بلومبرغ
نجحت مجموعة "سوفت بنك" في تحقيق أكبر أرباح فصلية لها منذ عامين، مستفيدة من سلسلة من الطروحات الناجحة في السوق الهندية، ما منح مؤسسها ماسايوشي صن فرصة لتعزيز رهاناته الاستثمارية المستقبلية.
سجلت الشركة، التي تتخذ من طوكيو مقراً لها، صافي دخل قدره 1.18 تريليون ين (7.7 مليار دولار) خلال الربع المنتهي في سبتمبر، مقارنة بخسارة صافية بلغت 931 مليار ين العام الماضي. بينما توقع المحللون أن تسجل الشركة صافي دخل يناهز 295 مليار ين في المتوسط خلال هذه الفترة. وحقق "صندوق رؤية" التابع لـ"سوفت بنك" مكاسب قدرها 373 مليار ين، مدعوماً أيضاً بارتفاع قيم شركات مثل "ديدي غلوبال" (Didi Global) و"كوبانغ" (Coupang).
طفرة الطروحات العامة في الهند
تشهد السوق الهندية ازدهاراً في مجال الطروحات العامة الأولية، مما يعود بالفائدة على "صندوق رؤية"، الذي واجه تحديات لأعوام في تحقيق عوائد تتناسب مع حجمه الهائل الذي يتجاوز 100 مليار دولار.
وبعد سبعة أعوام من إطلاق وحدة الاستثمار، بدأ الصندوق في جني أرباح من إدراج شركات ناشئة مثل شركة صناعة الدراجات الكهربائية "أولا إليكتريك موبيليتي" (Ola Electric Mobility)، وشركة البيع بالتجزئة عبر الإنترنت "براين بيز سولوشنز" (Brainbees Solutions)، التي تبيع منتجات للأطفال تحت العلامة التجارية "فيرست كراي" (FirstCry).
ولاقى الطرح العام لشركة توصيل الطعام "سويغي" (Swiggy)، المدعومة من "سوفت بنك"، إقبالاً كبيراً حيث بلغت قيمته 1.3 مليار دولار، وجرت تغطية الطرح بأكثر من ثلاث مرات.
في مذكرة صدرت قبل إعلان الأرباح، وصفت ديفي سوبهاكيسان، المحللة المستقلة من شركة "إنفستوري" (Investory Pte) والتي تنشر تقاريرها عبر منصة "سمارت كارما" (SmartKarma)، الوضع بأنه "موسم جني الثمار في الهند" بالنسبة لـ"سوفت بنك".
ويُعتبر هذا النجاح إنجازاً نادراً لفريق الاستثمار في "صندوق رؤية"، الذي لا يزال يواجه تحديات بسبب استثماراته في مئات الشركات الناشئة الخاسرة. وشهد الصندوق خسائر فادحة على مدى عامين متتاليين نتيجة لانهيار تقييمات الشركات الناشئة، قبل أن يحقق أرباحاً طفيفة في السنة المالية 2023. واضطر الصندوق، الذي يسعى لضخ استثمارات ضخمة في شركات صغيرة، إلى تقليص حجم الاستثمارات الجديدة مؤخراً.
الاستثمار في الذكاء الاصطناعي
منذ ذلك الحين، تبنت "سوفت بنك" و"صندوق رؤية" نهجاً أكثر انتقائية يركز على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي التوليدي. وشملت أحدث رهاناتهم شركات مثل "أوبن إيه آي" (OpenAI) و"بيربليكسيتي إيه آي" (Perplexity AI).
وصرح كيرك بودري، المحلل في "أستريس أدفايزوري" (Astris Advisory)، بأن "نحو نصف مكاسب الربع الثاني جاءت من ارتفاع الطروحات العامة الأولية الهندية". وأضاف: "إذا عاد نشاط الطروحات العامة الأولية في الولايات المتحدة، وازداد الطلب على الشركات التابعة لصندوق رؤية، قد نشهد انتعاشاً طفيفاً، لكن الخطط المتعلقة بالذكاء الاصطناعي قد تكون أكثر تأثيراً".
تأتي هذه الأرباح في وقت يستعد فيه صن لبذل جهود حثيثة تجاه الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، حيث تمكنت "سوفت بنك" من جمع سيولة نقدية ضخمة، وارتفعت قيمة أصولها الصافية، باستثناء الديون، مدعومة بصعود سعر سهم شركة الرقائق الإلكترونية "آرم هولدينغز" (Arm Holdings) التابعة لها.
ومع ذلك، شهدت أسهم "سوفت بنك" تقلبات مع تحول معنويات المستثمرين تجاه قدرة الذكاء الاصطناعي على تحقيق تحسينات ملموسة في حياة الناس، إذ تراجع السهم بعد بلوغه ذروة قياسية في يوليو، لكنه عاد ليستعيد بعض زخمه لاحقاً.