بلومبرغ
قال تايتشي غوتو، المدير التنفيذي الجديد لشركة "فوجي فيلم"، إن شركته اتخذت قراراً صعباً عندما تقبلت فكرة إنهاء أعمالها في مجال التصوير الرقمي والأفلام، واعتناق قطاعَي الرعاية الصحية وأشباه الموصلات. وأوضح أن هذا القرار اعتُمد العام الماضي خلال الوباء.
أفاد غوتو، الذي تولى منصبه رفيع المستوى في "فوجي فيلم" الشهر الماضي، في مقابلة يوم الأربعاء: "الرعاية الصحية والمواد التي تدخل في صناعة أشباه الموصلات ستكونان محركَي أرباحنا المستقبلية".
على مدى العقد الماضي، استثمرت "فوجي فيلم" خبرتها في مجال الأفلام والمواد الكيميائية، للانتقال إلى التشخيص الطبي وصناعة المستحضرات الصيدلانية وتزويد صناع الرقائق بالمواد اللازمة.
رغم أن هذين القطاعين أسهما في تحقيق نحو نصف مبيعات "فوجي فيلم" البالغة 2.2 تريليون ين (20 مليار دولار) في العام المالي الأخير حتى شهر مارس، فإنهما يدرّان نحو ثلثَي الدخل التشغيلي للشركة التي تتخذ من طوكيو مقراً لها.
قال غوتو: "لقد انتقلنا بصورة حاسمة نحو الرعاية الصحية. وبصرف النظر عن قطاع الرعاية الصحية فإن الأعمال المتعلقة بالمواد شبه الموصلة مثيرة جداً للاهتمام".
جدير بالذكر أن الوظيفة الأولى التي شغلها غوتو في الشركة كانت بيع الأفلام الملونة في عام 1983.
عوامل تدعم الطلب
في ظل ارتفاع عدد الأشخاص الذين يقضون وقتهم بالمنزل، ارتفع الطلب على كل شيء، من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية إلى أجهزة الكمبيوتر وأجهزة الألعاب، وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في الطلب على الرقائق، كما أدى إلى نقص في قطاعات أخرى، مثل صناعة السيارات العالمية.
في الوقت نفسه، أدى الوباء إلى زيادة الحاجة إلى المركبات الدوائية وزيادة الاستثمار في أجهزة ومعدات القطاع الطبي.
يعمل كلا الاتجاهين الآن على تعزيز وضع "فوجي فيلم"، التي خصصت 1.24 تريليون ين للاستثمار في المعدات والمرافق والبحث والتطوير خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، مع توجيه غالبية هذا المبلغ إلى قطاعات الرعاية الصحية والمعدات.
وفي الآونة الأخيرة أدار غوتو أعمال الأنظمة الطبية للشركة.
على الرغم من أن جانباً من النمو المسجل في مجال الرعاية الصحية نتج عن عمليات الاندماج والاستحواذ، فإن الاستراتيجية ذاتها لا يُحتمل تطبيقها على قطاع المواد المخصصة لصناعة الرقائق، على حد قول الرئيس التنفيذي.
أوضح غوتو: "بالنسبة إلى المواد المخصصة لصناعة أشباه الموصلات، أعتقد أننا بحاجة إلى التعمق لأبعد من مجرد عمليات الاندماج والاستحواذ، والتوجه إلى الاستثمار في البحث والتطوير". وأضاف أنه لا يزال يسعى إلى إبرام الصفقات ويضع أيضاً في اعتباره صفقات عديدة ما دام التوقيت مناسباً لذلك.
سيُخصَّص جزء أكبر من جهود الشركة لتعزيز مبيعات مواد صنع أشباه الموصلات، التي تعدّ جزءاً من قطاع المواد عالية الأداء، القطاع الذي مثّل نحو عُشر إيرادات العام الماضي. وتوقع غوتو أيضاً أن يزداد الطلب على مواد الرقائق بفضل نمو شبكات الجيل الخامس والسيارات ذاتية القيادة.
يتكون قطاع الرعاية الصحية في "فوجي فيلم" في الأساس من معدات التشخيص الطبي وتطوير العقود وتصنيع الأدوية لشركات الأدوية. هذا الأمر آتى ثماره خلال الوباء، إذ اتجهت الشركة إلى إنتاج المواد المستخدمة في اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل (بي سي آر)، وبيع مجموعات أدوات الفحص السريع، وتصنيع لقاحات "كوفيد-19". كما أنه، وبشكل غير متوقع، اعتُمد عقار "أفيجان" المضاد للإنفلونزا الذي أطلقته الشركة علاجاً موصى به لفيروس كورونا في اليابان.
وعلى الرغم من أن تحوّل الشركة إلى الرعاية الصحية والمواد الخاصة بأشباه الموصلات، بقيادة المدير التنفيذي السابق شيغيتاكا كوموري، كان مثيراً للجدل آنذاك، فإنه يُنسب إليه الفضل الآن في الحفاظ على وجود الشركة وتجنب مصير المنافِسة السابقة "إيستمان كوداك"، التي أعلنت إفلاسها قبل عقد من الزمن.
قفزت أسهم "فوجي فيلم" بنحو 50% هذا العام، بعد ارتفاع بنسبة 4% فقط في عام 2020.
عندما سُئل عما إذا كانت هناك أي فرصة لتغيير اسم "فوجي فيلم"، خصوصاً في ظل التطور الذي تشهده الشركة، استبعد غوتو الأمر تماماً.
ويقول غوتو: "الفيلم لا يتعلق بالصور فقط، فهناك فيلم مستقطب مخصص للشاشات، وفيلم طبي جاف، وفيلم مضاد للبكتيريا. فشعارنا يجمع كل هذه الأمور".