بينها "أرامكو".. ماذا ينتظر الشركات التريليونية في عام 2025؟

تدخل هذه الشركات العام الجديد محملة بتحديات عدة خصوصاً مع كثافة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي

time reading iconدقائق القراءة - 20
شعار شركة \"أبل\" معروض على شاشة خلال مؤتمر مطوري \"أبل\" العالمي (WWDC) في سان خوسيه، كاليفورنيا، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
شعار شركة "أبل" معروض على شاشة خلال مؤتمر مطوري "أبل" العالمي (WWDC) في سان خوسيه، كاليفورنيا، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
واشنطن -حسن يحيى

يعج العالم بالشركات التي تزيد قيمتها السوقية عن مليار دولار، لكن الشركات التريليونية يمكن عدها على الأصابع. 

ومع دخولها العام الجديد، تواجه العديد من هذه الشركات خيارات مفصلية من شأنها أن تحدد ما إذا كانت ستخرج من نادي التريليون دولار، أم تواصل زيادة قيمتها السوقية بدعمٍ من رهانات قامت بها، خصوصاً على الذكاء الاصطناعي.

"أبل" ورهان الذكاء الاصطناعي 

أبرز هذه الشركات وأكبرها هي "أبل". إذ استفادت الشركة من المستوى القياسي الذي بلغته أسهمها في جلسة الأربعاء، ما جعلها أقرب إلى عتبة 4 تريليونات دولار. ولكن العام الجديد لن يكون مساراً ممهداً أمام الشركة، إذ تحتاج إلى الإجابة عن العديد من التساؤلات، وتذليل بعض العقبات. 

أبرز هذه التحديات تتمثل في قدرتها على الاستفادة مستقبلاً من انتعاش مبيعات الهواتف الذكية، في ظل ارتفاع حجم المنافسة.

رأت شركة الأبحاث "آي دي سي" أن الشركة تمكنت بصعوبة من تحقيق نمو في مبيعات الهواتف الذكية خلال السنة الجارية، وذلك رغم انتعاش السوق بعد ركود.

ظهرت هذه الصعوبات من خلال إعلان نتائج الربع الرابع. فرغم أنها جاءت متوافقة مع تقديرات وول ستريت، إلا أن الإيرادات من الصين، ثالث أكبر منطقة مدرة للإيرادات، انخفضت قليلاً إلى 15 مليار دولار، ما يسلط الضوء على المنافسة المتزايدة من الشركات في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. 

المنافسة ليست التحدي الوحيد، إذ تُعتبر أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية "متأخرة" في مجال دمج الذكاء الاصطناعي في هواتفها، مقارنة بنظيراتها في كل مكان. 

في سبتمبر الماضي، بدأت الشركة توزيع أحدث إصدار من هواتف "أيفون 16"، ولكن من دون ميزات الذكاء الاصطناعي "أبل إنتلجنس" (Apple Intelligence) التي كانت الشركة أعلنت عنها في يونيو، وتروج لها منذ ذلك الحين.

رغم تأخرها في إطلاق خدمات الذكاء الاصطناعي، إلا أن الشركة تواجه أيضاً مشكلة ثانية في هذا السياق. إذ قال الرئيس التنفيذي تيم كوك في يونيو الماضي، إنه لن يدعي أبداً أن الذكاء الاصطناعي الخاص بالشركة "آمن 100% من الهلوسات".

العوامل الاقتصادية الأساسية ليست الوحيدة التي ستقلق "أبل" في العام الجديد، فمع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وتعهده بتصعيد معركة الرسوم الجمركية من الصين، فإن الشركة تحتاج إلى تسريع الخطى لتنويع سلاسل إمدادها بعيداً عن الصين.

لا تقف متاعب الشركة عند هذا الحد، إذ تواجه أكبر شركة في العالم ضغوطاً متزايدة من قبل الاتحاد الأوروبي، لجعل نظام تشغيلها أكثر توافقاً مع منتجات الشركات الأخرى، كما هددها بفرض غرامات ثقيلة في حال عدم الامتثال لهذا الأمر. وتواجه الشركة بالفعل تحقيقاً موازياً بشأن قواعد متجر التطبيقات الخاص بها للمطورين، والذي من المتوقع أن يتضمن أيضاً عقوبة كبيرة.

"إنفيديا" وأزمة رهانها

استمتعت شركة "إنفيديا" بعام ممتاز إذ ارتفعت أسهمها بما يصل إلى 173% خلال السنة. هذا الارتفاع وضعها لوقت قصير، على عرش أعلى الشركات من حيث القيمة السوقية. 

