بلومبرغ
يوجه نيك كاندي، وهو أحد الأخوين اللذين كانا وراء تطوير مبنى "وان هايد بارك" في لندن، بوصلته الآن إلى الشرق الأوسط، حيث يعد بوضع معايير جديدة للفخامة في منطقة معروفة فعلاً بالترف.
أسست "كاندي كابيتال" (Candy Capital) مشروعاً مشتركاً مع شركة "مدن القابضة"، ومقرها أبوظبي، وتخطط لبناء سلسلة من المشاريع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع التركيز على المنازل ولكنها تشمل أيضاً فنادق ومكاتب.
سيكمل المشروع المشترك خطة التطوير الحالية لشركة "مدن" بالإضافة إلى المواقع التي تملكها "كاندي" حالياً. وتهدف التطويرات الجديدة إلى الاستفادة من أفضل الفنون المعمارية والتصميم والخدمات والاهتمام بالتفاصيل، كما قال كاندي، مشيراً إلى السجل الحافل في "وان هايد بارك" بمنطقة نايتس بريدج في لندن، والذي حطم أرقاماً قياسية متكررة في أسعار العقارات بالعاصمة البريطانية.
وأضاف في مقابلة: "كنت أول من كسر حاجز 1000 جنيه إسترليني للقدم المربع في لندن، ثم 2000 جنيه إسترليني للقدم المربع، ثم 10000 جنيه إسترليني للقدم المربع. وأستطيع تحريك السوق"، موضحاً أن بعض العقارات المسماة فاخرة في الشرق الأوسط ليست أكثر من "بناء ذي جودة متوسطة في السوق".
ازدهار سوق العقارات في الإمارات
ازدهرت سوق الإسكان في الإمارات، وخاصة في دبي، منذ غزو روسيا لأوكرانيا وتدفق صناديق التحوط مما أدى إلى ارتفاع الطلب.
سجلت دبي 282 عملية بيع لمنزل فاخر، والذي يبلغ سعر الواحد منها 10 ملايين دولار على الأقل، في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، حيث استحوذت جزيرة نخلة جميرا الاصطناعية على أكبر حصة من تلك المبيعات، وفقاً لشركة الاستشارات العقارية "نايت فرانك" (Knight Frank).
بلغ عدد العمليات من هذا النوع 23 عملية فقط في عام 2019 قبل أن ترتفع إلى 431 عملية بيع في العام الماضي.
وقال فيصل دوراني، شريك في "نايت فرانك": "يتسابق المطورون لتلبية الطلب على المنازل التي تزيد قيمتها عن 10 ملايين دولار".
إنه تحول مفاجئ عن معظم سنوات العقد الماضي، عندما انخفضت أسعار العقارات في دبي لمدة سبع سنوات تقريباً حتى مع ارتفاع الأسعار في مدن مثل لندن ونيويورك في خضم أسعار الفائدة المنخفضة.
الإمارات تجذب أكبر عدد من الأثرياء
بشكل عام، لا تزال هذه المنطقة رخيصة بالمقارنة مع الأسواق فائقة الجودة الأخرى، وفقاً لكاندي الذي يراهن على أن الإمارات ستكون الفائز الأكبر مع جذب مزيد من أثرياء العالم ببنيتها التحتية الحديثة ومعدلات الضرائب والجريمة المنخفضة.
في وقت سابق من هذا العام، قالت شركة "سافيلز" (Savills) للاستشارات العقارية إن أسعار هذه المنطقة تنافسية وفقاً للمعايير العالمية. كما أنها من المرجح أن تجذب عدداً من المليونيرات أكثر من أي مكان آخر في العالم هذا العام، وفقاً "لتقرير هينلي" للهجرة الخاصة (Henley Private Migration Report).
تبلغ القيمة السوقية لشركة "مدن القابضة" أكثر من 15 مليار دولار، وهي شركة مدرجة في أبوظبي وكانت تُعرف سابقاً باسم "كيو القابضة". وأكبر المساهمين فيها شركة "القابضة" (ADQ) وشركة "العالمية القابضة" - أكبر شركة مدرجة في الإمارات - وكلاهما جزء من إمبراطورية يشرف عليها الشيخ طحنون بن زايد.
الشراكة بين "مدن القابضة" و"كاندي كابيتال"
وفقاً لموقعها الإلكتروني، تعمل "مدن القابضة" على تطوير مشاريع في جزيرتي الحديريات والريم في أبوظبي. وتضخ الإمارة مليارات في بناء مشاريع سكنية واسعة لجذب المغتربين الأثرياء للعيش والعمل هناك. وفي الأسبوع الماضي، اختيرت شركة "مدن" كمطور رئيسي لمشروع كبير لتطوير مدينة في رأس الحكمة التي تقع على الساحل الشمالي لمصر.
وعلى الرغم من أن كاندي صنع اسمه عبر تطوير مشروع "وان هايد بارك" مع أخيه كريستيان، افترق الاثنان منذ ذلك الحين. وفي الآونة الأخيرة، ركز الرجل على شركته "كاندي لندن" المتخصصة في أعمال التصميم الداخلي وإدارة التطوير، والتي قامت بمشاريع أصغر حجماً في لندن ونيويورك ولوس أنجلوس وأماكن أخرى.
قال كاندي إن الشراكة مع "مدن القابضة" ستمثل أكبر مشروع تشارك فيه شركة "كاندي" منذ مشروع "وان هايد بارك"، دون تقديم تفاصيل محددة عن أول أعمال التطوير التي سيتولاها المشروع المشترك.