بلومبرغ
شهدت شركة "هون هاي بريسيشن إندستري" (Hon Hai Precision Industry) زيادة ملحوظة في إيراداتها خلال الربع الثالث من العام، وذلك بفضل ارتفاع الطلب على الخوادم التي تدعم تطوير الذكاء الاصطناعي، مما ساهم في تعويض تراجع مبيعات الهواتف الذكية.
أعلنت الشريكة الرئيسية لشركة "أبل" في تصنيع "أيفون"، والمعروفة أيضاً باسم "فوكسكون" (Foxconn)، أن مبيعاتها ارتفعت 20.2% لتصل إلى 1.85 تريليون دولار تايواني (57.9 مليار دولار أميركي) خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وتجاوزت هذه النتائج متوسط توقعات المحللين التي جمعتها "بلومبرغ" والتي تبلغ 1.78 تريليون دولار تايواني.
ذكرت الشركة أن مبيعات الربع الثالث كانت الأعلى في تاريخها لتلك الفترة، وتجاوزت توقعاتها السابقة للنمو، دون الإفصاح عن الأرقام الدقيقة. وكانت مبيعات الشركة التايوانية ارتفعت 19% في الربع الثاني من العام، وهو أول نمو في إيراداتها منذ بداية 2023.
يرجع جزء كبير من هذا النمو إلى توسع أعمال "فوكسكون" في مجال توريد الخوادم المزودة برقائق الذكاء الاصطناعي من شركة "إنفيديا" (Nvidia). وفي أغسطس الماضي، توقعت الشركة استمرار نمو إيراداتها خلال الفترة المتبقية من العام. كما ارتفع سعر سهم الشركة بأكثر من 85% خلال العام الحالي.
ما تقوله "بلومبرغ إنتليجنس":
يمكن أن يتسارع نمو مبيعات شركة "هون هاي" في الفترة 2024-2025 مع ظهور الذكاء الاصطناعي كمحرك رئيسي للنمو بالشركة واستقرار الطلب على هواتف "أيفون". كما أن تكامل الشركة الرأسي وبصمتها العالمية يمنحانها ميزة تنافسية مع زيادة تعقيد خوادم الذكاء الاصطناعي وارتفاع الطلب على الإنتاج المحلي. وقد تحقق الشركة نمواً إضافياً في الأرباع القادمة مع تحسن إمدادات وحدات معالجة الرسومات من "إنفيديا" وإطلاق نماذج جديدة مثل "بلاك ويل جيه بي 200".
بالإضافة إلى ذلك قد تستقر مبيعات الإلكترونيات الاستهلاكية الذكية ومنتجات الحوسبة، التي شكلت معاً 64% من إجمالي المبيعات في النصف الأول، مع انخفاض الطلب على الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر. ومع ذلك، قد تواجه أعمال تصنيع السيارات الكهربائية تحديات وسط تباطؤ الطلب العالمي على هذه السيارات، ما يجعل إسهامها في المبيعات محدوداً.
المحللان ستيفن تسينغ وشون تشين
إنفاق عمالقة التكنولوجيا
تعزز "هون هاي" وغيرها من موردي الأجهزة عائداتها مستفيدة من الطلب المتزايد على الخوادم ومراكز البيانات من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "ميتا بلاتفورمز" و"غوغل" التابعة لـ"ألفابت". ومع ذلك، تبقى تساؤلات حول مدى استمرارية هذا الإنفاق، ما لم يتم تطوير تطبيقات ذكاء اصطناعي رئيسية قادرة على تحقيق عوائد ملموسة لتلك الشركات من استثماراتها الهائلة في البنية التحتية.
العلاقة مع "أبل"
باعتبارها أكبر شركة لتجميع هواتف "أيفون" في العالم، لا تزال أعمال الشركة التايوانية مرتبطة بشكل وثيق مع "أبل". ففي الربع الثاني، شكلت مبيعات الإلكترونيات الاستهلاكية الذكية، بما فيها "أيفون"، حوالي 40% من إيرادات "فوكسكون"، بينما ساهمت منتجات الحوسبة السحابية والشبكات، بما فيها خوادم الذكاء الاصطناعي، بنحو 32%.
في الوقت الذي كان فيه المستثمرون يتوقعون انتعاشاً في الطلب على الهواتف الذكية في 2024، أشار بعض المحللين إلى أن المؤشرات الأولية لا تعكس هذا التفاؤل، حيث لم تحقق أحدث إصدارات "أيفون" الطلب المتوقع.