تعافي السفر الجوي في آسيا من كورونا قد يستغرق 3 أعوام

time reading iconدقائق القراءة - 9
مضيفة تتحدث الى راكب على متن طائرة تايلندية شبه خالية. تعافي القطاع من آثار الوباء يتطلب نحو 3 أعوام.  - المصدر: بلومبرغ
مضيفة تتحدث الى راكب على متن طائرة تايلندية شبه خالية. تعافي القطاع من آثار الوباء يتطلب نحو 3 أعوام. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قد يتطلب اكتمال تعافي السفر الجوي الآسيوي من الدمار الذي ألحقه به وباء كورونا ثلاث سنوات أخرى، متأخراً عن مناطق أخرى، مما يجشم مصافي التكرير المنتجة لوقود الطائرات صعاباً جمّة.

وقال اتحاد النقل الجوي الدولي "إياتا" إن السفر الجوي الدولي في شتى أنحاء آسيا لن يعود إلى مستويات ما قبل الوباء حتى عام 2024، متأخراً بذلك عاماً عن وصول حركة المرور العالمية إلى ذلك. وبالمثل، قالت شركة "إنرجي أسبيكتس" (Energy Aspects) الاستشارية إن استهلاك وقود الطائرات سيصل إلى أحجام ما قبل الوباء فقط في 2023-2024.

تُسلّط الجداول الزمنية الممتدة الضوء على الصعوبات التي تواجهها آسيا، والعواقب المحتملة على وقود الطائرات، الذي يشكل تقليدياً جزءاً هاماً من سوق المنتجات النفطية. انتكس الانتعاش بسبب عدة عوامل، منها تباطؤ معدلات التطعيم في بلدان عدة، والتحديات الخاصة بالانتشار السريع لمتحوّل "دلتا"، وعمليات الإغلاق المستمرة، فيما يستمر الانتعاش في الولايات المتحدة وأوروبا. تلك العوامل كلها تعني عدم رجاحة تقديم صناعة الطيران الآسيوية دعماً كبيراً لمصافي التكرير في المنطقة التي ترزح تحت ضغوط شديدة، وهي التي تحول النفط الخام من الشرق الأوسط وأماكن أخرى إلى وقود.

بدوره قال مايور باتيل، مدير المبيعات الإقليمي لليابان ومنطقة آسيا والمحيط الهادي في شركة "أو إيه جي" (OAG) لتحليلات الطيران، إن أمريكا الشمالية وأوروبا شهدتا طلباً قوياً خلال العطلات بعد تخفيف الاتحاد الأوروبي متطلبات الحجْر الصحي والإغلاق، لكن "للأسف، لا يُمكن قول الشيء نفسه بالنسبة إلى آسيا، إذ يُحبط المعدّل المنخفض للتطعيم، والإغلاقات المفاجئة والحادّة، وعدم تنسيق الضوابط، أي محاولة حقيقية للتعافي".

في هذا الأسبوع جاوزت إندونيسيا، وهي أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا، حصيلة الهند من الحالات اليومية لوباء كورونا، ما يجعلها مركزاً جديداً لانتشار متحوّر "دلتا" شديد العدوى. كذلك تكافح ماليزيا لاحتواء تفشي المرض مؤخراً، وفرضت العاصمة الكورية الجنوبية أشد قيودها حتى الآن، في الوقت الذي تستعد فيه اليابان لاستضافة الألعاب الأولمبية بلا متفرجين.

فقاعات للسفر

ورغم إعادة بعض البلدان مثل سنغافورة التفكير في عزمها تأخير فتح اقتصادها إلى ما بعد خلوها من إصابات وباء كورونا جديدة، فإنه من المحتمل أن يستغرق استئناف السفر الدولي وقتاً أطول من بقية العالم. ومن المرجح أن تحدّث أستراليا خطة لإحداث ما يُسمّى بفقاعات للسفر، تسمح بالتنقل بين مناطق لا حجْر صحياً فيها، مع سنغافورة بحلول نهاية العام فقط، وذلك وفقاً لدبلوماسي أسترالي.

إلى ذلك، قال متحدث باسم اتحاد النقل الجوي الدولي في مقابلة عبر البريد الإلكتروني: "نتوقع استئناف حركة المسافرين الدولية في منطقة آسيا والمحيط الهادي أوائل عام 2022 على أقرب تقدير. لا نعتقد أن وضع متحوّل (دلتا) سيتحسن، لذا لا نرجّح أن تبدأ الحكومات في رفع الضوابط قبل انتشار التطعيم بما يكفي للحد من عدوى المجتمع".

هذا يعني معاناة أطول لمصافي التكرير الآسيوية، فنظراً إلى تباين درجات التعافي، بات بعضها يتطّلع إلى أوروبا والولايات المتحدة كمنفذين لتسويق وقود الطائرات، رافعين شحناتهما إليها.

بلغ هامش صناعة وقود الطائرات في آسيا مع ضعف الطلب 5.75 دولار للبرميل في تمام الساعة 2:23 بعد الظهر في سنغافورة، مقارنة مع 15.54 دولار في ديسمبر 2019، وفقاً لبيانات "بلومبرغ فير فاليو".

إلى ذلك، شكّل استخدام وقود الطائرات الآسيوي ثلث الاستهلاك العالمي عام 2019، وفقاً لـ"إنرجي أسبيكت"، كما انخفضت نسبة أرقام الرحلات الجوية المحلية والدولية الإجمالية للمنطقة في الوقت الحالي إلى 70% من مستويات ما قبل الوباء، بل وتنخفض إلى 40% فقط إذا استُبعدت الصين، وفقًا للمحلل جورج ديكس، الذي أضاف قوله: "ليس من المتوّقع أن يصل الطلب الآسيوي على الطائرات إلى مستويات ما قبل الوباء حتى 2023-2024، رغم إمكانية تعافي السفر المحلي إلى حد كبير بحلول نهاية عام 2022".

بالنظر إلى التحديات القائمة، ترى سري بارافايكاراسو من شركة استشارات الطاقة "إف جي إي" (FGE) أن مصافي التكرير الإقليمية ستستمر في إعادة توجيه الكيروسين الذي يشمل وقود الطائرات إلى أحواض زيت الغاز خلال هذا الربع السنوي، لكي تستفيد من الطلب على وقود التدفئة في الربع المقبل، مشيرة إلى أنه "لا يزال أمام التعافي الكامل للسفر الجوي الدولي طريق طويل".

تصنيفات