ولكن عام 2025 قد يكون مفصلياً بالنسبة للشركة التي تُعتبر رائدة في تصنيع الرقائق الضرورية لتطوير الذكاء الاصطناعي.

بداية، تواجه الشركة بعض المشكلات في تصميم أرفف الخوادم لوحدة معالجة الرسومات الجديدة الخاصة بها "بلاكويل"، ما أثار مخاوف من احتمال حدوث تأخيرات في الإنتاج.

ورغم أن الشركة لم تعلق على هذه الأخبار، كما لم تخطر عملاءها بوجود أي تأخيرات في التسليم، إلا أنها ليست المرة الأولى التي تواجه مشكلات في هذا التصميم. وفي وقت سابق، أدت العقبات الهندسية في التصميم إلى إبطاء عملية الإطلاق بنحو ربع واحد على الأقل.

زخم الذكاء الاصطناعي دفع الشركات العاملة في القطاع إلى الاستثمار بكثافة في تصنيع الرقائق، وهو ما يزيد من ضغوط المنافسة على الشركة الأميركية. تصاعد زخم المنافسة أشار إليها  بول ميكس، كبير استراتيجيي الاستثمار لدى "هارفرد بورتفوليو مانجمنت"، متوقعاً في تصريح لـ"الشرق"، أن يشهد عام 2025 نمواً يتراوح بين 20% و40% بإيرادات "إنفيديا"، وأن تستمر الشركة بكونها صاحبة أكبر حصة سوقية رغم توجه بعض الشركات، مثل "ألفابت" و"أمازون"، لتصميم رقائقها الخاصة. 

ورأى أن هناك شركات منافسة لـ"إنفيديا" قد تكتسب بعض الزخم في 2025، على غرار "إيه إم دي"، و"مايكرون"، و"برودكوم"، و"تي إس إم سي"، و"مارفل"، و"سامسونغ"، و"إس كي هاينكس".

ولكن هذه ليست سوى قمة جبل الجليد بالنسبة للشركة، فالقطاع بشكل عام يواجه تحديات مباشرة في العام المقبل. أبرز هذه التحديات تتمثل في أن أداء نماذج كبار مطوري الذكاء الاصطناعي لا يتحسن بنفس القدر الكبير الذي اعتادت هذه الشركات عليه. 

أبلغ مسؤولون تنفيذيون في شركات كبرى، على غرار "أوبن إيه آي" و"جوجل"، كاتبة الرأي في "بلومبرغ" بارمي أولسون، أن تطوير الذكاء الاصطناعي لم يصل إلى مرحلة الثبات. وأضافت أن المخاوف التي سادت لفترة طويلة من تضاؤل عوائد الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو ما تنبأ به بيل غيتس نفسه، تتحقق الآن.

من جهته، قال إيليا سوتسكيفر، أيقونة الذكاء الاصطناعي ومروج فكرة "الأكبر أفضل" لبناء نماذج لغوية كبيرة، لوكالة "رويترز"، إن هذا الاتجاه بلغ مداه الأقصى. وقال إن "العقد الثاني (من الألفية الحالية) كان عصر التوسع. أما الآن فقد عدنا إلى عصر التساؤل والاكتشاف"، وهو ما رأت الكاتبة أنه طريقة إيجابية لقول "لا فكرة لدينا عن الخطوة التالية".

وبطبيعة الحال، فإن أي تباطؤ في عمليات تطوير الذكاء الاصطناعي، سيعني حكماً تباطؤاً بالنسبة للشركة التي تصنع الرقائق التي تشغله. 

"مايكروسوفت" والمحافظة على النمو

لا تختلف التحديات التي تواجه ثالث أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، عن تلك التي تواجه "إنفيديا" رغم اختلاف نمط أعمالهما. 

راهنت "مايكروسوفت" بكثافة على الذكاء الاصطناعي، واستثمرت في العديد من الشركات، من بينها 10 مليارات دولار في "أوبن إيه آي" المطورة لـ"تشات جي بي تي". ودمجت الشركة خدمات روبوت الدردشة في أنظمتها للحوسبة السحابية، بالإضافة إلى البرامج الخاصة بها مثل "أوفيس"، وهو أمر أثر إيجاباً على إيرادات الشركة في الربع الرابع من السنة.

بعيداً عن رهانات الذكاء الاصطناعي، فإن الشركة ستواجه تحدياً يتمثل في المحافظة على النمو الذي سجله قسم الحوسبة السحابية، والذي أظهر في الربع الذي انتهى في 30 سبتمبر، تباطؤاً في توليد الإيرادات. 

