بلومبرغ
نفت شركة "غولد أبولو" (Gold Apollo) التايوانية تصنيع أجهزة الاستدعاء (البيجر) التي استُخدمت في الهجمات الأخيرة في لبنان، وذلك عقب تقارير إعلامية أفادت بأن الشركة قد تكون المورد لهذه الأجهزة.
جاء في بيان رسمي للشركة: "بالنسبة للتقارير الإعلامية الأخيرة حول جهاز البيجر "إيه آر-924" (AR-924)، نوضح أن هذا النموذج يتم إنتاجه وبيعه بواسطة شركة بي إيه سي (BAC)". وأضافت الشركة في البيان، دون تقديم تفاصيل عن هوية "بي إيه سي": "نحن نوفر فقط ترخيص العلامة التجارية، ولا نشارك في تصميم أو تصنيع هذا المنتج".
انفجرت آلاف أجهزة الاستدعاء في مختلف أنحاء لبنان أمس الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص وإصابة نحو 3 آلاف آخرين. واتهمت جماعة "حزب الله" إسرائيل بتدبير الهجوم، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة بعد اشتباكات متكررة شهدتها المنطقة طيلة العام الماضي. ورفضت إسرائيل التعليق على الأمر.
تفاصيل التخطيط والتنفيذ
لا تزال العديد من التساؤلات حول كيفية التخطيط للهجمات وتنفيذها بشكل متزامن ودقة عالية دون إجابات. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وآخرين مطلعين على العملية، أن كميات صغيرة من المتفجرات وُضعت داخل أجهزة الاستدعاء التي طلبها "حزب الله".
أفادت الصحيفة بأن أونصة أو اثنتين من المواد المتفجرة أُضيفت إلى بطارية كل جهاز، وتم تضمين مفتاح لتفعيل التفجير. وقد انفجرت الأجهزة بشكل متزامن في جميع أنحاء البلاد عند حوالي الساعة 3:30 مساءً.
نفي الشركة التايوانية
في بيان آخر، قالت وزارة الشؤون الاقتصادية في تايوان إن أجهزة البيجر تم تصنيعها في تايوان، لكنها على الأرجح تعرضت للتعديل، إذ إن البطارية المستخدمة في هذه الأجهزة هي بطارية "إيه إيه" (AA)، وهي غير قادرة على إحداث انفجار يؤدي إلى الوفاة أو الإصابة.
نفى مؤسس شركة "غولد أبولو"، هسو تشينغ كوانغ، خلال حديثه للصحفيين في مقر الشركة يوم الأربعاء، تصنيع شركته لأي من الأجهزة المستخدمة في الهجمات، وفقاً لما ذكرته وكالة "رويترز".
تأسست الشركة في عام 1995 وتبيع أجهزة استدعاء رقمية بالإضافة إلى أجهزة أخرى تُستخدم في المطاعم لتنبه العملاء بجاهزية طلباتهم. ولا تحظى "غولد أبولو" بشهرة كبيرة حتى داخل مجتمع التكنولوجيا في تايوان، حيث يشير موقعها الإلكتروني إلى أنها يعمل لديها 40 شخصاً فقط.
لم يتضح بعد مكان تصنيع أجهزة الاستدعاء أو متى أُضيفت المتفجرات إليها.
وزير الاتصالات اللبناني جوني قرم، رجح في تصريح لـ"بلومبرغ"، أن الأجهزة اللاسلكية ربما تعرضت لارتفاع في درجة الحرارة قبل التفجير، مما يشير إلى احتمالية وجود "عمل تخريبي". وفي الوقت نفسه، وصفت الحكومة اللبنانية الهجمات بأنها اعتداء إسرائيلي.
أسلحة فتاكة
في ظل غياب أي تفسيرات رسمية، انتشرت نظريات حول كيفية تحويل هذه الأجهزة، التي تُعتبر قديمة الطراز إلى حد كبير، إلى أسلحة فتاكة.
قال الخبير في الأمن السيبراني، روبرت غراهام، عبر منصة "إكس" إن "جعل البطاريات تقوم بأكثر من الاحتراق أمر صعب وغير منطقي. والأرجح أن شخصاً ما قد دفع رشوة لإدخال المتفجرات في الأجهزة أثناء عملية التصنيع".
من جانبها، قالت ديبا كوندور، أستاذة الهندسة الكهربائية والحاسوبية بجامعة تورنتو، إنها تشتبه في أن الهجوم تم عن طريق "سلسلة التوريد"، ففي مثل هذا النوع من الهجمات، يخترق الجاني سلسلة التوريد الخاصة بالجهاز لإدخال مكونات متفجرة دون علم البائع النهائي. وقد تظل هذه المكونات المتفجرة في الجهاز دون تفعيل لأشهر أو أعوام لحين وصول رسالة تفجير محددة.
على الرغم من أن الهواتف المحمولة حلت محل أجهزة الاستدعاء في معظم أنحاء العالم، إلا أن إذاعة "إن بي آر" (NPR) الأميركية أفادت مؤخراً بأن الأطباء في المستشفيات الأميركية لا يزالون يفضلون استخدامها نظراً لنقل رسائل مباشرة وسريعة. كما تُستخدم تلك الأجهزة بشكل روتيني في المنشآت الطبية في لبنان.
تستخدم جماعة "حزب الله" أجهزة تكنولوجية بسيطة مثل أجهزة الاستدعاء والاتصال اللاسلكي لتجنب اعتراض اتصالاتهم من قبل الاستخبارات الإسرائيلية، حيث يمكنهم إرسال رسائل مشفرة دون الكشف عن موقعهم.