مغرية توحي بالقوة والاستقرار.

حيث تجاوزت أرباح الشركات في الأسواق الناشئة التقديرات لأول مرة منذ 30 شهراً وسط انتعاش اقتصادي في الدول النامية. فيما ظل مؤشرا "ﺇﻡ ﺇﺱ ﺳﻲ ﺁﻱ" (MSCI) للعملات والأسهم الناشئة مرتفعان هذا العام متحديان الانخفاضات التي شهداها هذا الشهر.

كما يراهن المحللون والمستثمرون من "آي إن جي بنك" (ING Bank) و"أليانس بيرنشتاين" (AllianceBernstein) على عودة الرغبة القوية في المخاطرة بعد عمليات البيع، وبذا يرون فرص شراء. لكن مع اقتراب اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي وسط مخاوف التضخم المتزايدة في أكبر اقتصاد في العالم، قد يبدو ذلك بمثابة رهان صعب. إلا أن كثرا من متابعي الأسواق الناشئة مستعدون للقيام بهذا الرهان.

قال تريو فام، المحلل لدى "آي إن جي" في مقابلة من لندن: "الجانب التقني داعم للغاية على المدى القريب...وما زلنا بعيدين عن التخفيف التدريجي للولايات المتحدة. وكل هذا مفيد للأصول الخطرة ويجب أن يكون داعماً للأسواق الناشئة". وأضاف فام أنه يرى دعماً لسندات الدول النامية السيادية وحملاً للرهانات على المدى القصير.

لنضع دلتا جانباً

تصاحب الضعف الأخير في أصول الأسواق الناشئة مع التوجه نحو الجودة، ما دفع عوائد سندات الخزانة الأمريكية إلى أقل من 1.3%. حيث انهار مؤشر "ﺇﻡ ﺇﺱ ﺳﻲ ﺁﻱ" للأسهم الناشئة، منخفضاً بنحو 6% حتى الآن هذا الشهر، كما يتحرك المؤشر الآن بالقرب من منطقة ذروة البيع وانخفض لجهة المتوسط ​​المتحرك لمدة 200 يوم.

فيما يعود اهتمام المستثمرين الى قصة النمو، قد تكون الاقتصادات الناشئة مستعدة للانطلاق، إن وضعنا المخاوف من سلالة دلتا المتحولة جانباً، حيث يتباطأ النمو في الولايات المتحدة، مع قلق استراتيجيي وول ستريت من أن النمو الاقتصادي قد يكون قد بلغ ذروته في الربع الثاني. وفقاً لاستطلاعات بلومبرغ، من المتوقع أن يتجاوز نمو الأسواق الناشئة العالم المتقدم بواقع 6.6% للأولى و5.4% للثانية.

ثمار الرقمنة

أضاف هارتينغ أنه يراهن تحديداً على شركات تصنيع الإلكترونيات المتموضعة لتجني ثمار تزايد الرقمنة، إضافة إلى البنوك ذات الميزانيات العمومية القوية، وشركات الطاقة ذات الحوكمة الأفضل، وقطاعات المعادن والتعدين والسيارات.

في غضون ذلك، حتى بعض أكثر الأصول تعرضاً للجلد قد تكون رهاناً قوياً فيما هو آت. حيث يقول المحلل الاستراتيجي في "بي بي في إيه" (BBVA)، داني فانغ، إنه متفائل بشأن عملات أمريكا اللاتينية، رغم أنها من بين الأكثر تضرراً خلال عمليات البيع.

كما أوضح فانغ في مقابلة من نيويورك: "أنا معجب بعملات أمريكا اللاتينية... حيث اقترب البيزو الكولومبي من 3,900، ويبدو أنه يمثل مقاومة جيدة جداً، لذلك أعتقد أن البيزو لديه القدرة على التعافي".