لحل هذه المعضلة، تعمل الشركة على تجنيد عدد كافٍ من العملاء الذين لديهم استعداد للدفع مقابل البرامج والخدمات المحسنة، بهدف دفع نمو "مايكروسوفت" لسنوات قادمة.

"أمازون" وتحديات أسعار الفائدة

نظراً إلى تعدد القطاعات التي تعمل فيها "أمازون"، فهي تواجه العديد من التحديات. 

تتشارك "أمازون" مع شركات التكنولوجيا الأخرى في التحديات المرتبطة بقطاع الذكاء الاصطناعي، خصوصاً أنها أيضاً استثمرت بكثافة في القطاع، وأعلنت في أغسطس الماضي، أنها تخطط لمواصلة الإنفاق الكبير على الذكاء الاصطناعي، حتى على حساب الأرباح قصيرة الأجل، وهو ما محا 21 مليار دولار من ثروة بيزوس آنذاك.

ولكن الشركة التي تعمل أيضاً في قطاع التجزئة تواجه تحدياً فريداً. هذا التحدي يتمثل في قلب الاحتياطي الفيدرالي لخطابه بشأن الاقتصاد، وهو ما يمكن أن يؤثر على إنفاق المستهلكين الذي يُعتبر حيوياً للشركة. 

بعدما كانت التوقعات تشير إلى أن الفيدرالي يتجه خلال العام المقبل لخفض أسعار الفائدة بنحو نقطة مئوية كاملة، خرج جيروم باول في مؤتمره الصحفي الأخير ليقلب الطاولة. بات المسؤولون يتوقعون إجراء خفضين بمعدل ربع نقطة مئوية لكل خفض، خلال العام بأكمله. 

يتزامن هذا التغير مع قدوم ترمب والتأثيرات المحتملة لسياساته الاقتصادية القائمة على الرسوم الجمركية، على التضخم وسوق العمل في أكبر اقتصاد في العالم، وهي أمور من شأنها الضغط على الإنفاق الاستهلاكي حول العالم.

تحديات بالجملة أمام "ألفابت"

تتربع شركة "ألفابت" منذ سنوات على عرش محركات البحث. ولكن القطاع يشهد منافسة متزايدة، ما من شأنه أن يؤثر على نموذج أعمال الشركة القائم بأغلبيته على الإعلانات.

بدأت الشركات المسؤولة عن تطوير روبوتات الدردشة بوضع عينها على كعكة محركات البحث، وكمثال على ذلك أطلقت "أوبن إيه آي" مؤخراً خدمة محرك البحث داخل روبوت الدردشة الخاص بها "تشات جي بي تي".

المنافسة ليست الهم الوحيد أمام الشركة، إذ تضغط وزارة العدل الأميركية على الشركة لتفكيك متصفحها الشهير "كروم" الذي يُعتبر عنصراً أساسياً في منظومة الإعلانات الخاصة بها. كما تشمل المقترحات الأخرى أيضاً فرض تدابير إضافية تتعلق بتقنيات الذكاء الاصطناعي ونظام تشغيل الهواتف الذكية "أندرويد"، وفق بلومبرغ.

بالإضافة لما سبق، فإن الشركة ستدخل العام الجديد وسط خلافات قانونية في أوروبا أيضاً، خصوصاً مع عزم المملكة المتحدة إطلاق تحقيق بشأن هيمنة كلّ من "أبل" و"جوجل" على متصفحات الهواتف الذكية.

بعيداً عن الإعلانات، فإن الشركة وسعت نشاطها لتطال الحوسبة السحابية، لتصبح في المرتبة الثالثة من حيث حصتها في السوق. هذا القطاع الذي لا يزال في طور النمو في الشركة، يشهد منافسة ضخمة من لاعبين أكبر من "ألفابت" حجماً وأكثر رسوخاً في القطاع، وهما "أمازون" و"مايكروسوفت".

"أرامكو السعودية" وتعزيز مساهمة الغاز

تتمتع "أرامكو" بوضع خاص داخل نادي الشركات التريليونية. فهي الشركة العربية الوحيدة في هذا المؤشر، والوحيدة أيضاً التي تعمل في مجال النفط. 

