رويترز
قال مسؤولان تنفيذيان ومصدر كبير في قطاع صناعة الأسمنت، إن الحكومة المصرية اقترحت أن تخفض شركات صناعة الأسمنت إنتاجها 10% على الأقل لدعم الموارد المالية التي أضرت بها بشدة تخمة معروض آخذة في الاتساع.
زادت الطاقة الإنتاجية للأسمنت المصري إلى ما بين 85 و87 مليون طن سنوياً على مدى السنوات الثلاث الأخيرة بعد افتتاح مصنع بني سويف المملوك للجيش والبالغة طاقته 13 مليون طن سنوياً، حتى مع انخفاض المبيعات إلى أقل من نصف هذا المستوى، وفقاً للمسؤولين التنفيذيين. يُنظر إلى قطاع الأسمنت، حيث لعديد من الشركات الأجنبية موطئ قدم، كمؤشر لانفتاح مصر على الاستثمار الخارجي.
قال المسؤولان التنفيذيان، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتيهما، إن التخفيضات المقترحة تبدو غير عادلة للشركات المملوكة ملكية أجنبية مثل شركتيهما اللتين لهما حضور أقدم في مصر. ولم تردّ وزارة التجارة والصناعة المصرية على طلب للتعليق.
صيغة غير عادلة
بموجب الصيغة المقترحة الشهر الماضي، يخفض كل صانع أسمنت الإنتاج بمقدار أساسي يبلغ 10.52%. وقال أحد التنفيذيين إنهم سيخفضون 3.71% إضافية لكل خط إنتاج و0.65% عن كل سنة تشغيل للخط.
وأضاف أن ذلك سيصل بنسبة تخفيضات الإنتاج إلى 14% على الأقل، وربما أكثر من مثلَي ذلك للمصانع الأكبر والأقدم. وقال إن من غير الواضح ما إذا كانت بداية التشغيل ستكون من واقع عمر المصنع أم تاريخ خصخصته أم تاريخ تولي المستثمرين الحاليين شؤونه.
وقال المسؤول التنفيذي الثاني: "يرحّب القطاع ترحيباً كبيراً بوجود نوع من التدخل الحكومي"، لكنه أضاف: "لا نعتقد أن (هذه الصيغة) تحديداً عادلة؛ إنها منحازة لبعض اللاعبين المحليين في الوقت الحالي".
المسؤولان التنفيذيان ذكرا أن صانعي الأسمنت طلبوا توضيحات من الحكومة وينتظرون الرد.
حضور أجنبي
استثمرت شركات الأسمنت الأجنبية بكثافة في مصر بعد مبادرة الخصخصة التي بدأت في التسعينيات. ومن هذه الشركات "هايدلبرغ" الألمانية و"فيكات" الفرنسية و"لافارج هولسيم" السويسرية و"تيتان" اليونانية و"سيمكس" المكسيكية. وأنشأ لاعبون محليون مصانعهم الخاصة في وقت لاحق.
وقال أحمد أبو هشيمة عضو البرلمان المصري لوسائل إعلام محلية في سبتمبر، إن مصنعاً آخر بطاقة مليونَي طن سيبدأ العمل هذا العام في محافظة سوهاج الواقعة على بعد 400 كيلومتر جنوبي القاهرة. وأبو هشيمة هو الرئيس التنفيذي لهذا المصنع.
مصادر بقطاع الأسمنت في سوهاج ذكرت أن المصنع المملوك لشركة "أسمنت المصريين" بدأ الإنتاج التجريبي خلال الأسابيع القليلة الماضية، ومن المقرر أن يبدأ الشحن قريباً. ولم يردّ مسؤولو الشركة على استفسارات أُرسلت إليهم.
وتشكو شركات الأسمنت من إفراط في الإنتاج حتى من قبل إنشاء مصنع بني سويف. وتراجعت مبيعات الأسمنت السنوية إلى 41.7 مليون طن في 2020 من 43.8 مليون طن في 2019، وفقاً لإحصاءات البنك المركزي المصري. وبلغت المبيعات 49.5 مليون طن في 2017، وهو العام الأخير قبل تشغيل مصنع بني سويف. وتضررت مبيعات العام الماضي من جائحة فيروس كورونا.