شركة تمور فاخرة سعودية مدعومة من "LVMH" تطمح لتوسع عالمي

"بتيل" تسعى لمضاعفة إيراداتها من مقاهيها ومنافذ بيع الأطعمة 3 مرات بحلول 2029

time reading iconدقائق القراءة - 5
بدأت \"بتيل\" نشاطها كشركة لزراعة التمور أسستها عائلة السديري في ثلاثينيات القرن الماضي - المصدر: بلومبرغ
بدأت "بتيل" نشاطها كشركة لزراعة التمور أسستها عائلة السديري في ثلاثينيات القرن الماضي - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

على قمم أشجار النخيل الشامخة، يقوم عمال المزرعة التابعة لشركة "بتيل" السعودية بتلقيح الأشجار يدوياً بعناية فائقة. ومع وجود نحو 100 ألف نخلة تحتاج إلى التلقيح بغضون فترة زمنية قصيرة، يزداد الضغط بشكل خاص هذا الربيع.

تقع هذه المزرعة على بعد 250 كيلومتراً شمال غرب الرياض، وتعود لشركةٍ يرتبط ملاكها بالعائلة المالكة، حيث تخطط لتوسع عالمي كبير تحت قيادة الرئيسة التنفيذية الجديدة نورتاك أفريدي.

تسعى أفريدي إلى تعزيز إيرادات شركة "بتيل الدولية" (Bateel International LLC)، المدعومة أيضاً من شركة "إل في إم إتش" (LVMH) الفرنسية للسلع الفاخرة، من خلال مضاعفة حجم إيرادات مقاهيها ومتاجر الأغذية الفاخرة ثلاث مرات بحلول عام 2029.

التمور في نيويورك وسيؤول

يتوافق هذا التوسع، الذي يستهدف رفع عدد متاجر "بتيل" إلى أكثر من 500 متجر عالمياً من العدد الحالي الذي هو أقل من 200 متجر، مع سعي السعودية لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

وتهدف الرئيسة الجديدة إلى نقل التمور خارج منطقة الشرق الأوسط وتسويقها في كل مكان من نيويورك إلى سيؤول كوجبة خفيفة صحية.

أفريدي، التي كانت تشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة "غوديفا" (Godiva) للشوكولاتة الفاخرة حتى العام الماضي وقادت الشركة خلال فترة مزدهرة من تعزيز المبيعات، قالت في مقابلة: "نرى إمكانات هائلة للنمو خلال السنوات الخمس المقبلة".

تتربع "بتيل" على صدارة الفئة الفاخرة من سوق متنامية لمبيعات التمور -التي تُعدُّ تقليدياً طعاماً أساسياً- وتبيع علب هدايا من التمور المحشوة بالمكسرات أو المغطاة بالشوكولاتة.

وتسعى مقاهيها الفاخرة، المستوحاة من أجواء البحر الأبيض المتوسط، ​​لإضفاء لمسة شرق أوسطية على الأطباق الكلاسيكية الشهيرة، كتقديم خل التمر البلسمي، أو حلوى الميلفاي المزودة بطبقة رقيقة من معجون التمر.

هذا الطلب المتزايد على التمور لفت انتباه الحكومة، وجذب اهتماماً أكبر إلى "بتيل"، بما في ذلك من الصندوق السيادي، والذي أفادت تقارير في 2019 عن اهتمامه بالاستحواذ على الشركة، لكن المحادثات لم تتقدم.

تمويل التوسع من التدفقات الداخلية

تفصح أفريدي أنه يمكن تمويل خطط التوسع من التدفقات النقدية الداخلية. رافضةً التعليق، في المقابل، على تقارير تفيد بأن "إل كاتيرتون" (L Catterton)، وحدة الملكية الخاصة التابعة لشركة "إل في إم إتش"، تدرس بيع حصتها في "بتيل" التي استحوذت عليها عام 2014. وأضافت: "لطالما كانت إل كاتيرتون شريكاً طويل الأمد، ورغم أن القرار يعود لهم، إلا أنني أعتقد أنهم ما زالوا يرون إمكانيات نمو كبيرة في بتيل".

بدأت الثمار الأولى لحملة "بتيل" التوسعية في الظهور بالفعل، حيث قُوبل افتتاح متجر جديد في العاصمة الكورية سيؤول في نوفمبر بترحيب كبير من الزبائن الذين اصطفوا في طوابير طويلة. وتبحث الشركة عن مواقع جديدة حول العالم لافتتاح متاجر مماثلة.

وتتضمن الخطط أيضاً زيادة عدد أشجار النخيل بمزارعها في السعودية بمقدار الضعف، وبناء منشأة تصنيع جديدة في المملكة لتعزيز الإمدادات. وتُجهّز الشركة بالفعل سلاسل التوريد للنمو المتوقع في أعمالها.

إنتاج سعودي كبير للتمور

تنتج المملكة العربية السعودية ثلاثة مليارات طن من التمور سنوياً، يُصدّر نصفها إلى الخارج تقريباً. وأطلق صندوق الاستثمارات العامة مشروباً غازياً بطعم الكولا مصنوعاً من التمر في ديسمبر في إطار جهوده لتعزيز إنتاجه وصادراته.

تعود جذور شركة "بتيل" إلى حوالي 80 عاماً، عندما زرع عبدالرحمن السديري بستاناً للتمور في إحدى ضواحي الرياض، وهو شقيق الأميرة حصة بنت أحمد السديري، زوجة الملك عبدالعزيز، مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة، وجدة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

يجدر التأكيد بأنه لا تربط الشركة أي صلة رسمية بالحكومة السعودية، وهي لا تعتمد في خطط نموها على أي دعم حكومي.

تتحدى مزارع "بتيل" الصورة الشائعة عن الطبيعة الصحراوية للبلاد، حيث يجمع سدٌّ بنته الشركة مياه الأمطار من الجبال المجاورة، ويوجهها لتجديد طبقات المياه الجوفية، وهي خطوة حاسمة نحو الزراعة المستدامة، ومنع استنزاف المياه الجوفية.

وتعتمد الخطة التوسعية العالمية للشركة إلى حدٍّ كبير على التنمية السريعة لمزارع "بتيل". وبينما كانت تستكشف المساحة الشاسعة من الأراضي الزراعية؛ قالت أفريدي: "نحن بحاجة إلى المزيد من التمور، حيث تنمو مبيعاتنا بالفعل بنسبة 25% سنوياً". 

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.