اعتمدت أكبر شركة طاقة في العالم من حيث القيمة السوقية، خلال السنوات الماضية، على استراتيجية مشابهة لاستراتيجية بلدها الأم السعودية، وذلك عبر تنويع مصادر الدخل. ولجأت الشركة إلى الاستثمار بكثافة في قطاع البتروكيماويات داخل المملكة وخارجها، بالإضافة إلى تعزيز مكانتها في إنتاج الغاز بدعمٍ من حقل "الجافورة" بشكلٍ أساسي، بموازاة التوسع بصفقات الاستثمار في مشاريع الغاز الطبيعي المسال، وفق تصريحات سابقة لأمين الناصر، الرئيس وكبير الإداريين للشركة.

وكان زياد المرشد، النائب التنفيذي للرئيس وكبير الإداريين الماليين، توقع في أغسطس أن تبدأ المرحلة الأولى من إنتاج حقل الجافورة وكذلك معمل رأس تناقيب عام 2025؛ مضيفاً: "كما قمنا بترسية عقود تنفيذ المرحلة الثالثة من شبكة الغاز الرئيسة". 

تستهدف المملكة رفع قدرتها الإنتاجية من الغاز بنحو 63% بحلول 2030 لتبلغ 21.3 مليار قدم مكعب يومياً، من نحو 13.5 مليار قدم مكعب حالياً، كما أعلن وزير الطاقة  الأمير عبدالعزيز بن سلمان في تصريح سابق.

هذه الزيادة من شأنها أن تنعكس إيجاباً على إيرادات الشركة، كما يمكن لها، بالإضافة إلى عائدات الاستثمارات التي تقوم بها، أن تحدث تغييراً عميقاً في هيكلية الإيرادات، وقد تساهم في مواجهة تحديات العام الجديد، وأبرزها آفاق سوق النفط.

تشير توقعات إلى أن سوق النفط قد تشهد فائضاً في المعروض خلال العام المقبل، رغم تأجيل تحالف "أوبك+" لزيادات الإنتاج حتى أبريل، وذلك بفعل زيادة الإمدادات من الدول خارج التحالف وخصوصاً الولايات المتحدة، ما من شأنه الضغط على الأسعار. كما تزيد الصين أكبر مستورد للخام، من تعقيدات السوق، خصوصاً وسط ضعف اقتصادها، وخيبة الأمل الكبيرة من حزم التحفيز التي أعلنت عنها سابقاً. 

وعليه، فإن أي ضغوط على الأسعار من شأنها أن تؤثر على الإيرادات النفطية، كما تضغط على قدرة الشركة في الحفاظ على معدلات توزيعات الأرباح الفصلية. لكن "أرامكو" تتوجه إلى زيادة مستوى الديون، مع التركيز على تحقيق "القيمة والنمو" في توزيعات الأرباح، وفقاً لما قاله المرشد في مقابلة مع "بلومبرغ" نوفمبر الماضي. 

تُظهر بيانات "بلومبرغ إنتليجنس" أن نسبة الرافعة المالية لدى "أرامكو" -أي نسبة صافي الديون إلى حقوق الملكية- تبلغ نحو 2%، وهي منخفضة مقارنةً بنسبة تتجاوز 10% لدى معظم شركات النفط العالمية الكبرى.

"ميتا" والبيانات

الموازنة بين الاستثمارات الضخمة في تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، ومن جانب آخر، الحرص على نمو الأعمال الأساسية في الإعلانات الرقمية، يمثل التحدي الأبرز بالنسبة لشركة "ميتا"، تماماً كغيرها من الشركات العاملة في هذا المجال. 

كما أن الشركة التي تبلغ قيمتها نحو 1.5 تريليون دولار، تواجه مشكلات قانونية في الاتحاد الأوروبي الذي أقر مؤخراً قانون الأسواق الرقمية، والذي غرمها مؤخراً 798 مليون يورو بسبب هيمنتها على الإعلانات المبوبة.

واجهت الشركة فضائح عدة مرتبطة بتسريب البيانات، كان أبرزها فضيحة " كامبريدج أناليتيكا" المرتبطة بمشاركة بيانات 87 مليون مستخدم مع شركة الاستشارات البريطانية التي تحمل الاسم نفسه.

هذه الفضائح لا تزال تطاردها، إذ تواجه الشركة خطر مطالبات تعويض من آلاف المستخدمين في ألمانيا بعد خسارتها دعوى قضائية مرتبطة بفضيحة تسريب بيانات تخص نصف مليار شخص في 2021.

"تسلا" وتأثير إيلون ماسك

شركة "تسلا" ليست كغيرها من الشركات، خصوصاً أن رئيسها إيلون ماسك ليس كنظرائه. 

