بلومبرغ
جلب منتجو البلاستيك في جميع أنحاء آسيا المزيد من المصانع لتلبية الطلب المتزايد المستمر على كل شيء من الكمامات وصولاً إلى قطع غيار السيارات، لكن استراتيجيتهم لم تترجم إلى أرباح حتى الآن.
يرجع ذلك ارتفاع تكاليف النفط الخام ومواد خام أخرى، من النفتا المصنعة من النفط إلى غاز البترول المسال. ومع زيادة تكلفة إنتاج البتروكيماويات بجانب عدم قدرة المنتجين على تمريرها إلى المستهلكين. وهو ما أدى إلى انخفاض هوامش الربحية، ودفع المصانع الصغيرة إلى التفكير في خفض معدلات التشغيل.
بشكل متزايد، يجد صانعو البلاستيك أنفسهم في مكان بالغ الازدحام، حيث تقوم المزيد من مصافي النفط بالتركيز على خامات إنتاج البلاستيك بدلاً من الوقود التقليدي مثل البنزين والديزل. دفع انتعاش أسعار النفط الخام بعد الانهيار الناجم عن الوباء، إلى ارتفاع تكاليف النفتا وغاز البترول المسال.
الحل الأمثل
يتم تصنيع البتروكيماويات، وهي اللبنات الأساسية للبلاستيك، من معالجة النفتا وغاز البترول المسال أو البروبان والبيوتان. يمكن لوحدات إنتاج البلاستيك التي هي جزء من مجمع مصفاة أكبر، الاستفادة من المواد الخام المنتجة في الموقع كمنتج ثانوي لتقطير النفط، بينما يتعين على المصانع المستقلة شراء المواد الأولية من السوق المفتوحة.
في هذا السياق، يقول أرمان أشرف، كبير المحللين في "إف جي إي" (FGE): "سيتم اختبار السوق على المدى القريب، وخاصة خلال الربع الثالث". وأضاف أشرف بأن المصانع التي لا تحتوي على نظام تكرير متكامل، وإمكانية الوصول الفوري إلى المواد الأولية بأسعار معقولة قد تضطر إلى التوقف.
يشير أشرف بقوله إن طاقة التكسير البخاري في آسيا ستزيد بنحو 20% خلال الاثني عشر شهراً حتى ديسمبر 2021. والتكسير بالبخار هو عبارة عن مصانع تقوم بتحويل النفتا وغاز البترول المسال إلى إيثيلين وبروبيلين، وهما اللبنات الأساسية للبلاستيك.
بالنسبة للوحدات التي تعتمد على غاز البترول المسال، قال متعاملون إن ارتفاع أسعار البروبان في الولايات المتحدة إلى جانب انخفاض الإمدادات من المملكة العربية السعودية بسبب انقطاع غير مخطط له أدى إلى زيادة التكاليف.
تجاوزت أسعار تداول البروبان المعيارية في الشرق الأقصى إلى 660 دولاراً للطن يوم الأربعاء، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر 2018. وارتفعت الأسعار بمقدار الثلث منذ منتصف أبريل.
شهدت آسيا، بقيادة الصين، زيادة هائلة في طاقة البتروكيماويات الجديدة. ففي كوريا الجنوبية، بدأت "جي إس كالتكس"(GS Caltex) و"إل جي تشيم" (LG Chem) عمليات التشغيل التجريبية على وحدات جديدة بطاقة مجمعة تبلغ 1.55 مليون طن سنوياً، بينما من المحتمل أن تبدأ شركة "سينوبك" الصينية في الشهر القادم تشغيل جهاز التكسير المختلط الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 800 ألف طن سنوياً. تقوم الصين أيضاً ببناء المزيد من مصانع إزالة الهيدروجين من البروبان التي تقوم بتحويل البروبان إلى بتروكيماويات.