بلومبرغ
خفّضت الولايات المتحدة تصنيف سلامة الطيران في المكسيك، مما يحظر توسيع الرحلات الجوية من شركات الطيران الأمريكية إلى جارتها الشمالية.
تعتبر الخطوة، التي اتخذتها إدارة الطيران الفيدرالية، بمثابة ضربة رمزية للمكسيك، في وقت أصبحت تشكل فيه أكبر سوق سفر دولية مع الولايات المتحدة، وقد تؤدي لإلغاء الاتفاقيات التجارية بين شركات طيران البلدين.
يمكن أن تستمر الرحلات الجوية المجدولة حالياً إلى الولايات المتحدة على "طيران المكسيك" و "طيران فولاريس"، لكن لا يمكن للشركتين إضافة رحلات جديدة. كما يمكن أن تنهي هذه الخطوة أيضاً قدرة "خطوط دلتا الجوية" الأمريكية على بيع تذاكر رحلات على "طيران المكسيك"، كذلك يمكن أن تنتهي أيضاً اتفاقية تعاون مماثلة بين "طيران فولاريس" و "خطوط فرونتير الجوية".
معايير التدقيق
تنضم المكسيك، بعد هذه الخطوة، إلى ثماني دول أخرى مدرجة، لما تسميه إدارة الطيران الفيدرالية "الفئة 2"، نظراً لعدم استيفائها معايير السلامة الدولية، بما في ذلك بنغلاديش وباكستان وفنزويلا وتايلاند. وتبحث عمليات تدقيق إدارة الطيران الفيدرالية، فيما إذا كانت الدول لديها لوائح طيران كافية وتتمتع بالقدرة على إنفاذها. وتم وضع المعايير من قبل منظمة الطيران المدني الدولي، التابعة للأمم المتحدة.
إدارة الطيران الفيدرالية أكدت في بيان انها ستزيد من رقابتها على رحلات الخطوط الجوية المكسيكية إلى الولايات المتحدة، مؤكدةً في الوقت عينه أنها ملتزمة بمساعدة هيئة الطيران المكسيكية على تحسين نظام مراقبة السلامة الخاص بها.
معايير السلامة الدولية
لم تشر إدارة الطيران الفيدرالية إلى مشاكل محددة وجدتها خلال عملية تدقيق لشركات الطيران المكسيكية من أكتوبر حتى فبراير، لكنها أفصحت فقط أنها حددت مجالات متعددة لم تلتزم فيها جارتها بالحد الأدنى من المعايير الدولية. وتبحث عمليات التدقيق في قضايا مثل الخبرة الفنية للمنظمين، والتدريب، والسجلات، وإجراءات التفتيش.
وانخفضت سندات طيران المكسيك المستحقة في عام 2025 بمقدار 0.3 سنت على الدولار إلى 75.1 سنتاً، لتواصل الانخفاض إلى 0.9 سنت.
بإمكان المكسيك استعادة تصنيفها الجيد من قِبل المنظمين الأمريكيين، عبر معالجة المجالات التي تم تحديدها خلال التدقيق. ففي عام 2010 تم تخفيض تصنيف الدولة من قبل إدارة الطيران الفيدرالية، لكن أعيدت في غضون عدة أشهر. وفي سياق متصل، من المقرر أن تزور نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، المكسيك في أوائل يونيو.
في أعقاب جائحة كوفيد-19، التي حدت بشدة من السفر الدولي بين الولايات المتحدة ودول أخرى، كانت المكسيك هي النقطة المضيئة الوحيدة. ووفقاً للبيانات التي نشرتها مجموعة الخطوط الجوية الأمريكية التجارية في الشهر الماضي، سافر ما يقرب من 2.3 مليون شخص بين الولايات المتحدة والمكسيك. وجاءت جمهورية الدومينيكان في المرتبة الثانية كأعلى دولة، حيث كان عدد المسافرين بين البلدين 606 آلاف.
وكانت مدينة كانكون الوجهة الرائدة بين الولايات المتحدة وأي مطار أجنبي. كما أنه من بين أفضل سبع وجهات دولية للأمريكيين، كانت خمسة منها مكسيكية، وفقاً لبيانات "إيرلاينز فور أمريكا".
يجدر التنويه بأنه لن يكون لإجراءات إدارة الطيران الفيدرالية أي تأثير مباشر على شركات الطيران الأمريكية، والتي يمكنها الاستمرار في تقديم الخدمات من وإلى المدن المكسيكية، وقد تزيد من الرحلات الجوية.
ومع تقليص الرحلات إلى أوروبا وكندا ومناطق أخرى بشدة، تقوم شركات الطيران الأمريكية الآن بنقل حوالي 11% من الركاب إلى وجهات مكسيكية أكثر من نفس الفترة في مايو 2019 قبل الوباء، وفقاً لـ"إيرلاينز فور أمريكا".
من جهته، أكد المتحدث بإسم طيران "دلتا" مورغان دورانت، أن الأشخاص الذين اشتروا تذاكر عبر شركته لرحلات على متن "طيران المكسيك" لن يحتاجوا إلى اتخاذ أي إجراء، ولكن قد تضطر شركة الطيران إلى إعادة إصدار تذاكرهم.