صعوبة الحصول على تمويل أولى تداعيات الاتهامات الأميركية لأداني

القضية قد تتسبب في تعقيد العلاقات بين الهند والولايات المتحدة

time reading iconدقائق القراءة - 5
المصدر:

الشرق

قد تكون الضربة الأولى التي يتلقاها غوتام أداني من لائحة الاتهامات الأميركية ضد مجموعته "أداني غروب"، هي صعوبة الحصول على تمويلات ما قد يهدد نمو أعمالها داخل الهند وخارجها، ويحول دون تحقيق تطلعاتها إلى التوسع في استثمارات عالمية كبرى. كان هذا محور حوار "تقرير آسيا" على شاشة "الشرق" لهذا الأسبوع.

مانيشي رايشودوري، الرئيس التنفيذي في "إمير كابيتال بارتنرز" ( Emmer Capital Partners)، يرى أن الاتهامات الأميركية للمجموعة قد تترك أثراً كبيراً على قدرة المجموعة في جمع الأموال من البنوك ومؤسسات التمويل، كما أن "مخاوف تتعلق بالفساد أو مشكلات الحوكمة قد تجعل المستثمرين، سواءً المحليين أو الدوليين، يفكرون مرتين قبل الاستثمار في المجموعة أو المشاريع التي تنفذها". مشيراً إلى  أن الحصول على تمويلات عامل محوري في نمو المجموعة، خاصة وأنها تنخرط في مشروعات تتطلب رؤوس أموال ضخمة.

وجه المدعون الأميركيون اتهامات لمجموعة "أداني غروب" بالتورط في دفع رشاوى بـ250 مليون دولار لمسؤولين حكوميين في الهند للفوز بعقود للطاقة الشمسية، مع إخفاء هذا المخطط عن المستثمرين الأميركيين. يُجرم قانون ممارسات الفساد الأجنبية أن تقوم شركة أو شخص بتقديم أو عرض منفعة مالية أو مادية لمسؤولي حكومة أخرى بغرض الحصول على معاملة تفضيلية. 

نفت "أداني غرين إنرجي"، التابعة لمجموعة "أداني غروب"، توجيه اتهامات إلى الملياردير الهندي ومساعديه بمخالفة قانون ممارسات الفساد الأجنبية الأميركي،  وأوضحت  أن التهم الموجهة إلى غوتام وساغار وفنيت تقتصر على التآمر والاحتيال في الأوراق المالية، بحسب ما ورد في إفصاح قدمته الشركة إلى البورصة اليوم الأربعاء.

من السابق لأوانه توقع التبعات المحتملة في المدى الطويل على أداني وشركاته. لكن ما حدث بالفعل هو أن  وحدات تابعة لـ"أداني غروب" ألغت طرح سندات بقيمة 600 مليون دولار فور إعلان المدعين الأميركيين عن الاتهامات، كما انخفضت أسعار أسهم المجموعة في الهند بعد ورود الأنباء من الولايات المتحدة عن مزاعم الرشوة، حيث انخفضت أسهم "أداني إنتربرايزس"، الشركة الرئيسية في المجموعة، بنحو 23% إلى أدنى مستوى منذ عام، فيما تراجعت أسهم "أداني غرين" بأكثر من 19%. قبل أن تعاود أسهم المجموعة ارتفاعها بعد بيان الشركة الأخير.

رايشودوري قال، خلال مشاركته في البرنامج، إن تضارب المعلومات بشان لائحة الاتهامات والمنخرطين فيها ستؤدي إلى تذبذبات في تقييم أسهم المجموعة، وبالتالي جاذبية الاستثمار فيها.

رغم ذلك، استبعد رايشودوري أن يمتد تأثيرها ليهدد سوق الأسهم أو السندات الهندية، "فالشركة واجهت في السنوات الثلاث الماضية مزاعم فساد وتلاعب في وسائل الإعلام، ولم تؤثر سوى على تقييماتها، فالمستثمرون يدركون أن المشكلة تخصها وأن في الهند شركات مدارة بشكل جيد". 

ليست هذه المرة الأولى التي تلاحق فيها الأزمات المجموعة، ففي عام 2023، اتهمتها "هيندنبرغ ريسيرش" بالتلاعب بالأسهم والاحتيال ما أدى إلى خسارة أكثر من 150 مليار دولار من قيمتها السوقية.

يُعرف أداني على نطاق واسع بأنه حليف رئيسي لرئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي، وقد التزم الحزب الحاكم الصمت حيال تلك الاتهامات، فيما بدأت المعارضة الهندية التحرك لاستغلال هذا الملف داخلياً.

أما خارجياً، فمن المحتمل أن يتسبب في تعقيد الوضع مع الولايات المتحدة. فالهند التي تحاول جاهدة تعزيز العلاقات مع عودة ترمب، خاصة في ضوء اتسام العلاقات بين مودي وترمب بالقرب، إلا أن الرئيس الأميركي القادم لن يكون لديه النفوذ للتأثير على مجرى القضية، خاصة وأنه نفسه واجه اتهامات أمام تلك المحكمة. 

تعتزم "أداني غروب" استثمار 10 مليارات دولار في مشروعات الطاقة والبنية التحتية في الولايات المتحدة، بهدف توطيد العلاقات التجارية الاستراتيجية بين الدولتين، وقد روّج أداني للصفقة في منشور على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" ("تويتر" سابقاً) عندما هنّأ ترمب على الفوز بانتخابات الرئاسة.

تصنيفات

قصص قد تهمك