تحدي السيولة يواجه أول شركة بناء مغربية تدخل سوق ليبيا

أكبر شركة مقاولات مدرجة ببورصة الدار البيضاء فازت بعقدين لتشييد وحدات سكنية في "درنة" و"القبة" بقيمة 50 مليون دولار

time reading iconدقائق القراءة - 4
مدينة درنة، شرق ليبيا، عقب الفيضانات في سبتمبر 2023 - المصدر: غيتي إيمجز
مدينة درنة، شرق ليبيا، عقب الفيضانات في سبتمبر 2023 - المصدر: غيتي إيمجز
الرباطيوسف لخضر
المصدر:

الشرق

تواجه أكبر شركة بناء مدرجة في بورصة المغرب تحدي السيولة بينما تنجز أول مشروعين لها في ليبيا بقيمة إجمالية 500 مليون درهم (50 مليون دولار).

محمد بوزوبع، الرئيس المدير العام لشركة "الأشغال العامة للبناء بالدار البيضاء" (TGCC)، قال بحديث لـ"الشرق" إن "السوق الليبية واعدة، لكن نواجه حالياً مشكلة سيولة لأن البنوك المغربية ترفض منحنا ضمانات لتيسير أعمالنا، بمبرر عدم وجود تعاملات تجارية لديها مع البنوك الليبية".

تعتزم الشركة المغربية تشييد وحدات سكنية في كل من مدينتي "درنة" و"القبة" اللتين تضررتا من الإعصار الذي ضرب البلاد العام الماضي وخلف خسائر بشرية ومادية كبيرة، لتكون بذلك أول شركة مغربية عاملة بقطاع البناء تدخل سوق الدولة التي تمتلك أكبر احتياطي نفطي في أفريقيا.

منافسة مصرية تركية صينية

لطالما ركزت الشركة المغربية على سوقها المحلية مع الانفتاح تدريجياً على الفوز بمشاريع في دول أفريقيا جنوب الصحراء، لكن رئيسها التنفيذي يرى اليوم أن "السوق الليبية واعدة، لأنها تعاني نقصاً كبيراً في الوحدات السكنية، يُقدّر بنحو 20 ألف وحدة في المدن الرئيسية"، غير أنه ينبّه في المقابل إلى "وجود منافسة قوية من الشركات التركية والمصرية والصينية".

تحتاج عملية إعادة إعمار مدينة "درنة" لوحدها، والتي كانت الأكثر تضرراً من الفيضانات، أكثر من ملياري دولار، بحسب تصريحات سابقة لوزير الاستثمار في الحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي علي السعيدي، حيث قال إن بلاده تحتاج المساعدة بالخبرات والكفاءات من الشركات الأجنبية "لإتمام مهمة إعادة الإعمار بسرعة".

"الحصول على ضمانات من البنوك حيث يوجد المقر الرئيسي للشركة أمر ضروري لأي شركة أجنبية تعمل في ليبيا، بما يتيح لها المشاركة في صفقات مشاريع  أكبر، والحصول على قروض من البنوك المحلية لتوفير السيولة اللازمة لأعمالها  التشغيلية"، بحسب بوزوبع، متوقعاً حل مشكلة شركته بهذا الخصوص خلال أسابيع.

حققت TGCC العام الماضي أرباحاً بقيمة 362.5 مليون درهم، بزيادة 47% على أساس سنوي. وتعتبر الأكبر قيمةً سوقية بواقع 11.8 مليار درهم بقطاع البناء في بورصة المغرب، حيث سلمت طيلة 3 عقود حوالي ألف مشروع.

مشاريع كأس العالم

كان الطرح العام الأولي الذي أنجزته الشركة عام 2021 لجمع 600 مليون درهم تلقى طلباً كبيراً تعدى 22 مرة المبلغ المطلوب، وكان هذا الإدراج مدعوماً من شركة الاستثمار في الأسهم الخاصة "ميديترينيا كابيتال بارتنرز" (Mediterrania Capital Partners)، التي تتخذ من مالطا مقراً لها.

لدى الشركة، المملوكة بغالبيتها لعائلة بوزوبع، مشاريع قيد الإنجاز حالياً بنحو 8.6 مليار درهم، ما يعكس دينامية الطلب في القطاع الذي عاش ركوداً في السنوات الأخيرة، وفق إفصاح للشركة الأسبوع الماضي على موقع بورصة البيضاء.

يُتوقع أن تتجاوز إيرادات TGCC هذا العام 7 مليارات درهم، من 6.8 مليار درهم العام الماضي، كما أفاد بوزوبع، في ظل طفرة يشهدها قطاع البناء استعداداً لاستضافة كأس العالم 2030 مع ما يتطلب ذلك من بناء ملاعب ومطارات وتمديد خطوط السكك الحديدية، إضافةً إلى مشاريع إعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال الذي ضرب وسط البلاد العام الماضي.

أحدثت الشركة الشهر الماضي شركتين تابعتين للعمل في أنشطة "المقالع الحجرية" و"الحديد". وأضاف بوزوبع لـ"الشرق" أن "هذه الخطوة ستضمن لنا الإمدادات اللازمة من مواد البناء لمشاريعنا في ظل ندرة الشركات العاملة بهذين المجالين، إلى جانب التحكم في سلسلة القيمة وبالتالي خفض التكاليف".

تصنيفات

قصص قد تهمك