الشرق
أعلنت شركة "ايدج" الإماراتية العاملة في مجال التكنولوجيا المتقدمة والدفاع، اليوم الإثنين عن إطلاق شركة "فضاء" الجديدة التابعة لها والمتخصّصة في قطاع الفضاء، في وقت تتكون فيه شركة "سبيس 42" بدمج شركة الأقمار الصناعية "الياه سات" مع شركة "بيانات" التابعة لمجموعة "جي 42" والمتخصصة في توفير الحلول الجيومكانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وتتمحور مهمة "فضاء" حول "تطوير القدرات الفضائية السيادية في الدولة، والاستفادة من مزايا الشراكات المحلية والدولية، إلى جانب العلاقات الضرورية القائمة على التعاون المشترك والبنّاء عبر نقل التكنولوجيا والمعرفة"، وفق وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
وترمي "فضاء" إلى "تأسيس قطاع فضاء سيادي مكتفٍ ذاتياً يُمكنه دعم الأمن الوطني وتأمين المتطلبات التجارية، بما يدعم ريادة دولة الإمارات ودفع عجلة الابتكار والتكنولوجيا الفضائية".
ومن المقرر أن تُؤسس "فضاء" ضمن أهدافها "مرافق متقدمة لتطوير وتصنيع وتجميع وتكامل واختبار مختلف أنظمة الأقمار الصناعية، ليصبح مركزاً موحّداً لجميع الأنشطة المتعلقة بالفضاء بهدف توفير حلول شاملة للعملاء المحليين والدوليين".
جاء الإعلان عن إطلاق "فضاء" بعد اختيار "إيدج" في نوفمبر 2023، كمتعاقد رئيسي ضمن شراكة استراتيجية مع وكالة الإمارات للفضاء، لتنفيذ برنامج "سرب"، المكوّن من ثلاثة أقمار صناعية ذات ملكية فكرية مملوكة بالكامل ومزودة بحمولات رادارية فضائية، والذي يمثّل أحد أول المشاريع لمجموعة إيدج في مجال الفضاء، وفق "وام".
يهدف برنامج "سرب" إلى إطلاق أول قمر صناعي، المسمى"سرب-1"، بحلول عام 2026، كما يشمل خططاً لتوسيع التعاون مع الجهات الفاعلة الأخرى في القطاع والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة لتعزيز خبرات وقدرات البرنامج.
اندماج "الياه سات" و"بيانات"
في غضون ذلك، تترقب الإمارات إتمام عملية الاندماج بين شركتي "الياه سات" و"بيانات" في الأول من أكتوبر المقبل، تحت اسم " سبيس 42". واعتباراً من إغلاق التداول يوم الإثنين 30 سبتمبر، سيتم إلغاء إدراج أسهم "الياه سات" من سوق أبوظبي، على أن تنتقل جميع أصولها والتزاماتها إلى شركة "بيانات" مقابل أسهم شركة بيانات المصدرة حديثاً، والتي سيتم تخصيصها لمساهمي "الياه سات" في إطار الاندماج.
بعد إصدار الأسهم الجديدة لشركة "بيانات"، ستبلغ حصة ملكية مساهمي "بيانات" في الشركة الجديدة نحو 54%، في حين ستبلغ حصة مساهمي "الياه سات" نحو 46%.
في نهاية 2023، ذكرت الشركتان في بيان مشترك أن مجلسي إدارتيهما صوّتا بالإجماع على توصية المساهمين لديهما بالموافقة على الاندماج المقترح، وهو ما ستنشأ عنه واحدة من أكبر شركات تكنولوجيا الفضاء المدرجة في العالم من حيث القيمة السوقية، ويفتح المجال أمام إمكانات واسعة للنمو والتكامل على المستوى العالمي، بحسب البيان الصادر حينذاك.
قالت الشركتان وقتئذ إن الكيان الجديد سيكون قادراً على الاستفادة من الفرص الإقليمية والدولية في مجال الحلول الجيومكانية وحلول الاتصالات المتنقلة والاتصالات الفضائية والمعلومات لقطاع الأعمال، كما سيتمتع بمكانة مالية قوية، وإمكانات تكنولوجية متقدمة ومدعومة بالذكاء الاصطناعي، ومحفظة منتجات متنوعة.
تعاقدت شركة "الياه سات" مع شركة "سبيس إكس" (SpaceX)، التابعة لإيلون ماسك لإطلاق قمريها الصناعيين "الياه 4" و"الياه 5"، باستخدام مركبة "فالكون 9"، خلال عامي 2027 و2028، وفق إفصاح الشركة في أول يوليو الماضي.
خطوات الإمارات في الفضاء
تقول وكالة الإمارات للفضاء إن قطاع الفضاء الوطني، "يُعد من الأكثر تقدماً على صعيد المنطقة، حيث بلغ إجمالي الاستثمارات فيه نحو 40 مليار درهم"، وفق موقعها الإلكتروني في يوم 23 أبريل الماضي.
وأطلقت وكالة الإمارات للفضاء برنامج مناطق الفضاء الاقتصادية، والذي يشمل تأسيس 6 مناطق اقتصاد فضائية في الدولة، لدعم الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، وتحفيز الاقتصاد الوطني في قطاع الفضاء، من خلال توفير مبادرات ومحفزات اقتصادية.
بلغ عدد شركاء البرنامج 13 شريكاً استراتيجياً، فيما بلغ عدد الشركات المشاركة في البرنامج خلال العامين الماضيين أكثر من 180 شركة.
كما أعلنت الوكالة عن إنشاء صندوق الفضاء الوطني بقيمة 3 مليارات درهم، لتعزيز استثمارات رواد الأعمال وشركات القطاع الخاص، والعمل على تمويل وتسهيل تطوير الأنشطة والمشاريع الفضائية المستقبلية.
قالت وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة ورئيسة مجلس وكالة الإمارات للفضاء سارة الأميري، في تصريحات سابقة لـ"الشرق" إن بلادها انتقلت من مستخدم لتقنية الفضاء الخارجي إلى مصنّع لها، وتفوقت على غيرها من الدول في سرعة تطوير قدرات القطاع الخاص والكفاءات العاملة فيه.
وبحسب الأميري، انتقلت الإمارات من مستخدم لتقنيات الأقمار الاصطناعية والفضاء الخارجي في تسعينيات القرن الماضي، إلى مطور لها في عام 2006، من خلال تأسيس مركز "محمد بن راشد للفضاء"، وتطوير منظومة نقل المعرفة والخبرات إلى الكوادر الوطنية في تصنيع الأقمار الصناعية وتصميمها.
وأشارت إلى أن دخول الدول في صناعة الفضاء يكون إما من خلال بناء قدراتها تدريجياً بدءاً من الصناعات الصغيرة وصولاً إلى استكشاف الفضاء الخارجي، أو من خلال استكمال ما وصلت إليه الدول الأخرى، وهو النموذج الذي اعتمدته الإمارات، إذ استفادت من التجارب السابقة وتعلمت منها، لا سيما وأن قطاع الفضاء تحدياته كبيرة.