منذ نحو شهرين، كانت أسهم شركة "تسلا" تتجه لتسجيل ثالث خسارة سنوية في تاريخها الممتد لأكثر من خمسة عشر عاماً كشركة عامة، وذلك تحت ضغط من عدم استقرار الطلب على سياراتها، وغموض بشأن مستقبل السيارات الكهربائية عموماً. لكن، ومن دون حدوث أي تغيير جذري في نظام عملها أو في قيادتها، ومن دون زيادة في المبيعات أو التسليمات، حدث انتعاش مذهل للأسهم أضاف نحو 572 مليار دولار إلى قيمتها السوقية.

تشير "بلومبرغ" إلى أن توقعات أرباح وإيرادات صانعة السيارات الكهربائية لعامي 2025 و2026 انخفضت، ولا يزال من غير الواضح متى ستبدأ سيارات الأجرة الآلية في جني الأموال. 

هذا الغموض أثار قلقاً لدى بعض المستثمرين من أن القيمة السوقية الضخمة لشركة "تسلا" مبنية على أسس غير مستقرة. 

رغم ذلك، فإن المحللين في "وول ستريت" رفعوا أهدافهم السعرية للسهم بشكل كبير. وهم يرون أن البيت الأبيض بقيادة ترمب يمثل نقطة تحول في مجال تكنولوجيا القيادة الذاتية، وأن تحالف رئيس "تسلا" مع الإدارة الجديدة، يفيد الشركة من خلال تخفيف القيود التنظيمية.

رغم أن ماسك أصبح مستشاراً رئيسياً لترمب، إلا أن الإدارة المقبلة تريد خفض الدعم الفيدرالي للسيارات الكهربائية، مما سيجعل المركبات، والتي تُعد باهظة الثمن بالفعل، أكثر تكلفةً من السيارات التي تعمل بالوقود. مع الإشارة إلى أن ثلثي مبيعات "تسلا" في الولايات المتحدة، أو حوالي 20% من مبيعاتها العالمية، تستفيد من الإعفاء الضريبي.

رغم هذه الظروف، إلا أن "تسلا" من الشركات القليلة التي لا يمكن تحديد آفاقها على المدى القصير، خصوصاً لأن تغلبها على التحديات عموماً مرتبط بمدى قدرة ماسك على التأثير في السياسات الأميركية الجديدة.

"برودكوم" وزيادة العملاء

تُعد "برودكوم" أكبر مصمم للدوائر المتكاملة المخصصة للتطبيقات (ASIC)، وهي رقائق تُصمم لغرض معين يحدده العميل. وتشمل قائمة عملائها الرئيسيين "جوجل" التابعة لشركة "ألفابت"، بالإضافة إلى "ميتا بلاتفورمز".

عندما سُئل الرئيس التنفيذي لـ"برودكوم"، هوك تان في وقت سابق، عما إذا كان قد حصل على عملاء جدد في ظل الطلب الكبير على تدريب الذكاء الاصطناعي، قال إنه لن يضيف عملاء جدداً إلا عند وصول المشاريع إلى مرحلة الشحن بكميات كبيرة.

الشركة التي انضمت حديثاً إلى نادي الشركات التريليونية، تواجه تحديات مشابهة لما تواجهه شركات صناعة الرقائق. ولكن هناك تحدياً آخر يلوح في الأفق، يتمثل في سعي غالبية الشركات المستهلكة للرقائق إلى تصنيع رقائق خاصة بها، وهو ما قد يحد من الطلب الذي توقعته الشركة على رقائقها.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تصريحات تان بحد ذاتها تشكل تحدياً، خصوصاً في ظل المنافسة الشرسة في القطاع، ما يعني أن أي تأخر في الإنتاج وإضافة عملاء جدد، من شأنه أن يقلل من الحصة السوقية الخاصة بالشركة. 

والحال، أن الشركات التريليونية، باستثناء "أرامكو"، تواجه تقريباً نفس التحديات على المدى القصير، نظراً إلى أنها استثمرت بقوة في مجال الذكاء الاصطناعي. 

وطالما أن الرهان على الذكاء الاصطناعي لا يزال غير محسوم النتيجة، فإن هذه الشركات قادرة على مواصلة مسيرتها بقوة وتحقيق ارتفاعات جديدة في القيمة. ولكن الخطر الرئيسي على هذه الشركات، والاقتصاد العالمي بطبيعة الحال، يتمثل في سيناريو فشل الرهان على الذكاء الاصطناعي، إذ من الممكن في هذه الحالة رؤية أسماء أخرى على هذه اللائحة، تماماً كما كان الحال عندما كانت شركات النفط تهيمن سابقاً على عرش أعلى الشركات قيمة سوقية.

تصنيفات

قصص قد تهمك