ويقول على وجه الخصوص إن قصة الأسعار تبدو جذابة في المكسيك والبرازيل، على الرغم من أن عدم اليقين السياسي المحلي يمكن أن يترجم إلى مزيد من التقلبات في العملة.

لقاء أمريكي صيني

هاجمت الصين سياسات الولايات المتحدة في بداية متوترة لمحادثات رفيعة المستوى في تيانجين، معلنة أن العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم "عالقة".

• أخبر نائب وزير الخارجية، شيه فنغ، نائبة وزير الخارجية الزائرة، ويندي شيرمان، أن بعض الأمريكيين يسعون لتصوير الصين على أنها "عدو متخيل"، وذلك وفقاً لإيجاز وزارة الخارجية لدى بدء المحادثات. مع ذلك، قال شيه إن بكين مستعدة للبحث عن أرضية مشتركة والتعامل مع الولايات المتحدة على قدم المساواة.

قرارات الأسعار

من المرجح أن ترفع المجر سعر الفائدة القياسي الثلاثاء بعد زيادته الشهر الماضي للمرة الأولى منذ عقد، لكبح التضخم الأسرع في الاتحاد الأوروبي.

• قال نائب محافظ البنك المركزي برناباس فيراغ في مقابلة مع موقع "بورتفوليو" الإلكتروني، إن البنك المركزي سيواصل زياداته الشهرية في أسعار الفائدة حتى يتبين أن دورة التضييق تُبطئ نمو الأسعار إلى ما يقرب من هدف التضخم عند 3% العام المقبل.
• تفوق أداء عملة الفورنت على غالبية أقرانها من الدول النامية في الأشهر الثلاثة الماضية.

من المتوقع أن يحافظ البنك المركزي النيجيري على سعر الفائدة الرئيسي للاجتماع الخامس يوم الثلاثاء، حيث يسعى لدعم تعافي أكبر اقتصاد في إفريقيا.

ستقرر غانا أيضاً السياسة النقدية الاثنين، وكينيا الأربعاء.

يتوقع جميع الاقتصاديين السبعة الذين شملهم استطلاع بلومبرغ أن تحافظ كولومبيا على أسعار الإقراض القياسية عند 1.75%، وهو أدنى مستوى تاريخي لها منذ سبتمبر من العام الماضي

• يظل ارتفاع أسعار المستهلكين مصدر القلق الرئيسي للبنك المركزي

بيانات اقتصادية

يتوقع اقتصاديون أن تعلن كوريا الجنوبية يوم الثلاثاء أن الناتج المحلي الإجمالي نما بنسبة 6.0% في الربع الثاني من العام الماضي بعد توسع بنسبة 1.9% في الأشهر الثلاثة السابقة. ويعزو المحللون هذا إلى القاعدة المنخفضة للعام الماضي. وستُصدر الأمة بيانات الإنتاج الصناعي يوم الجمعة.

على النقيض، من المتوقع أن تعلن تايوان يوم الجمعة أن نمو الناتج المحلي الإجمالي قد تباطأ إلى 6.5% في الربع الثاني من 8.9% في الأشهر الثلاثة السابقة. في حين ما تزال صادرات الجزيرة قوية، إلا أن عودة ظهور حالات كوفيد-19 منذ مايو قد تؤدي إلى تباطؤ، وفقاً لمحللين.

تصدر تايلاند بيانات رصيد الحساب الجاري لشهر يونيو الجمعة. سجلت الدولة عجزاً قدره 2.6 مليار دولار في مايو، وهو الشهر السابع من العجز بسبب نقص عائدات السياحة.

يحصل المستثمرون على أول لمحة عن أداء الاقتصاد الصيني في يوليو مع إصدار مؤشرات مديري المشتريات التصنيعية وغير التصنيعية السبت. يأتي هذا على خلفية التخفيض في نسبة متطلبات الاحتياطي الذي بدأ سريانه في 15 يوليو.

في روسيا، من المحتمل أن يتباطأ نمو مبيعات التجزئة في يونيو مع تفاقم الأزمة الصحية في البلاد.

