بلومبرغ
تشهد شركة "أوبن إيه آي" (OpenAI) تغييراً مستمراً ومنتظماً في كثير من الأمور، من بينها خطط إعادة النظر في وضعها كمؤسسة غير ربحية، مع جمع التمويل المستمر والذي قد يضاعف تقييمها تقريباً، إضافة إلى مناقشة منح الرئيس التنفيذي سام ألتمان حصة من الأسهم، وكل ذلك على خلفية مغادرة كبار المسؤولين للشركة.
اعتماداً على كيفية تطور الوضع الحالي، قد يخرج ألتمان -الذي يملك ثروة مليارية بالفعل- من هذه العملية وهو أكثر ثراءً. فإذا نجحت عملية جمع التمويل التي يقول أشخاص مطلعون إنها قد تقدر قيمة "أوبن إيه آي" عند 150 مليار دولار، وانتهى أمر ألتمان بحصوله على حصة تبلغ 7%، فقد ترتفع ثروته بأكثر من 10 مليارات دولار، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ للمليارديرات". ومن شأن ذلك أن يجعله من بين أغنى أغنياء العالم.
لا نعرف الكثير عن هذه الخطط التي ما تزال قيد التفاوض، بما في ذلك الحجم الدقيق لحصة ألتمان المحتملة وهيكلها، وما إذا كانت ستتحقق على أرض الواقع.
وفي بيان صدر يوم الخميس، قال بريت تايلور، رئيس مجلس إدارة "أوبن إيه آي"، إن اتجاه المحادثات في تغير مستمر، كما "أجرى مجلس الإدارة مناقشات حول ما إذا كان تعويض سام بحصة من الأسهم مفيداً للشركة ومهمتنا، ولكننا لم نناقش أي أرقام محددة، ولم نتخذ أي قرارات".
ثروة سام ألتمان الحالية
مع ذلك، فإن القرار يمثل منعطفاً جديداً في ملحمة شركة "أوبن إيه آي" المتعرجة، وهي الشركة التي تتقدم الصفوف في هوس الذكاء الاصطناعي المنتشر حالياً، وتأسست الشركة كمنظمة غير هادفة للربح على أمل بناء هذه التكنولوجيا بطريقة آمنة ومفيدة للبشرية.
قدرت "بلومبرغ نيوز" في مارس ثروة ألتمان بأكثر من ملياري دولار. وتتألف أصوله بشكل أساسي من أموال مستثمرة في صناديق رأس المال الجريء والشركات الناشئة. كما أنه يمتلك حصصاً في شركات محدودة الملكية، من بينها شركة "نيورالينك" (Neuralink) التابعة لإيلون ماسك، لكنها لم تكشف عن الحجم الدقيق لملكيته فيها ولم يجر تضمينها في حساب ثروته.
لا يشمل هذا الرقم أي حصة في شركة "أوبن إيه آي". وقال ألتمان في مناسبات عديدة إنه لا يمتلك أسهماً في الشركة لأنه يملك فعلاً ما يكفي من المال، على الرغم من أنه أضاف في بعض الأحيان أنه يتمنى لو امتلك حصة حتى يتوقف الناس عن سؤاله عن ذلك.
قال ألتمان في شهادته في جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ العام الماضي: "أتقاضى ما يكفي من المال للتأمين الصحي، وليس لدي أي أسهم في (أوبن إيه آي). أنا أفعل ذلك لأنني أحب ذلك".
مكافآت الذكاء الاصطناعي
الحصول على أسهم في "أوبن إيه آي" يجعل ألتمان يستمتع بثمار مشروعه الأعلى قيمة حتى الآن. ففي وقت سابق من الشهر الحالي، قالت "بلومبرغ نيوز" في تقرير إن "أوبن إيه آي" تجري محادثات لجمع 6.5 مليار دولار من المستثمرين بتقييم يبلغ 150 مليار دولار، ما يجعلها واحدة من أعلى الشركات الناشئة قيمة في العالم.
لكن على الرغم من هذا التقييم المرتفع، تخسر الشركة عدداً من مسؤوليها الرئيسيين. ففي يوم الأربعاء، أعلنت رئيسة قسم التكنولوجيا ميرا موراتي عبر منصة "إكس" أنها ستترك الشركة "لتوفير الوقت والمجال اللازمين للقيام باستكشافاتي الخاصة"، وفي اليوم نفسه قال رئيس قسم الأبحاث بوب ماكغرو: "حان الوقت لأن آخذ استراحة". ويأتي رحيلهما بعد مغادرة كبير العلماء السابق إيليا سوتسكيفر والباحث جون شولمان، وكلاهما من مؤسسي الشركة. فيما قال عضو آخر من الفريق المؤسس للشركة، وهو الرئيس غريغ بروكمان، إنه سيبدأ إجازة حتى نهاية العام.
تفترض القيمة التقديرية البالغة 10 مليارات دولار لحصة ألتمان المحتملة بنسبة 7% أن تقييم "أوبن إيه آي" سيبلغ 150 مليار دولار عند إغلاق جولة التمويل، ويمثل ذلك القيمة الإجمالية لأسهمها فقط ولا يشمل أي ديون قد تكون على الشركة. كما تفترض أيضاً أن ألتمان سيحصل على حقوق الملكية في صورة أسهم وليس خيارات أو ضمانات، وبدون أي شروط أو قيود على استحقاقه لها.