بلومبرغ
انضمت نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى الرئيس جو بايدن في التأكيد على أن شركة "يونايتد ستيتس ستيل" (United States Steel Corp) يجب أن تظل مملوكة ومدارة من مالكين أميركيين، مما يمثل عائقاً إضافياً لصفقة البيع المقترحة للشركة إلى شركة "نيبون ستيل" (Nippon Steel Corp) اليابانية.
قالت هاريس خلال فعالية بمناسبة يوم العمال مع النقابات في بيتسبرغ، التي تُعتبر موطناً لكل من "يو إس ستيل" واتحاد عمال الصلب المتحدين الذي يعارض الصفقة: "شركة يو إس ستيل شركة أميركية تاريخية، ومن الضروري لأمتنا الحفاظ على شركات الصلب الأميركية قوية". وأضافت: "أنا أتفق تماماً مع الرئيس بايدن، يجب أن تظل يو إس ستيل مملوكة ومدارة من قبل الأميركيين. وسأظل دائماً داعمة لعمال الصلب الأميركيين".
تراجعت أسهم شركة "يو إس ستيل" بنسبة تصل إلى 5% يوم الثلاثاء في نيويورك، لتصل إلى أدنى سعر خلال اليوم منذ 26 يونيو.
تصريح هاريس يُعد أول تعليق لها على الصفقة المقترحة، ويتماشى مع موقف بايدن الذي تعهد أيضاً بأن تبقى "يو إس ستيل" مملوكة محلياً، على الرغم من أنه لم يصل إلى حد حظر الصفقة بشكل صريح وسط مراجعة أمنية. وفي وقت سابق دعا المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترمب أيضا إلى وقف الصفقة.
لا يزال من غير الواضح ما إذا كان القرار بشأن الاستحواذ سيصل إلى مكتب بايدن أو إلى خليفته، أو حتى إذا كان سيستمر على الإطلاق. ومع ذلك، فإن تعليقات هاريس تضيف إلى العاصفة السياسية حول الصفقة البالغة قيمتها 14.1 مليار دولار، والتي ترتبط بولاية بنسلفانيا، واحدة من أبرز ساحات المعارك في الانتخابات. وكان عضوا مجلس الشيوخ عن الولاية من بين أكثر المعارضين صراحةً للصفقة، وكذلك السيناتور جي دي فانس من ولاية أوهايو المجاورة، المرشح كنائب ترمب.
ترحيب من العمال
بايدن، الذي تحدث قبل هاريس في نفس الحدث يوم الإثنين، أكد موقفه، وقال: "أوضحت في آخر مرة كنت فيها في بيتسبرغ.. شركة يو إس ستيل، وهي شركة أميركية أيقونية لأكثر من قرن، وستظل أميركية".
رحب اتحاد عمال الصلب الأميركيين بمعارضة هاريس للصفقة.
أوضحت تعليقات نائبة الرئيس يوم الإثنين "أنها تدرك الدور الحاسم لصناعة الصلب، ليس فقط فيما يتعلق بحماية أمننا الوطني، ولكن أيضا لضمان مستقبل أفضل للعمال والمجتمعات التي تعتمد على وظائف جيدة وعضوية في النقابات"، حسبما قال قادة اتحاد الصلب في بيان.
أعلنت شركة "نيبون"، الأسبوع الماضي، عن استثمار إضافي بقيمة 1.3 مليار دولار في في المصانع النقابية التابعة لشركة "يو إس ستيل" لمحاولة كسب تأييد اتحاد العمال، الذي أبدى قلقه بشأن الآفاق المستقبلية للعمال بعد انتهاء الاتفاقية الحالية في عام 2026.
رداً على التقارير بشأن إعلان الحملة الانتخابية لهاريس، أبرزت شركة "يو إس ستيل" ذلك التعهد وأكدت التزامها بالصفقة.
قال ديفيد بوري، الرئيس التنفيذي للشركة، في بيان يوم الإثنين، إن وعد شركة "نيبون للصلب" بالاستثمار هو "دليل على التزامها الثابت بشركة (يو إس ستيل) وجميع أصحاب المصلحة لدينا"، ليس فقط لإكمال الصفقة، ولكن أيضا لحماية الشركة ونموها. وأضاف: "ستصبح "يو إس ستيل" أقوى بكثير نتيجة لهذه الصفقة وهذه الاستثمارات".
جدل حول الصفقة
قالت "نيبون" في بيان إن صفقة الاستحواذ ستسهم في "إعادة تنشيط الأميركي للصلب، وسيستفيد العمال الأميركيون والمجتمعات المحلية والأمن الوطني بطريقة لا يمكن لأي بديل آخر أن يحققها". وأضافت الشركة أنها تعتقد أن "عملية المراجعة التنظيمية العادلة والموضوعية ستدعم هذه النتيجة، ونتطلع إلى إتمام الصفقة في أقرب وقت ممكن".
ارتفعت أسهم شركة "يو إس ستيل" عندما تم الإعلان عن عرض "نيبون" في ديسمبر، قبل أن تتخلى عن جزء كبير من تلك المكاسب عندما عبر ترمب وبايدن عن معارضتهما. ثم تفوقت الأسهم على نظرائها عندما انسحب بايدن من السباق الانتخابي، مع الرهان على أن هاريس قد تضع عقبات أقل لإتمام الصفقة.
تزايد الجدل حول صفقة الاستحواذ مع اقتراب الانتخابات في نوفمبر، رغم أن هناك القليل من المؤشرات على أن الصفقة ستكتمل قبل ذلك التاريخ. ولا تزال الصفقة خاضعة للمراجعة من قبل لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، وهي لجنة ترأسها وزارة الخزانة وتستهدف بشكل متكرر خصوم الولايات المتحدة مثل الصين.
ولا يوجد موقف أو جدول زمني واضح لهذه الصفقة. كانت إدارة بايدن أجلت حتى الآن العملية الجارية للمراجعة.
زارت هاريس ميشيغان في وقت سابق من يوم الإثنين لحضور فعالية عيد العمال، قبل أن تسافر إلى بيتسبرغ للمشاركة في التجمع مع بايدن، وهو أول حدث مشترك لهما في الحملة منذ أن أصبحت هاريس المرشحة. وشمل تجمع بيتسبرغ أعضاء من اتحاد عمال الصلب الأميركيين ونقابات كبرى أخرى، وفقاً لمسؤول في حملة هاريس.