بلومبرغ
تسعى اثنتان من أبرز شركات تصميم رقائق الذكاء الاصطناعي في الصين إلى طرح أسهمهما في اكتتاب عام أولي في بورصة شنغهاي هذا العام، مستفيدتين من تزايد الطلب على الشركات المحلية الطامحة إلى منافسة الشركة الأميركية العملاقة "إنفيديا" (Nvidia Corp).
وتهدف شركة "شنغهاي إنفليم تكنولوجي" (Shanghai Enflame Shanghai) لجمع ما يصل إلى ملياري يوان (280 مليون دولار) من خلال الطرح في بورصة "ستار" في شنغهاي، وهي منصة مخصصة للشركات الناشئة ذات النمو السريع التي لم تصل إلى عتبة الربحية بعد، بحسب أشخاص طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لخصوصية المعلومات. وفي الوقت نفسه، تخطط شركة "شنغهاي بيرين إنتليجنت تكنولوجي" (Shanghai Biren Intelligent Technology) لتقديم ملف الطرح الخاص بها في نفس البورصة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. تخطط الشركتان الآن لتقديم المستندات رسمياً هذا العام، وتتطلعان إلى أن يبدأ التداول على أسهمهما في 2024 أو أوائل 2025.
ندرة شركات الرقائق المدرجة
ستُدرج الشركتان إلى جانب نظيرتهما "كامبريكون تكنولوجيز كورب" (Cambricon Technologies Corp) في بورصة مدينتهما الأم التي تسعى لتحويل منصة "ستار" إلى وِجهة للإدراجات المتميزة من قطاع التكنولوجيا في البلاد. تتوقع كل من شركة "بيرين"، وشركة "إنفليم" المدعومة من شركة "تينسنت هولدينغز" (Tencent Holdings)، جذب اهتمام المستثمرين بسبب ندرة شركات تصنيع الرقائق المدرجة في البورصة، رغم أهمية هذا القطاع لأهداف الصين الجيوسياسية.
"بيرين" على القائمة السوداء الأميركية
تعكف الصين على تسريع حملة لتطوير صناعة أشباه موصلات عالمية الطراز، وهي جهود تعيقها الولايات المتحدة بفرض عقوبات وقوائم سوداء على شركات مثل "هواوي تكنولوجيز". امتد هذا الصراع في السنوات الأخيرة إلى مجال الذكاء الاصطناعي، إذ تُعد "بيرين" واحدة من عدة شركات صينية مُدرجة في قوائم حظر أميركية تقيد وصولها إلى التكنولوجيا الأميركية.
أطلقت شركتا "بيرين" و"إنفليم" عملية طرحهما العام الأولي بالدخول في "فترة التوعية" المعتادة للمستثمرين المحتملين في أسهم الشركتين، وفقاً لإشعارات تنظيمية صينية. وعلى الرغم من استهداف "بيرين" الإدارج في منصة "ستار" المتخصصة نسبياً، لم تستبعد إدارة الشركة حتى الآن هونغ كونغ كوجهة بديلة في حال تعثرت عملية الإدراج في شنغهاي، وفقاً للأشخاص المطلعين.
لم يرد ممثلو "إنفليم" و"بيرين" على رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات التي أُرسلت لهما طلباً للتعليق.
بكين تدعم بدائل محلية
تنتج الشركتان رقائق يستخدمها المطورون في تدريب ودعم خدمات الذكاء الاصطناعي، على غرار "إنفيديا"، رغم أن منتجاتهما تُعتبر أقل قوة وأداءً. ومع ذلك، تشجع بكين الشركات الصينية على تطوير وتبني البدائل المحلية، خوفاً من تصعيد واشنطن جهودها لمنع تدفق التكنولوجيا الغربية اللازمة لتشغيل كل شيء من الذكاء الاصطناعي إلى العتاد العسكري. ومن بين شركات تصميم رقائق الذكاء الاصطناعي البارزة الآخرى "موري ثريدز إنتليجنت بكين كو" (.Moore Threads Intelligent Beijing Co) و"تي-هيد" (T-Head) المدعومة من "علي بابا غروب القابضة".
منافسان واعدان لـ"إنفيديا"
تأسست "إنفليم" في عام 2018 على يد موظفين سابقين في شركة "أدفانسد مايكرو ديفايسز" (.Advanced Micro Devices Inc). وتم تقييمها بحوالي 18 مليار يوان -أو 62 ضعف مبيعاتها لعام 2022- بعد جمعها 2.5 مليار يوان في جولة تمويلية قبل الطرح العام هذا العام، وفقاً لعرض تقديمي اطلعت عليه "بلومبرغ".
تسيطر شركة “تينسنت" على أكثر من خُمس الشركة، إلى جانب مستثمرين آخرين من بينهم "صناعة الدوائر المتكاملة في الصين" المعروف باسم "الصندوق الكبير" (Big Fund)، وهو آلية التمويل الرئيسية لأهم مشاريع الرقائق في البلاد.
تأسست "بيرين" في عام 2019 وتعمل في مجالات مثل وحدات معالجة الرسوميات والحوسبة السحابية، وتُعتبر واحدة من أبرز المنافسين الواعدين المحليين لشركة "إنفيديا".
بدعم من "آي دي جي كابيتال" (IDG Capital) و"بينغ آن إنشورانس غروب" (Ping An Insurance Group) و"تشاينا ميرشنتس كابيتال" (China Merchants Capital)، سعت "بيرين" في عام 2022 إلى جمع أموال بتقييم 17 مليار يوان، حسبما ذكرت "بلومبرغ نيوز" في ذلك الوقت. وفي ذلك العام، أعلنت الشركة أنها "حققت رقماً قياسياً جديداً في قوة الحوسبة العالمية" باستخدام أول وحدة معالجة رسومات للأغراض العامة.