من المتوقع أن يظهر الناتج المحلي الإجمالي غير المعدل موسمياً في المكسيك مكاسب بنسبة 19.8% في الربع الثاني. ويمكن تفسير الزيادة الحادة من خلال التأثيرات الأساسية والانتعاش القوي للخدمات.

• من المتوقع أيضاً أن تعلن المكسيك الإثنين عن ارتفاع معدلات البطالة في يونيو إلى 4.5% من 4% في الشهر السابق. تشكل هذه الزيادة علامة تحذير لثاني أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، وقد بدأ بالخروج من أسوأ انكماش منذ ما يقرب من قرن.
• في المقابل، من المحتمل أن يكون نشاطها الاقتصادي قد تسارع في مايو، مرتفعاً بما يقرب من 24% عن العام السابق في الأرقام التي ستصدر الثلاثاء.

في البرازيل، من المحتمل أن تُظهر البيانات المقرر صدورها الثلاثاء تحسناً في التجارة وفوائض الحساب الجاري والاستثمار الأجنبي خلال يونيو.

• مع ذلك، من المتوقع أن تُعلن البرازيل الخميس أن ضغوط الأسعار في ارتفاع على أساس شهري في يوليو.
• كان الريال البرازيلي هو صاحب الأداء الأفضل في الأسواق الناشئة في الأشهر الثلاثة الماضية.

تعلن تشيلي الجمعة عن أرقام البطالة، بالإضافة إلى مبيعات التجزئة وإنتاج التصنيع وإنتاج النحاس، ما سيعطي المستثمرين مؤشراً على قوة الانتعاش الاقتصادي في البلاد.

تعلن كولومبيا أيضاً عن أرقام البطالة لشهر يونيو الجمعة.

تطورات تجدر مراقبتها

يترقب متعاملون ما إذا كانت سريلانكا ستفي بالتزامات ديونها، حيث من المقرر أن تسدد الدولة مليار دولار على سنداتها بالعملة الأجنبية الثلاثاء. تزايد قلق المستثمرين بشأن قدرة الدولة الواقعة في جنوب آسيا على الوفاء بالتزاماتها، خاصة بعد أن شددت إدارة الرئيس جوتابايا راجاباكسا ضوابط رأس المال. قال البنك المركزي إنه تم اتخاذ ترتيبات لتسوية الديون، كما أعلن أجيث نيفارد كابرال وزير الدولة للمال وأسواق رأس المال الأحد أن البلاد مستعدة لتسديد الديون.

• ارتفع العائد على السندات الدولارية البالغة 6.85% المستحقة في 2024 إلى 26.8% هذا الشهر، وهو أعلى مستوى منذ مارس. وبلغ 26.3% الإثنين.

اجتمع البرلمان الماليزي للمرة الأولى هذا العام يوم الاثنين، مما أتاح للمشرعين فرصة لاستجواب رئيس الوزراء محي الدين ياسين بشأن تعامل حكومته مع الجائحة والاقتصاد.

• سيحاول محي الدين على الأرجح رفع سقف الدين إلى 65% من الناتج المحلي الإجمالي صعوداً من 60%. وستكون قدرة محي الدين على القيام بذلك بمثابة اختبار لسيطرته على البرلمان، بعد أن سحب أكبر حزب سياسي في الائتلاف الحاكم دعمه هذا الشهر، وفقاً لمذكرة من "كريدي أغريكول سي آي بي" (Credit Agricole CIB).
• قال استراتيجيو "كريدي أغريكول"، ومنهم داريوش كوفالتشيك ومقره في هونغ كونغ، في مذكرة: "إن نجح محي الدين في رفع سقف الديون، سيخفف ذلك بعضاً من عدم اليقين السياسي الذي يُثقل كاهل الرنجيت الماليزي".
• فقد الرينجت نحو 2% مقابل الدولار هذا الشهر.